يوضح صاحب موقع {ميوزيك نايشن} الواسع الانتشار خالد آغا أن الإعلام الإلكتروني بات حاجة وضرورة في آن، سواء للفنان أو للقارئ، فالأول يريد أن تصل أخباره بسرعة إلى القارئ بالإضافة إلى نشاطاته الفنية، خصوصاً إذا كان  ذائع الصيت، ويريد القارئ إشباع فضوله بالاطلاع على تفاصيل تتعلق بفنانه المفضل.  

Ad

يضيف: {بالنسبة إلينا سرعة نقل الخبر مهمة، والأهم المصداقية التي يجب أن يتمتع بها الموقع ليستقطب القراء الذين أصبحوا من الذكاء بمكان، وبات بمقدورهم التمييز بين هذا الموقع وذاك من ناحية المصداقية. حتى الفنان نفسه يدرك أنه عندما يرسل خبراً إلى موقع ما، فسيُنقل بأمانة}.

يؤكد ألا مجال للتحوير في المقابلات لأنها مصوّرة في معظمها {حفاظاً على مصداقية الفنان ومصداقيتنا واكتساب ثقة القارئ أولا وأخيراً}.

 في المقابل، ثمة رأي آخر يؤكد أن الإعلام المقروء يحافظ على رونقه ومصداقيته. في هذا المجال تشير الصحافية هدى الأسير (تعمل في مجلة شهرية تعنى بقضايا اجتماعية وأخرى تخصّ المرأة) إلى أن المطبوعة الفنية والاجتماعية والنسائية تحظى بالإقبال وبكمّ من القراء لا بأس به، لأنها تتنوّع في مواضيعها بين العائلة والفن والجمال...  

تضيف الأسير أن المطبوعات تواجه تحديات وتنافسها المواقع الإلكترونية بقوة، مشيرة إلى أن من حسنات المطبوعات الفنية أن الفنان يتحدث براحة كونها تخصص له صفحات قد تتجاوز الست، وتحقيقات طويلة تعالج مواضيع شائكة ولا يمكن أن تتوافر لدى المواقع الإلكترونية.

سلطان المال

يؤدي عنصر المال دوره في المواقع الإلكترونية تماماً كما في المطبوعات الفنية، فالفنان يسدد اشتراكات سنوية أو يدفع مساهمة لينشر أخباره ولحاجة الموقع إلى دعم مادي، أو قد تشتري فنانة غلافاً في هذه المطبوعة أو تلك، فتندرج المسألة ضمن العرض والطلب، يرغب الفنان في مزيد من الانتشار ويحتاج الموقع أو المطبوعة إلى دعم مادي، إذاً المصلحة مشتركة والاستمرارية هي ضرورة للطرفين. في المقابل، تؤكد مواقع الكترونية أنها لا تتقاضى من الفنان أي مبلغ لقاء عرض عمل له، لأن هدفها فني بحت وليس تجارياً.

تقاتل المجلات الفنية بكل ما أوتيت من قوة للحفاظ على مكانتها كقوة فنية قادرة على تقويم أي اعوجاج في الوسط الفني، مع أن هذا النوع من الصحافة بدأ ينقرض ويتحول إلى صحافة فنية استهلاكية لا تبغي من الفنان سوى الربح، وهو يدفع بسخاء ما دامت المطبوعة تلبي له رغباته بالتطبيل والتبجيل.

رأي الفنان

حول علاقتها بالمواقع الإلكترونية والمطبوعات الفنية، تؤكد الفنانة فيفيان مراد أنه لا يمكن لأي مطبوعة فنية أو موقع إلكتروني استضافة فنان ونشر أخباره من دون أن تكون له نشاطاته الفنية المتنوعة، لأن  الوسيلتين تهدفان إلى تقديم مادة دسمة  للقارئ، بالتالي ليس المال العامل الأساس الذي يربط بين الفنان وبين وسائل الإعلام.

بدوره يوضح الفنان مروان خوري ألا مكان للمال في علاقته بالصحافة الفنية سواء المطبوعة منها أو الإلكترونية، فهو يفرح عندما ينشر موقع إلكتروني ما أو صحيفة أو مجلة أخباره. أما أن يدفع مالاً للترويج لأعماله الفنية فهذا أمر غير وارد، مرحباً في الوقت نفسه بأي قلم يتناول أعماله مدحاً أو انتقاداً.

موقع الصدارة

في السنوات الأخيرة، بدأت المجلات الفنية تدفع ثمن الطفرة في المواقع الإلكترونية التي تتبوأ الصدارة في معرفة آخر المستجدات على الساحة الفنية، وتنشر أخبار الفنانين في اللحظة نفسها أو في صباح اليوم التالي، بدل انتظار المطبوعات الأسبوعية أو الشهرية. هكذا يحتدم الصراع بين المواقع الإلكترونية على استقطاب القراء والفنانين، لا سيما أن الوقت يؤدي دوراً في تفوّق موقع إلكتروني ما بالإضافة إلى المصداقية، ففي بعض الأحيان يأتي عنصر الوقت  على حساب المصداقية، لذلك تبقى المطبوعات الفنية أكثر دقة في نشر الخبر خصوصاً إذا كانت عريقة، وغالباً ما يعتمد عليها الفنانون لإجراء مقابلات والرد على الإشاعات.

ربما فكرة أن يتصدر فنان غلاف مجلة فنية لأسبوع أو شهر تشكل عنصر جذب إلى المطبوعات، وهو أمر تعجز عنه المواقع الإلكترونية لاضطرارها إلى تغيير الأخبار على مدار الساعة. كذلك عندما يحيي فنان حفلة يهمه أولا وأخيراً نشر صور الحفلة ليظهر مدى النجاح والشعبية اللتين يتمتع بهما، بالإضافة إلى انفراد المجلات الفنية بحدث معين أو بخبر خاص بالفنان نفسه.

يلاحظ في الآونة الأخيرة أن ثمة مواقع إلكترونية أصبحت محسوبة على بعض الفنانين، كما هي الحال بالنسبة إلى المطبوعات الفنية التي يحسب بعضها على هذا الفنان أو ذاك، فتقف إلى جانبه في مواقف صعبة يتعرض لها وتحتفي به عندما يقدم عملاً فنياً ناجحاً.