ميادين مصر تعلن الثورة على حكم الإخوان المسلمين

نشر في 01-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 01-07-2013 | 00:01
No Image Caption
• مسيرات مليونية إلى التحرير • البرادعي وصباحي يقودان التظاهرات • بدء الاعتصام أمام الاتحادية
باتت شرعية نظام الإخوان المسلمين في مهب الرياح، أمام غضبة الشعب المصري، الذي خرج قطاع عريض منه أمس إلى الميادين يجمعهم هدف واحد هو إسقاط الرئيس محمد مرسي ومطالبته بالرحيل فوراً، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

شهدت ميادين القاهرة والمحافظات المصرية، أمس احتشاد الملايين خلف مطلب رحيل الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، في استعادة لأجواء ثورة 25 يناير 2011، وخلت الشوارع من المارة، صباحاً، في حين توجه المتظاهرون صوب ميادين التحرير لإشهار "الكارت الأحمر"، لنظام جماعة "الإخوان المسلمين"، التي لم تنجح إلا في حشد الآلاف فقط لتأييد الشرعية.

ورجَّت هتافات الملايين، بشعارات "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"يسقط يسقط حكم المرشد"، و"الجيش والشعب إيد واحدة"، في سماء ميدان التحرير، عندما حلقت طائرات القوات المسلحة في سماء الميدان، وتعالت هتافات "ارحل... ارحل"، في إشارة إلى مطالب قوى المعارضة، في مقدمتها حركة "تمرد"، المطالبة بنقل صلاحيات الرئيس إلى رئيس المحكمة الدستورية لإدارة فترة انتقالية تنتهي بانتخابات رئاسية مبكرة.

ميدان التحرير، أيقونة الثورة المصرية، الذي امتلأ عن آخره مع انتصاف النهار أمس، شهد إجراءات تأمينية قام بها الثوار لمنع دخول مندسين، وتم القبض على شخصين بحوزتهما أسلحة خرطوش، وفرضت اللجان الشعبية في الميدان طوقاً أمنياً حول السيدات لحمايتهن.

وخرجت مسيرات حاشدة من أمام مقري نقابتي الصحافيين والمحامين ونادي قضاة مصر، صوب ميدان التحرير، بينما خرجت مسيرات مليونية من أمام ميادين القاهرة الكبرى، وجاء على رأسها قيادات جبهة "الإنقاذ الوطني" محمد البرادعي وحمدين صباحي.

وأمام قصر "الاتحادية" الرئاسي، بضاحية مصر الجديدة (شرقي القاهرة)، احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين بدأوا في نصب خيامهم، تمهيداً لبدء اعتصام حتى رحيل مرسي، بينما انسحبت سيارات ومدرعات الأمن المركزي التابعة لجهاز الشرطة المدنية من محيط القصر، بعد أن كانت توجد في المحيط الخلفي له.

وواصل المتظاهرون توافدهم أمام مقر وزارة "الدفاع" بالعباسية أمس، في حين أغلق المعتصمون في الوقت نفسه شارع الخليفة المأمون باتجاه العباسية، ووضعوا الأسلاك الشائكة أمام مقر الوزارة أسفل كوبري الفنجري.

وأعلن النادي العام لضباط الشرطة في بيانه مساء أمس، انضمامه لجموع الشعب، مناشداً ضباط الشرطة بأن يتعاملوا بكل حزم وحسم حيال أي اعتداءات على شعب مصر خلال الحراك السياسي.

وصرح مصدر عسكري لـ"الجريدة" أن الجيش يراقب المشهد عن كثب، عبر دوريات مكثفة من قوات الشرطة العسكرية وقوات المنطقة العسكرية المركزية والشرطة المدنية تقوم بدوريات مكثفة على الطرق الرئيسية بين المحافظات، وخاصة المؤدية إلى محافظة القاهرة والقيام بتفتيش جميع السيارات في إطار العمل على ضبط أي من العناصر التي تحمل أسلحة بكل أنواعها حفاظاً على أرواح المواطنين خلال التظاهرات.

ثورة المحافظات

لم يختلف المشهد كثيراً في المحافظات، خاصة مدن القناة والدلتا، فاحتشد مئات الآلاف في الميادين الرئيسية بالإسكندرية والغربية والشرقية والدقهلية والمنوفية للمطالبة برحيل نظام "الإخوان"، وقطع أهالي محافظة المنوفية، شمال القاهرة، خطوط السكك الحديدية احتجاجاً على بقاء مرسي في السلطة، بينما أحرق أهالي "بني سويف" شمال الصعيد، مقرات "الإخوان" وذراعها السياسية "الحرية والعدالة".

في المقابل، واصل الآلاف من أنصار الرئيس اعتصامهم أمام مسجد رابعة العدوية. وكشف القيادي بالجماعة الإسلامية عاصم عبدالماجد لـ"الجريدة" تشكيل لجان إنقاذ سريعة من المتظاهرين المشاركين في تظاهرة "الشرعية"، من أجل التوجه السريع لمحيط القصر الرئاسي حال قيام المعارضين باقتحام القصر والتعدي على الشرعية، مضيفاً: "ائتلاف القوى الإسلامية اتخذت التدابير الاحترازية لحماية شرعية الرئيس".

وفي السياق تمسك الرئيس مرسي بموقفه المتعنت أمام مطالب الشعب، مؤكداً أن لا ثورة ثانية في مصر، مشدداً، في حواره مع صحيفة "الغارديان" البريطانية على رفضه الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، بحجة أن استقالته المبكرة ستضعف شرعية الرئيس القادم.

وبينما اكتفت مؤسسة الرئاسة بالدعوة إلى مؤتمر صحافي مساء أمس، لبحث تداعيات الموقف، أصدر مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية عصام الحداد، بياناً باللغة الإنكليزية، شن فيه هجوماً حاداً على تظاهرات "30 يونيو" واصفاً الموجودين في التحرير بـ"البلطجية والخارجين عن السيطرة"، قائلاً: "لاشك أن من حق الناس أن تشتاق إلى ديكتاتورية مألوفة لديهم، ولكننا يجب أن نكون واضحين في هذا الخصوص بأن هؤلاء لا يمثلون جموع الشعب المصري".

back to top