تواصلت أمس المعارك العنيفة في محافظة حمص وريفها خصوصاً في منطقة القصير بين القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد بمشاركة مقاتلين من «حزب الله» من جهة ومقاتلي المعارضة من الجهة الاخرى، حسبما ذكر ناشطو المعارضة.

Ad

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 12 شخصاً بينهم سيدتان وطفلان، قتلوا أمس في قصف بالصواريخ قامت به القوات الموالية للنظام على بلدة البويضة في ريف حمص (وسط)، مضيفاً أن طائرات حربية اغارت على جيوب مقاتلي المعارضة في ريف حمص الجنوبي.

وأفاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومسلحين من اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام بعضهم من حزب الله وبين مقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط بلدات آبل والبويضة الشرقية وجوسية وجوبر والضبعة والسلطانية والبرهانية».

وأشار المرصد الى أن «القوات النظامية قامت بقصف من الطائرات الحربية وراجمات الصواريخ على ريف حمص الجنوبي بمحيط بلدة القصير»، لافتاً الى «مقتل ثلاثة مقاتلين من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط بلدة آبل بريف القصير».

وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» أن «النظام اعتمد على مقاتلين موالين لحزب الله الشيعي اللبناني لاقتلاع مقاتلي المعارضة في ريف حمص»، وأضاف أن «الجيش يحاول عزل مقاتلي المعارضة في القصير من أجل الاجهاز على التمرد في الريف»، مبيناً أن «هذه المنطقة هي نقطة مفتاحية لأنها تقع على الطريق الذي يربط دمشق بالساحل السوري».

الإبراهيمي

الى ذلك، قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي يتطلع إلى تعديل دوره كوسيط دولي للسلام في الصراع السوري، ليصبح مبعوثاً للأمم المتحدة دون أي ارتباط رسمي بالجامعة.

وقال الدبلوماسيون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم لـ»رويترز» أمس الأول إن الإبراهيمي يشعر باستياء متزايد من تحركات الجامعة العربية للاعتراف بالمعارضة السورية، وهو ما يشعر أنه قوض دوره كوسيط محايد. وترددت شائعات مفادها أن الإبراهيمي قد يستقيل، لكن دبلوماسيين اكدوا أنه يفضل أن يواصل المشاركة في جهود السلام في سورية من خلال الأمم المتحدة التي يعمل معها منذ عقود.

إدانة عربية

ودان مجلس وزراء الداخلية العرب أمس بشدة قيام قوات الأسد بالاعتداء على مقر المكتب العربي للشرطة الجنائية في دمشق. وقالت الأمانة العامة للمجلس الذي يتخذ من تونس مقراً له في بيان إن «قوة من وزارة الداخلية السورية أقدمت خلال هذا الاسبوع على اقتحام مقر المكتب العربي المختص التابع للمجلس ومقره في العاصمة السورية». وأوضح البيان أن «القوة الأمنية السورية عبثت بمحتويات المكتب ووضعت يدها على موجوداته واستولت على أرشيفه، وطردت جميع الموظفين وأغلقت المبنى».

ووصفت الأمانة العامة للمجلس الاعتداء بأنه «تصرف همجي غير مسؤول وعمل اجرامي غير مسبوق»، مضيفةً أنه «يمثل اعتداءً سافراً على مؤسسة مختصة من مؤسسات العمل العربي المشترك وانتهاكاً لحرمتها وخرقاً فاضحاً لكل الأعراف والمواثيق الدبلوماسية».

لافروف

في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في اسطنبول أن «مجموعة أصدقاء سورية» تلعب «دوراً سلبياً» في النزاع السوري، وذلك قبل ثلاثة أيام من اجتماع مرتقب للمجموعة في المدينة التركية.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو إن «الأمن السوري يؤثر على جميع المناطق ولها»، لافتا إلى أن «المشاكل في أي بلد تؤثر على بلدان أخرى، ولا أحد يريد متابعة الحرب في سورية»، معرباً عن «اعتقاده أن النقاش السياسي سيكون الحل الأمثل».

وشدد على أنه «يجب وقف عمليات المعارضة، وهذا سيؤدي لمنع تطور الأوضاع بشكل سيئ»، معتبرا أنه «يجب أن تبدأ عملية الانتقال الديمقراطي وترك السلاح»، مؤكدا أن «ذهاب الرئيس السوري بشار الأسد يجب ألا يكون الأولوية، وإذا كان كذلك فهذا سيؤدي إلى وفاة العديد من الأبرياء».

واعتبر الوزير الروسي أن «قرار تمثيل المعارضة لسورية في الجامعة العربية جاء من فريق واحد، وتم التشجيع على إعطاء السلاح للمعارضة السورية، وهذا يتعارض مع الحقوق الدولية واتفاق جنيف ولا يساهم في إنهاء الأزمة السورية».

(دمشق، أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)