خصوم نجاد ينتقدونه بشدة مع اقتراب انتخابات الرئاسة
• دعم مشائي يسبب إحراجاً للرئيس الإيراني • سياسة نجاد الاقتصادية تفقده الطبقة الوسطى
يخوض فريق الرئيس الإيراني صراعا مريرا في الآونة الأخيرة ضد رجال الدين المتشددين، وقادة الحرس الثوري الذين يسعون إلى استبعاده وفريقه، الذي يصفونه بـ«تيار الانحراف»، عن المواقع القيادية في الدولة، مع حلول موعد الانتخابات الرئاسية في يونيو المقبل.مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الإيرانية يبدو أن الصراع بين مختلف أجنحة المحافظين سيتجدد بعد المعركة التحضيرية التي خاضوها في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت العام الماضي، وأحرز فيها خصوم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تقدما بارزا، لفتت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى أن "منتقدي الأخير يحتشدون".وأوضحت الصحيفة أن "السياسيين ورجال الدين الإيرانيين يشنون موجة من الانتقادات الحادة ضد نجاد وحكومته قبل ستة أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ووصفوه في إحدى الحالات بأنه جبان وشبهوه بالسائق المخمور"، مضيفة أن "الإهانة أصبحت آخر مظاهر الاقتتال الداخلي الذي اندلع منذ أشهر بين نجاد وحلفائه وائتلاف واسع من رجال الدين وقادة الحرس الثوري".وقبل أيام من بدء تسجيل الترشيحات لانتخابات الرئاسة المقررة في 14 يونيو المقبل، يحاول الفريق المحيط بالرئيس الإيراني البقاء بعيدا عن وسائل الإعلام، حتى أنه يتجنب الرد على انتقادات كثيرة موجهة إليه وإلى برامج الحكومة.وترى مصادر أن نجاد وفريقه في حالة ترقب موقف مجلس صيانة الدستور بشأن أهلية المرشحين، في محاولة لامتصاص نقد حاد يتعرض له من جميع المرشحين المحتملين للانتخابات.ورغم إعلان الحكومة أنه لا مرشح لها، فإن ذلك لم يقنع أوساطا سياسية، تحديدا الأصولية القلقة من برامج "تيار منحرف" يستعد لخوض الانتخابات، إذ يتهم معسكر مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي أبرز مستشاري نجاد، اسفنديار رحيم مشائي، بتزعم "تيار منحرف" يسعى إلى تقويض نظام ولاية الفقيه.وإذا كان هناك غموض حول مرشح هذا التيار إلا أن صحيفة إيران، التي تديرها الحكومة، أوردت للمرة الأولى اسم محمد رضا رحيمي، النائب الأول للرئيس، بوصفه مرشحا محتملا، إلى جانب شخصيات أخرى، مثل مشائي والناطق باسم الحكومة غلام حسين إلهام، ووزيري الطرق والخارجية علي نِكزاد وعلي أكبر صالحي. وما زاد من حدة التكهنات، تكثيف نجاد زياراته المدن الإيرانية في الأسابيع الماضية، يرافقه مشائي، وتكرار مشهد رفعهما علما إيرانيا أثناء لقائهما السكان.على الصعيد الاقتصادي، رأت مصادر أن سياسة نجاد بخفض سعر العملة، قضت على الطبقة الوسطى في إيران، التي تعتبر محرك السياسة والاقتصاد، وتشكل 60 في المئة من الشعب، عكس الطبقة الغنية التي تمثل15 في المئة، ولم تتأثر كثيرا بهذا التدبير، لأسباب تتصل بطابعها واتصالاتها وقربها من مصادر القرار الاقتصادي.كما ان الطبقة الفقيرة التي تشكل 25 في المئة من الشعب، ويراهن عليها نجاد، لم تتأثر بهذا التدبير، إذ لم تفقد شيئا تملكه، بل حظيت بمساعدات مالية وزّعتها الحكومة، في إطار خطة رفع الدعم.واستنادا إلى ذلك، فإن معظم الطبقة الوسطى التي تشكل قاعدة انتخابية مهمة، لن ترضخ لمرشح الحكومة، أيا يكن، لأنها تريد تحسين وضعها الاقتصادي المتدهور خلال السنتين الماضيتين، إذ تعتقد أن فريق نجاد استنفد كل برامجه الاقتصادية ولا يملك جديدا، وأن الرهان على مشائي أو أي وزير هو بمثابة رهان على حصان خاسر.المرشحون الأوفر حظاًوفي ما يلي المرشحون المحتملون الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، المقرر لها 14 يونيو، ويتوقع إعلان قائمة المرشحين في وقت لاحق هذا الشهر بعد التدقيق فيها من قبل المؤسسة الدينية الحاكمة:علي أكبر ولايتي: مستشار خامنئي للشؤون الدولية، شغل منصب وزير الخارجية خلال الحرب مع العراق 1980-1988، وخلال التسعينيات من القرن الماضي، وهو طبيب ويدير مستشفى في شمال طهران، وكان من بين المشتبه فيهم الذين حددتهم الأرجنتين على خلفية تفجير مركز يهودي في "بوينس آيرس" 1994 أسفر عن مقتل 85 شخصا. محمد باقر قاليباف (51 عاما): رئيس بلدية طهران، والقائد السابق للحرس الثوري خلال الحرب بين إيران والعراق، وهو طيار ويتمتع بعلاقات جيدة مع خامنئي.اسفنديار رحيم مشائي: مستشار بارز للرئيس ومتزوج من ابنته، لكنه سيواجه عقبات حقيقية خلال فحص أوراقه من قبل مجلس صيانة الدستور.(طهران - أ ف ب،رويترز، يو بي آي)