هل تفكر في الاستعانة بالمشاهد التي صورتها يوم 30 يونيو في عمل سينمائي؟

Ad

بالتـأكيد، فهي مشاهد نادرة وحتما سأستعين بها يوماً ما في فيلم سينمائي لتوثيق هذا اليوم التاريخي والفارق في تاريخ مصر الحديث.

هل تنوي تقديم هذه الصور في الفيلم قريباً؟

أتمنى ذلك، إلا أنني لا أعلم التوقيت تماماً، فثمة مشاريع كثيرة مؤجلة سأختار أياً منها لأبدأ به، بعد توقف دام لأكثر من عامين ونصف العام، ابتعدت فيها عن السينما تماماً لإيماني بأن العمل السياسي في هذه المرحلة أهم. لكنني في الأصل سينمائي ولست سياسياً، لذلك سأعود إلى عملي الأصلي.

كيف جاءتك فكرة التصوير من الطائرة؟

كان لدي إحساس قوي أن المصريين سيخرجون إلى الشوارع والميادين بأعداد غير مسبوقة، وفكرت في ضرورة توثيقها. بالطبع، كان مستحيلاً توثيق هذه اللحظات من الأرض، أو عبر أسطح المنازل، لذا اتجهت بطلب إلى مدير إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة وطلبت منه أن يسمح لي بتصوير هذا اليوم من خلال إحدى طائرات القوات المسلحة، وفعلاً وافق بل ورحب بشدة.

هل كان التصوير صعباً؟

كان ممتعاً مع وجود بعض الصعوبات التي تمثلت في الليزر الذي كان يوجهه الثوار إلى الطائرات وهم غير واعين بخطورة ذلك. حتى إن الطائرة كانت ستقع أكثر من مرة، ما اضطرني إلى الاستعانة ببعض الفضائيات للتنويه عن ذلك، كذلك عبر المنصات الموجودة في الميادين.

كيف ترى مستقبل السينما في الفترة المقبلة؟

متفائل بمستقبل السينما، ذلك لأن نسبة الوعي في الشارع المصري زادت بنسبة كبيرة خلال الفترة السابقة منذ اندلاع ثورة 25 يناير، ما سينعكس بالتأكيد على السينما، خصوصاً بعد زوال دولة الإخوان التي كانت تحارب الفن والفنانين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عبر دعاوى ضد بعض النجوم أو بتحريم الفن، تلك الدعاوى التي كانت بالتأكيد ستعمل على القضاء على الفن من خلال التشديد الرقابي وزيادة العوائق.

فيلماك «حين ميسرة} و{دكان شحاتة} من الأفلام المبشرة بالثورة، كيف توقعت ذلك؟

المتابع الجيد لأحوال مصر خلال السنوات الماضية يدرك جيداً أنها كانت على حافة الانفجار، وعلى أبواب ثورة جياع. إلا أن ثورة 25 يناير أنقذت مصر من هذا المصير. وقد توقعت أيضاً في فيلم «حين ميسرة» نزول الجيش لحماية الحارة، والتي كانت ترمز إلى مصر، من الإرهابيين الذين قرروا حرقها بعدما تأكدوا أن الهروب منها مستحيل، وهو ما يفعله الإخوان راهناً.

بمناسبة التشديد الرقابي، كيف ترى شكل الرقابة في المرحلة المقبلة؟

أتمنى أن يتم إلغاء الرقابة تماماً، فنحن في عصر السماوات المفتوحة والإنترنت، وليس منطقياً أن نضع عوائق رقابية، خصوصاً في ظل مناخ الحرية الذي تحياه مصر في الفترة الراهنة، فالشعب لم يقبل فرض أي إرادة سياسية عليه، والجمهور بالتالي لن يقبل فرض وصاية من أي جهة، لذلك لا بد من الاكتفاء بالتصنيف العمري الذي يصنف الأفلام حسب المشاهدين، فيُعرض بعض الأفلام التي تحتوي على بعض المشاهد أو المواضيع الجريئة لما فوق 18 عاماً.

ماذا عن دور الدولة برأيك، هل يجب أن تتدخل لحماية صناعة السينما؟

بالتأكيد لا بد من أن يكون للدولة دور في حماية هذه الصناعة التي تعد من أكبر عوامل القوى الناعمة لمصر، والتي انهارت بشكل كبير في الفترة الماضية. والدولة لا بد من أن تتدخل بشكل مباشر من خلال دعم بعض الأفلام التي تستحق الدعم، أو عبر إنتاج أفلام جديرة بذلك. كذلك لا بد من تفعيل دور العرض في قصور الثقافة والمراكز الثقافية المختلفة، والاهتمام بإنشاء دور عرض جديدة في الأقاليم كي لا يحرم المشاهد هناك من متابعة الأفلام الجديدة. وينبغي إلغاء الجمارك أو تخفيفها من على الأدوات السينمائية، والحال نفسها بالنسبة إلى الضرائب.

يشكو البعض من صعوبة التصوير في بعض الأماكن السياحية والتاريخية؟

صحيح. يتطلب الأمر إجراءات روتينية ودفع رسوم مبالغ فيها، ما يجعل البعض يتراجع عن التصوير في هذه الأماكن، وهذا أمر ليس صحيحاً برأيي، لأن ذلك يؤثر على مستوى الأفلام وعلى نوعيتها أيضاً، حيث أصبح تنفيذ فيلم تاريخي أمراً شبه مستحيل، ويهرب المنتجون جميعهم من إنتاج هذه الأفلام لعدم مساعدة الدولة.

ماذا عن إنتاج فيلم عن حرب أكتوبر؟

ينطبق الأمر نفسه على إنتاج فيلم عن حرب أكتوبر، ذلك لصعوبة التصوير في المنشآت العسكرية والأماكن الحقيقية للحرب، ولا أعتقد أن ثمة منتجاً يمكنه أن يقدم فيلماً عن حرب أكتوبر من دون تدخل الدولة ومشاركتها في الإنتاج، ولا بد من أن تنفذ الدولة عدداً من الأفلام التاريخية عن المناسبات المهمة مثل ثورة 23 يوليو أو حرب أكتوبر، وأخيراً ثورة يناير، وذلك لتوثيق هذه الأحداث الخالدة والتاريخية.