حذّر رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي، أمس، من اندلاع حرب أهلية إذا استمرت الأزمة السياسية في السودان، داعياً الرئيس عمر البشير إلى الرحيل من السلطة. 

Ad

وقال الترابي في لقاء مع "سكاي نيوز عربية": "نأمل أن يمضي النظام بسلام من نفسه قبل أن يضطر الناس إلى حمل السلاح وتستعر في البلاد حرب أهلية"، مضيفا: "لا يمكن لهذا النظام أن يبقى بالأطر". 

يذكر أن تظاهرات احتجاجية عارمة تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم ومناطق أخرى منذ أسبوع، على خلفية رفع الحكومة الدعم عن المشتقات البترولية.

 

أحكام 

 

إلى ذلك، أصدرت محكمة سودانية أمس أحكاما تراوحت بين السجن والجلد والغرامة على 45 متظاهرا تم توقيفهم خلال احتجاجات في مدينة ود مدني. وبلغت مدة السجن شهرين، أما الجلد فتراوح ما بين عشرة إلى عشرين جلدة، بينما بلغ مقدار الغرامة 100 ألف جنيه سوداني، أي ما يعادل نحو مئة وخمسين دولاراً. وبنيت الأحكام على أساس المادتين ٧٧ و٧٩ من قانون الجنايات السوداني الخاص بعقوبات الشغب والإتلاف.

وتجددت التظاهرات في العاصمة الخرطوم أمس، وتجمع محتجون أمام كلية الطب بجامعة الخرطوم مطالبين "بإسقاط النظام والأجهزة الأمنية التي تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين".

إلى ذلك، اعتقلت قوات الأمن السودانية الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعمل لحساب البنك الدولي في السودان داليا الروبي. وقال عبد الرحمن المهدي زوج داليا إن ثمانية ضباط أمن اعتقلوا زوجته من منزل عائلتها الاثنين الماضي، مضيفا أنهم اعتقلوا أيضا صديقتها ريان شاكر، «والى الآن لا علم لي بمكانها». وأكد أن زوجته، وهي أم لثلاثة أطفال، لا تنتمي الى أي حزب سياسي، ولكنها «تنتمي الى حركة شبابية» تضم مجموعة تسمى «حركة التغيير الآن».

 

الجامعة العربية 

 

في السياق، قال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أمس، إن "ما يحدث في الخرطوم لا ينفصل عما يحدث في الدول العربية، وهذه التظاهرات هي تحركات إيجابية طالما بقيت في إطارها السلمي وهذا مفيد"، معرباً عن اعتقاده أن "الحكومة السودانية تتجاوب الآن مع هذه المطالب، ولكن يبقى دائماً ما نحرص عليه، وهو ضرورة استقرار السودان، وأن تبقى هذه المطالب والدعوات في إطار سلمي ولا تمس بالأمن الوطني".

وأكد بن حلي أن الأمانة العامة للجامعة العربية تتابع تطورات الأوضاع في السودان، سواء من خلال مبعوثها في الخرطوم صلاح حليمة، أو من خلال اتصالات مباشرة مع الحكومة السودانية، مشيرا إلى أن "ما يجري في السودان جزء من الحراك الشعبي العربي".

 

إطاحة البشير

 

في غضون ذلك، نقلت صحيفة "سودان تريبيون" الموالية للنظام عن قيادي رفيع في المعارضة السودانية أمس، القول إن "دولة شقيقة وجارة للسودان شرعت في اتصالات حثيثة بقوى المعارضة هادفة إلى توحيدها بغرض إطاحة نظام البشير". 

وكشف القيادي الذي فضّل حجب اسمه، أن "مستشارا في سفارة تلك الدولة التقاه وأبلغه رغبة بلاده في السعي بين الطيف السياسي السوداني بغرض توحيدهم".

(الخرطوم ـ رويترز، د ب أ)