الحركة النقابية تدخل بقوة على خط التظاهر ضد أردوغان

نشر في 06-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 06-06-2013 | 00:01
No Image Caption
• أرينج يلتقي محتجين وممثلي المجتمع المدني • مواجهات بين الأمن والمتظاهرين في أنقرة
غصّت ساحة تقسيم في وسط إسطنبول، أمس، بالآلاف من النقابيين الذي انضموا إلى حركة الاحتجاج ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، والتي دخلت يومها السادس على التوالي، في حين حاول نائب رئيس الحكومة بولنت أرينج امتصاص غضب المحتجين عبر لقاءات عقدها مع ممثلي المجتمع المدني.

تجمع آلاف الأشخاص بدعوة من نقابتين كبيرتين بعد ظهر أمس في ساحة تقسيم بإسطنبول، في اليوم السادس على التوالي للتظاهرات المناهضة لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.

فقد اجتاح المتظاهرون، الذين انطلقوا من مكانين مختلفين، وهم يلوّحون بأعلام حمراء أو بيضاء، ساحة تقسيم التي تشكل مركز الحركة الاحتجاجية التي تهز تركيا، مطالبين باستقالة رئيس الحكومة.

وردد المتظاهرون: "تقسيم تقاوم والعمال وصلوا"، و"طيب وصل المخربون".

كما تظاهر عشرة آلاف شخص وضع بعضهم صورا لمصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، في العاصمة أنقرة، رافعين أعلام تركيا.

وقال المحتجون متوجهين إلى رئيس الحكومة إن "هذه الأمة لن تركع أمامك".

لقاءات أرينج

في غضون ذلك، التقى نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج بمحتجين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، أمس، من الذين نظموا الاحتجاجات الأولى في متنزه جيزي على خطط بناء نموذج ثكنة تعود للعصر العثماني في ميدان تقسيم.

واعتذر أرينج عن استخدام الشرطة "العنف المفرط" ضد تظاهرة ميدان تقسيم، وهي تصريحات تتناقض بشدة مع رفض أردوغان للمحتجين بوصفهم "لصوصاً" وتعليقات ربطت البعض "بالإرهاب".

وفي ظل وجود أردوغان في الخارج ومع استمرار الاضرابات والتظاهرات بعد خمسة أيام، سعى ارينج الى تهدئة بعض الغضب من الاستجابة المتشددة للحكومة في بادئ الأمر، لما بدأ كاعتصام ضد خطط للبناء في متنزه جيزي.

مزيد من العنف

وكانت أعمال العنف تجددت في وقت باكر صباح أمس في تركيا، حيث لم يمتثل المتظاهرون لدعوة الحكومة إلى وقف تحركهم.

واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المتظاهرين، الذين تجاهلوا التحذيرات ونزلوا إلى الشارع فجراً في كل من اسطنبول وأنقرة ومدينة هاتاي الجنوبية، حيث قُتل متظاهر شاب الاثنين الماضي.

وفي إزمير (غرب) أوقفت الشرطة ما لا يقل عن 25 شخصاً أمس، بتهمة بث تغريدات على موقع "تويتر" تتضمن "معلومات مضللة وكاذبة".

كما أعلن اتحاد الأطباء الأتراك أمس، وفاة متظاهر متأثراً بجروح أُصيب بها خلال الاحتجاجات في العاصمة أنقرة، ليرتفع عدد القتلى إلى 3 أشخاص.

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "حرييت" عن ممثل عن الاتحاد، قوله بعد لقاء نائب رئيس الحكومة بولنت أرينج في أنقرة، ان الناشط، إيثيم ساريسولوك، الذي أُصيب في رأسه خلال الاحتجاجات بأنقرة توفي متأثراً بجروحه.

قرصنة مواقع

في هذه الأثناء، أفاد قراصنة معلوماتية أمس، بأنهم هاجموا أنظمة الحكومة التركية وحصلوا على تفاصيل سرية عن موظفين في مكتب أردوغان، تضامناً مع الاحتجاجات ضد الحكومة.

وأكد مصدر في مكتب أردوغان أن حسابات البريد الإلكتروني الخاصة بموظفين اختُرقت. وأضاف أنه تم فصل المتأثرين بهذا الاختراق عن الشبكة.

وقال النشطاء الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "انونيموس تركيا" في بيان عبر "تويتر" انهم لم ينشروا أرقاماً هاتفية، ولن ينشروا إلا كلمات السر المرتبطة بحسابات لا توجد بها معلومات سرية.

من جهتها، رحبت الولايات المتحدة باعتذار نائب رئيس الوزراء بعدما أبدت قلقها من الاستخدام "المفرط" للقوة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: "نرحب بتصريحات نائب رئيس الوزراء الذي قدم اعتذاراً على الاستخدام المفرط للقوة، ونحن نواصل الترحيب بالدعوات إلى إجراء تحقيق في هذه الأحداث".

وانضمت الأمم المتحدة إلى الولايات المتحدة وشركائها الغربيين الآخرين، للتعبير عن قلقها للمعلومات الواردة بشأن أعمال عنف ترتكبها الشرطة، ودعت إلى تحقيق مستقل في هذه المسألة.

وتعتبر تركيا التي تعد 75 مليون نسمة حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة في المنطقة، وقد ساندتها بصورة خاصة في موقفها المعارض للرئيس السوري بشار الأسد في النزاع الجاري في هذا البلد المجاور لها.

(أنقرة ـ أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)

back to top