قدم ثروت الخرباولي كتابه «سر المعبد» بإعجابه بمقولة مؤسس الجماعة حسن البنا عن أفراد النظام الخاص الذين نفذوا عمليات اغتيال، والتي توضح أنهم ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين، لكنه استطرد وأعرب عن دهشته من كلمات المرشد المستشار مأمون الهضيبي حينما قال: «نحن نتعبد لله بأعمال النظام الخاص للإخوان المسلمين قبل الثورة». كان ذلك في شتاء 1992 في المناظرة التي جرت في معرض الكتاب بينه وبين الدكتور فرج فودة تحت عنوان «مصر بين الدولة المدنية والدولة الدينية»، وكان حاضراً الشيخ محمد الغزالي والدكتور محمد عمارة، وضجت القاعة آنذاك بالتهليل والتكبير والتصفيق.

Ad

ثم يحكي الخرباوي عن صدمته الكبيرة من كلام المرشد السادس للإخوان مأمون الهضيبي: «أي عبادة تلك التي قتلت مسلمين آمنين على أنفسهم؟ في ليلة وضحاها وعلى لسان رجل القضاء الكبير يصبح قتل النقراشي رئيس وزراء مصر عبادة  تقلب المعايير رأساً على عقب في منطق المستشار ليصير قتل المستشار الخازندار عبادة وتتحول عملية قتل سيد فايز الإخواني الذي نشأ في معية الجماعة ثم اختلف مع النظام الخاص إلى عبادة، لم يسكت الخرباوي بل حاول مناقشة هذا الكلام مع أسامة الغزاوي، والذي طُرد أيضاً من الجماعة، لكن حديث الغزاوي مع الخرباوي بدلا من أن يهدئ ما في عقله ويناقش ذهنه، زاد من الجدل داخله وكبرت الحيرة في نفسه، إذ اكتشف الخرباوي أن مرشداً سرياً للجماعة لا يعرف أحد عنه شيئا، وحكى له: «غالبية الإخوان لا يعرفون أن بعد وفاة المستشار حسن الهضيبي بعام، وقع الاختيار على المهندس حلمي عبد الحميد الذي كان الساعد الأيمن للمقاول الشهير عثمان أحمد عثمان ليكون مرشداً للجماعة، ووافق الرجل إلا أنه اشترط شرطين، أن تصدر موافقة تنصيبه من الأعضاء الباقين على قيد الحياة من الهيئة التأسيسية من الإخوان، والشرط الثاني أن يكون مرشداً سرياً لا يفصح عن اسمه أحد، على أن يظل قائماً بمهامه إلى حين إعادة تشكيل التنظيم ثم يترك موقعه لغيره»، ولكن بعد عام حدث جدل وصخب ثم جاء بعده عمر التلمساني.

قسم الولاء

بعد أحداث كثيرة وتفاصيل أكثر، يحكي الخرباوي أن قراراً صدر من المرشد العام مصطفى مشهور بمنع ثروت الخرباوي من مغادرة بيته كي لا يشارك في انتخابات نقابته مساندا لـسامح عاشور رغم تأييد الإخوان لرجائي عطية، وقال له المهندس أحمد شوشة الذي أبلغه بالقرار: «كلنا يعلم أن في الإخوان من ارتكب موبقات تنجس البحر المتوسط ومع ذلك لم يصدر ضده مثل هذا القرار، ولكننا نريد هنا في منطقتنا أن نضرب المثل على الالتزام ونثبت لإخواننا وقادتنا أننا نسمع ونطيع حتى ولو كان القرار ظالماً».

ويكشف لنا الخرباوي في الكتاب عن علاقة الإخوان بالماسونية ويحكي لنا عن أسرار قسم الولاء للجماعة الذي يؤديه الفرد أمام شخص مجهول الهوية ويحلف على المصحف والمسدس. كذلك تم الكشف داخل الكتاب عن الترابط والتداخل بين جماعة «الإخوان المسلمين»، والحركة الماسونية العالمية، حيث جعل البنا درجات العضوية والنظام الداخلي في الجماعة مشابهين تماماً للنظام الماسون. وأضاف الخرباوي: «الكتاب قد جاوب عن التساؤل الذي تم طرحه من قبل، هل تم اختراق جماعة «الإخوان المسلمين» من قبل الحركة الماسونية؟». وهو ما أكده الشيخ محمد الغزالي في كتابه «ملامح الحق» من خلال تعيين المستشار حسن الهضيبي كمرشد عام لها، وهو المسؤول عن الحركة في القاهرة، بالإضافة إلى سيد قطب الذي يمثل المرجعية لجماعة «الإخوان» وهو أحد المنظرين للحركة الماسونية.

في خاتمة الكتاب، حاول الخرباوي رسم صورة لمعظم من يعرفه من الإخوان، محاولا أن يمدح البعض وأن يذم البعض الآخر، ومن بين الذين طاولهم الذم الدكتور محمد بديع الذي قال للخرباوي وهو في السجن: «سترى مني العجب عندما أخرج»، ويقول الخرباوي: «رأيت العجب فعلا»، فقد قال بديع إن الخرباوي ارتكب أخطاء في حق الإخوان فوجب إبعاده من الجماعة، ومن بعد أصبح بديع مرشداً لجماعة «الإخوان» بعد فترة جدل وتخبط واتهامات.