هل تغيَّرت أميركا؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهنا فإننا نجد أننا مضطرون إلى فرك عيوننا بأيدينا مثنى وثلاث ورباع لنتأكد أن هذا الذي قرأناه، والذي لم نسمع نفياً له من الإسرائيليين أو الأميركيين، ليس مجرد أضغاث أحلام ولا مجرد هلوسات وجدانية، فأَن يصبح موقف الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية هو هذا الموقف، فذلك يعني أن أميركا هذه لم تعد أميركا السابقة التي بقيت مؤيدة وداعمة لإسرائيل سواء كانت ظالمة أو مظلومة، رغم أن إسرائيل كانت، ولاتزال دائماً وأبداً، ظالمة ومعتدية ومحتلة.وفي ذروة صراع المعسكرات والحرب الباردة فإن سبب انحياز بعض العرب إلى الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية هو الموقف الأميركي من القضية الفلسطينية، والآن إذا ثبت أن الولايات المتحدة ستُقْدِم فعلاً على هذه الخطوة، التي ستهز العالم كله والتي ستقلب معادلة الشرق الأوسط رأساً على عقب، فإن مواقف العرب، حتى العرب الأكثر تطرفاً، سوف تتغير وسوف تكون أولوية الصداقة والحب والغرام لأميركا، لا لروسيا ولا للصين، ولا لأيٍّ من دول الاتحاد الأوروبي.كانت هذه هي المسألة الأولى، أما المسألة الثانية فهي أننا عندما نسمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري يقول أكثر من مرة خلال جولته الأخيرة في المنطقة إن نظام الأسد فقد شرعيته في حكم شعبه، وليس ثمة طريقة لاستعادة هذه الشرعية، وأن واشنطن ازدادت ثقة "بشكل كبير" بأن الأسلحة التي ترسلها دول أخرى إلى المعارضة السورية تذهب إلى القوى المعتدلة داخل هذه المعارضة "التي لدينا الآن ثقة أكبر بها" وليس إلى المتطرفين، فإننا نتأكد أن هناك أيضاً تغيراً أميركياً إيجابياً تجاه المسألة السورية وأن هذا التَّغيُّر إن استمر، ويتوقع أن يستمر، سيعجِّل بالانتقال السياسي المطلوب في سورية، وسيعجل برحيل الأسد وضمان صمود الوحدة الوطنية السورية.