في الوقت الذي تتجه فيه التهدئة في قطاع غزة، الذي شهد أمس، هجوماً جوياً أسفر عن مقتل ناشط حمساوي في آخر فصول التوتر المتصاعد منذ أيام، إلى الانفجار، تسعى الولايات المتحدة إلى إحياء مبادرة السلام العربية واستئناف عملية السلام، على ضوء إعلان الجامعة العربية للمرة الأولى تأييد مبدأ تبادل أراض بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو الأمر الذي تلقفته إسرائيل بالترحيب الشديد.

Ad

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي أمضى نهار الاثنين (أمس الأول) كاملاً في اجتماع مع وفد اللجنة الوزارية لمبادرة السلام برئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بحضور نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، "شددت على الدور البالغ الأهمية للجامعة العربية في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، لاسيما عبر التأكيد مجددا على مبادرة السلام العربية" التي أطلقتها الرياض خلال قمة بيروت العربية في عام 2002".

وأضاف كيري: "جددت التزام الولايات المتحدة إنهاء النزاع استنادا إلى رؤية الرئيس باراك أوباما: دولتان تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن وذلك عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين".

خيار عربي

من جهته، قال رئيس الوزراء القطري إن "السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو خيار استراتيجي للدول العربية"، كاشفاً عن دعمه لمقترحات الرئيس أوباما حول "تبادل متماثل ومحدود للأراضي يتفق عليه الطرفان"، ومشدداً على وجوب أن يستند الى "حل الدولتين على أساس خطوط الرابع من يونيو 1967 بما فيها القدس الشرقية".

وأعرب بن جاسم عن أمله في أن يمهد هذا "الاجتماع الهام"، الذي حضره وزراء الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والمصري محمد عمرو والبحريني الشيخ خالد آل خليفة فضلاً عن وزراء من كل من السعودية والأردن ولبنان، الطريق إلى "سلام شامل مرتكزه اتفاق عادل بين الطرفين"، معلناً عن اتفاق بين الجانب الأميركي واللجنة العربية على أن تصبح الاجتماعات بين الطرفين "دورية".

ترحيب وتوتر

بدورها، سارعت إسرائيل أمس الى الترحيب بالموقف العربي الجديد. وقالت وزيرة العدل تسيبي ليفني وهي المسؤولة عن ملف المفاوضات: "هذه خطوة مهمة ونحن مستعدون للتغييرات وهو أمر سيسمح للفلسطينيين كما آمل، بدخول غرفة المفاوضات وتقديم التنازلات اللازمة".

في المقابل، ساد توتر في قطاع غزة أمس إثر اغتيال الناشط السلفي هيثم المسحال (29 عاماً) جراء غارة نفذتها طائرة إسرائيلية قرب موقع تدريب يتبع "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" وأدت إلى بتر قدميه وإصابته بشظايا في جميع أنحاء جسده.

وشيع عشرات المسلحين على عجل جثة المسحال في مخيم الشاطئ للاجئين غربي غزة وسط إطلاق نار في السماء ودعوات للثأر لمقتله، فيما اعتبرت حركتا "حماس" و"الجهاد" الغارة "خرقاً غير مبرر" لاتفاق التهدئة وحذرتا من تداعياته.

وهذه أول عملية اغتيال تنفذها طائرات إسرائيلية في غزة منذ إعلان مصر اتفاقا للتهدئة في نوفمبر الماضي بعد عملية عسكرية إسرائيلية استمرت 8 أيام وأسفرت عن مقتل أكثر من 190 فلسطينياً وستة إسرائلييين.

نابلس وطولكرم

في السياق، أقدم عشرات المستوطنين اليهود، على تنفيذ هجمات ضد عدد من الفلسطينيين في مدينتي نابلس وطولكرم، عقب طعن فلسطيني لإسرائيلي بسكين قتلته على الفور بالضفة.

وقال مصدر أمني "إن عشرات المستوطنين احتجزوا حافلتين مدرسيتين على طريق ايتسهار- نابلس، وحطموا احداهما، ما أدى إلى إصابة عدد من الطالبات بجروح وحالات خوف شديدة".

وذكر المصدر أن "مستوطنين ملثمين أشعلوا إطارات السيارات على مفارق الطرقات في نابلس ورشقوا السيارات الفلسطينية بالحجارة، ما أدى إلى تحطيم عشرات المركبات"، فيما قام آخرون بإحراق العديد من أشجار الزيتون وبساتين المزروعات في قرية عصيرة بالمدينة.

وفي مدينة طولكرم، هاجم المستوطنون عدداً من المركبات المارة، في الوقت الذي أقدم فية الجيش على اقتحام ضاحية شويكة فيها، والتجول في شوارعها والشروع في حملات تفتيش.