العمال يتظاهرون ضد مرسي واصطفاف صوفي خلف الأزهر
• الأقباط يحتفلون بـ «سبت النور» وسط تعزيزات أمنية • السلفيون يحاصرون «الأمن الوطني»
شهدت القاهرة والإسكندرية أمس تظاهرات متفرقة محدودة ضد نظام الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، لإعلان غضب قطاع عريض من الشعب على الأداء المتواضع للرئيس في الملفات الاقتصادية، في وقت يواصل الأقباط الاحتفال بأسبوع الآلام، وسط تعزيزات أمنية حول الكنائس.نظم الاتحاد المصري للنقابات المستقلة وعدد من الأحزاب والقوى السياسية، على رأسها حزب الدستور والتيار الشعبي المصري، وحركة 6 أبريل-الجبهة الديمقراطية، تظاهرات غاضبة أمس في ضاحية حلوان، إحدى القلاع الصناعية المصرية جنوبي القاهرة، ضمن تظاهرات عيد العمال، للتنديد بسياسة نظام الرئيس محمد مرسي وجماعته، في ما يتعلق بالملف الاقتصادي والاجتماعي.وعقد رموز القوى السياسية والعمالية مؤتمرا في حلوان حددوا فيه مطالبهم بـ"إصدار قانون عمل موحد، وتوفير تأمين صحي واجتماعي شامل ورد أموال المعاشات"، قبل أن ينضموا إلى العمال المتظاهرين في مسيرة جابت شوارع المدينة.من جهته، أكد رئيس الاتحاد المصري للنقابات المستقلة كمال أبوعيطة أن تظاهرة أمس جاءت للرد على استمرار سياسة الفصل والتشريد لآلاف العمال، التي يتبعها نظام مرسي، والذي يسير على خطى نظام الرئيس السابق حسني مبارك، من خلال الاستمرار في سياسة الخصخصة، التي تضر بالعمال.في غضون ذلك، شهدت مدينة الإسكندرية تظاهر المئات من النشطاء السياسيين عقب صلاة الجمعة، أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم، للمطالبة برحيل نائب محافظ المدينة، القيادي الإخواني حسن البرنس، وإعلان رفضهم أنباء توليه منصب المحافظ، في حركة تعديل المحافظين المتوقعة خلال أيام.من جهة أخرى، نظمت المشيخة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية وقفة حاشدة، شارك فيها الآلاف، تأييدا ودعما للإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، في مواجهة الحملة الإخوانية الشرسة ضده، للمطالبة بعزله والإطاحة به من منصبه، وتعيين مفتي جماعة الإخوان عبدالرحمن البر بدلا منه، ضمن سياسة أخونة مؤسسات الدولة.وقال وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية الشيخ جابر قاسم لـ"الجريدة": "إن الوقفة جاءت لإعلان تأييد ودعم مؤسسة الأزهر وشيخها الطيب، في مواجهة حملة الإخوان ضد المؤسسة الدينية، من خلال تدبير حادثة التسمم السياسي لطلبة جامعة الأزهر، لإحراج الطيب"، محذرا من المساس بالأزهر الذي يعد خطا أحمر، على حد وصفه.سبت النور يحتفل مسيحيو مصر مساء اليوم بـ"عيد القيامة"، وتقيم الكنيسة الأرثوذكسية المصرية "صلاة القداس"، في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بحضور البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في ظل تعزيزات أمنية، تحسبا لوقوع أحداث عنف.وقال مصدر في الكنيسة المصرية لـ"الجريدة": "إن قيادات وزارة الداخلية قدمت اعتذارها إلى بابا الإسكندرية، عن أحداث الكاتدرائية بالعباسية التي وقعت خلال تشييع جنازة ضحايا أحداث الخصوص مطلع أبريل الماضي".وبعث وزير الداخلية المصري اللواء أحمد إبراهيم أمس ببرقيات تهنئة للبابا تواضروس الثاني، ورئيس الطائفة الإنجيلية بمصر صفوت البياضي، في محاولة لإصلاح ذات البين مع أقباط مصر، بعد اتهامات للشرطة بالتواطؤ مع مهاجمي الكاتدرائية ضمن أحداث الخصوص.وأكد المتحدث الرئاسي الرسمي السفير عمر عامر أن الرئيس مرسي سيرسل وفدا رئاسيا لحضور صلاة القداس في الكاتدرائية، كما تعودت الرئاسة منذ سنوات، وأضاف: "الرئيس لا يحتاج لفتوى تبيح له التهنئة"، في رد مباشر على جدل أثارته فتوى مفتي جماعة الإخوان المسلمين عبدالرحمن البر، بعدم جواز تهنئة الأقباط في أعيادهم.وبينما أكدت الكنيسة إرسال دعوة للرئيس لحضور صلاة القداس، طالب الناشط السياسي القبطي رامي كامل؛ البابا المصري، باحترام مشاعر الشباب الأقباط بعدم دعوة الرئيس مرسي، وأي من أعضاء الجماعة إلى احتفالات الكنيسة، اعتراضا على ما وصفه بـ"الاضطهاد الممنهج من قبل مرسي وجماعته ضد الأقباط".غزوة ليليةشهد محيط مبنى "الأمن الوطني" بضاحية مدينة نصر شرق القاهرة، مساء أمس الأول، احتشاد المئات من أعضاء التيارات السلفية في مصر، على خلفية تلقي رموز سلفية مكالمات هاتفية تتضمن تهديدات لهم، قالوا إنها جاءتهم من قبل قيادات الجهاز الأمني.وردد المشاركون من التيار السلفي هتافات مناهضة لجماعة "الإخوان" وللرئيس مرسي، مثل "لا إله إلا الله... مرسي عدو الله"، "يسقط يسقط حكم المرشد"، أثناء حصار مبنى جهاز "الأمن الوطني"، وأكدوا أنهم لن يسمحوا بعودة الممارسات القديمة للجهاز.وقال مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية: "إن أربعة من أمناء الشرطة والمجندين من قطاع الأمن الوطني، أصيبوا بأعيرة خرطوش إثر قيام مجهولين بإطلاق الأعيرة عليهم داخل المقر".