ترى هند صبري أن المرأة في الوطن العربي، رغم معاناتها، إلا أنها مثال لتحمل المسؤولية؛ فهي تبذل مجهوداً في العمل وفي حياتها الأسرية، وتتنازل عن أمور كثيرة لإسعاد عائلتها، والغريب أنها لا تشعر بالحزن لقيامها بهذه التضحيات.

Ad

تضيف أنها قابلت مثل هذه النماذج خلال جولتها مع برنامج الأغذية العالمي التابع  للأمم المتحدة، لذا تثق بحكمة المرأة العربية وقدرتها على إدارة البلاد وتوجيهها نحو الطريق الصحيح، إذا سنحت لها الفرصة.

واقع مؤلم

تشير آمال ماهر إلى أن المرأة تعيش واقعاً مؤلماً بفعل القوانين التي تقيّد حريتها وتحدّ من حقها في العيش بكرامة، وقد دفعها هذا الأمر بالذات إلى إصدار أحدث أغنياتها «بنت من البنات» المتمحورة حول حقوق المرأة في المجتمع المصري، من كلمات الشاعرة كوثر مصطفى وألحان عمرو مصطفى وتوزيع نادر حمدي.

بدورها تلفت رانيا محمود ياسين إلى انتشار توجه لحصر دور المرأة بالزوجة والأم، رغم أنه يصعب تنفيذ هذا الاتجاه لأن المرأة أصبحت منفتحة ومطلعة على كل ما يحدث في العالم بمجرد الضغط على زر «الماوس».

تضيف أن هذه المحاولات اليائسة تدلّ على تخلف الداعين لها الذين يريدون إعادة المرأة مئات الخطوات إلى الوراء، ولا يعرفون أن الحياة تسير بسرعة وتتغير كل لحظة.

 تؤكد رانيا ياسين قدرة المرأة على الاضطلاع بالمهن كافة، فهي تعمل طبيبة ومهندسة وفنانة وطباخة وغير ذلك، وفي بعض الدول انخرطت في الجيش وانضمت إلى جهاز الشرطة، «لكن هؤلاء الأفراد الذين عاشوا عمرهم تحت الأرض خرجوا الآن مندهشين من نور الشمس إذ  ظنوا بأن الدنيا لم تتغير منذ سنوات فيبذلون جهدهم للعودة بالزمن إلى الماضي».

تشير  ياسين إلى أن «ثمة قضايا تستحق النقاش في الأعمال الدرامية أهمها: توضيح الحقوق التي منحها الشرع للمرأة ويُعتَّم عليها عن قصد ويُساء فهمها لمنعها من الحصول عليها، منها الخلع الذي لم نعرف أنه موجود في الشرع إلا منذ فترة قريبة».

من القضايا التي يجدر بالدراما مناقشتها تذكر ياسين البلطجية  الذين يتحرشون بالنساء في الشوارع لمنعهن من المشاركة في التظاهرات وخوض ميدان العمل، والإصرار على أنها لا تصلح لمناصب قيادية، «رغم أن الإسلام قدم نماذج لسيدات نجحن في وظائف عدة، من بينهن: السيدة عائشة (رضي الله عنها) فهي قدوة حسنة للنساء، إذ جمعت أكثر من ألف حديث للنبي، السيدة خديجة التي أمّنت الرسول على أموالها، وغيرهما من أمثلة لنساء أثبتن قدرتهن على تحمل المسؤولية، لكن الفكر السائد يريد أن يعيدهن إلى عصور ظلامية، وهو ما لن يتحقق وستظل المرأة قوية ومحتفظة بمكانتها وفكرها المستنير كما خلقها الله».

ترى منال سلامة أن الحقوق التي اكتسبتها المرأة في السنوات الماضية بدأت اليوم تفقدها، لعدم وجود قوانين أو أشخاص يحمونها، ولأن كل نظام يأتي يزيل ما فعله النظام السابق، ويضع مزيداً من الشروط والقيود، «حتى فقدت المرأة أبسط حقوقها. عموماً، ليست حقوق المرأة التي تتراجع فحسب إنما حقوق المواطنين كافة».

بدورها تلاحظ أميرة العايدي أن المرأة المصرية تعيش قهراً وكبتاً في حياتها وفي عملها، وأن 80 % من النساء يعملن لمشاركة الرجل في تحمل مسؤوليات العائلة، إلا أنه يظن أن هذا الأمر واجب عليها وليس طوعاً منها، بالإضافة إلى إهدار حقوقها النفسية والجسدية، «فهي لا تحصل على أجازات تمضيها بمفردها بل تسير في «مفرمة» الحياة من دون فواصل، لذا تبدو معالم الشيخوخة عليها بسرعة أكبر من مثيلتها في الوطن العربي، خصوصاً أن ظروف البلد لا تساعدها، عكس ما يحدث في الدول الأخرى التي  تمنح المرأة إجازات وتتيح لها إمكانية ترك أولادها لدى أسر تهتم بهم حتى عودتها».

تضيف العايدي أن المرأة مقهورة وفاقدة للحب الذي أصبحت تتحكم به مصالح مادية؛ فإذا أحبت رجلاً أغنى منها يرفض أهله هذا الارتباط، بالإضافة إلى إن الأوضاع الحالية لا تؤهل لتنشئة أجيال مرتاحة نفسياً، «لذا نحتاج إلى عرض واقع المرأة في الدراما بأمانة ومن دون خجل أو تزييف لوضع حلول لها وعلاجها».

تعتبر العايدي أن فتور العلاقة بين الزوجين أحد أبرز القضايا التي يجب مناقشتها في الدراما، كون الأولاد يتأثرون بالعلاقة السيئة بين والديهما، باعتبار أنهما هما بالنسبة إلى الأولاد مرحلة انتقالية إلى أن يتزوجوا، كذلك قضية تنصل الزوج من طليقته راعية أولاده ما يدفعها إلى العمل ليل نهار لتحتفظ بهم.

ترفض فردوس عبد الحميد التعليق على وضع المرأة العربية، «فبعد ثورات الربيع العربي أصبح لكل بلد خصوصيته ولم يعد بإمكاننا القول إن جميعهن يعيشن الواقع نفسه».

تضيف: «بدأت المرأة السعودية تحصل على حقوقها وأصبح لها 30 مقعداً  في مجلس الشورى بعدما كانت ممنوعة من قيادة السيارة. أما المرأة المصرية فكانت تملك حقوقاً كادت تقترب من الأوروبية، لكنها بدأت تفقدها وتتراجع، بفعل نظام يريد تحديد توجهاتها وفق رغباته ليحقق طموحاته، فيما تعاني المرأة السورية قسوة حاكمها، ما يؤثر بالطبع في حياتها وواقعها».