بدأ الجيش المصري عملية تمشيط واسعة في سيناء لضبط العناصر الإرهابية المختبئة في مناطق جبلية هناك، بينما لا تزال مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة تدور، في حين أعلن "الإخوان المسلمين" حشدهم للتظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول خلال ذكرى غزوة "بدر".
بعد أيام من اتخاذ القوات المسلحة المصرية قراراً، بعزل الرئيس السابق محمد مرسي، كشف مصدر أمني مسؤول لـ"الجريدة" أن الأجهزة الأمنية تمكنت من رصد جماعات جهادية وتكفيرية مسلحة، تختبئ في أماكن آهلة بالسكان، في محيط منطقة "الشيخ زويد"، مستغلين تراجع قوات الجيش والشرطة عن مهاجمة المناطق الآهلة بالمدنيين. وأكد المصدر أن العمليات الأمنية، التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في سيناء وتحليق الطائرات على الشريط الحدودي تتم وفق تفاهمات مع الجانب الإسرائيلي، بهدف القضاء على العناصر الإرهابية، لافتاً إلى أن هذه التفاهمات تضمَّنت تحليق الطائرات المروحية على الشريط الحدودي، بين رفح المصرية والفلسطينية. وأوضح المصدر أن قوات الجيش والطيران العسكري، كبَّدت هذه العناصر المسلحة خلال الأيام الماضية، وبشكل يومي، خسائر كبيرة بين صفوفها، مشيراً إلى أن القتلى من جانب الجماعات المسلحة بلغ عددهم نحو 32 عنصراً، في حين بلغت الإصابات 42 شخصاً. وبينما ألقت قوات الأمن القبض على متظاهرين، متجهين إلى ميدان "رابعة العدوية" بمدينة نصر شرق القاهرة، وبحوذتهم أسلحة نارية وخرطوش، وجَّه عدد من قيادات التيار الإسلامي، تهديدات صريحة، بالقيام بعمليات في سيناء، وقال القيادي الإخواني محمد البلتاجي، صراحة إن "العمليات العسكرية في سيناء ستتوقف فور عودة الدكتور محمد مرسي رئيساً للبلاد". وأشار الخبير العسكري، اللواء محمد علي بلال، إلى أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش في سيناء ستستمر فترة طويلة ولن تنتهي بين يوم وليلة. وقال لـ"الجريدة" إن هذه العمليات "لا تستطيع أن تقضي على البؤر الإرهابية تماماً ولكنها ستضيق عليها الخناق وتقطع إمداداتها من الأسلحة". ذكرى «بدر» في غضون ذلك، واصل الآلاف من أنصار الرئيس "المعزول"، احتشادهم في شوارع القاهرة خلال الساعات الأولى من صباح أمس، للمطالبة بإعادة الرئيس الإسلامي لمنصبه. ودعا نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة"، عصام العريان المناصرين إلى الاحتشاد في شتى أنحاء مصر، غداً، قائلاًَ، على "فيسبوك": "موعدنا الاثنين المقبل وحشد أكبر بإذن الله في كل ميادين مصر ضد الانقلاب العسكري". وبينما دعت "الإخوان" أنصارها إلى الاحتشاد في الميادين العامة في مليونيتين في العاشر والسابع عشر من شهر رمضان الجاري، الموافق لذكرى غزوة "بدر"، لمواجهة عزل مرسي، نشرت حملة "تمرد" على موقعها الإلكتروني تقريراً مطولاً، يتضمن خطط "الإخوان" للاعتصام والتحرك في الميادين خلال شهر رمضان، وذهبت الحملة في تقريرها إلى أن جمعة 17 رمضان بالنسبة للإخوان هي جمعة الحسم، حيث ستتضمن محاولة لاقتحام منشآت حيوية وعسكرية، وتعطيل السكة الحديد وإيقاف حركة المرور في منطقة وسط البلد. في الأثناء، طرح زعيم تنظيم "الجهاد" في مصر، محمد الظواهري، مبادرة للخروج من المأزق السياسي الحالي، تتضمن الإقرار بتنحية مرسي و"الإخوان المسلمين" عن سدة الحكم، مقابل وقف حملة الملاحقات الأمنية وإخلاء سبيل جميع المحتجزين، وتطبيق شرع الله كاملاً ومباشرة، والإقرار بأن السيادة لله وحده وشرع الله يعلو ولا يُعلى عليه. في المقابل، دعت جبهة "30 يونيو" الشعب للاحتشاد اليوم والثلاثاء والجمعة المقبلة، في كل الميادين، وقال عضو جبهة 30 يونيو، هيثم الشواف، لـ"الجريدة" إن تظاهراتهم ستكون تحت شعار "لا للإرهاب نعم للحفاظ على مكتسبات الثورة"، لافتاً إلى أن الحشد سيكون في مختلف المحافظات. تشكيل الحكومة إلى ذلك، واصل رئيس الوزراء المكلف، حازم الببلاوي مشاورات تشكيل الحكومة، وقال إنه يتوقع أن ينتهي من التشكيل وأن تؤدي الحكومة اليمين، نهاية الأسبوع الجاري، لتبدأ في تنفيذ خارطة الطريق التي رسمها الجيش. وعقد رئيس الوزراء المكلف، اجتماعاً بمقر مجلس الوزراء، بحضور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية، وزياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، بشأن التشاور حول الحكومة التي يجري تشكيلها. وقال مصدر بمجلس الوزراء، إن "الببلاوي" عرض حقائب وزارية على شخصيات بارزة من "الحرية والعدالة"، وأحزاب أخرى سلفية، في حين جددت جماعة "الإخوان" رفضها المشاركة في الحكومة الانتقالية الجديدة.
دوليات
مصر: الجيش يمشِّط سيناء و«الإخوان» تحشد في «بدر»
14-07-2013