هولاند: موازنة أوروبا تواجه صعوبات
حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من صعوبة التوصل إلى اتفاق بشأن موازنة الاتحاد الأوروبي للسنوات السبع المقبلة، خلال المفاوضات المقرر أن تجرى نهاية الأسبوع الجاري في قمة للاتحاد.وتعهد هولاند، في حديث للصحافيين عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي في باريس، بأن تبذل بلاده كل ما في وسعها للتوصل إلى اتفاق في القمة المقبلة، مشيرا إلى أن الظروف ليست مناسبة حتى الآن.
من جانبه، أعرب مونتي عن أمله أن تتكلل مفاوضات الموازنة المقبلة بالنجاح، متمنيا أن يتم تحديث نظام الاتحاد الأوروبي في تحديد الميزانية ليراعي المستجدات التي تمر بها دول الاتحاد، مشيرا إلى أن حجم مساهمة بلاده في ميزانية الاتحاد لا تتناسب مع إمكاناتها، في ظل مواجهتها مصاعب اقتصادية وتأثرها بأزمة الديون السيادية.وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أعربت السبت الماضي عن خشيتها من أن تكون مفاوضات تحديد موازنة الاتحاد للأعوام المقبلة شاقة، موضحة أن بلادها، صاحبة أكبر اقتصاد بأوروبا، ستبذل الجهد للتوصل إلى نتيجة في هذا الصدد، مشيرة إلى أن نجاح هذه المحاولات سيتبين قريبا.أما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقال إنه متفائل بإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية خلال المفاوضات. وتصر بريطانيا على إجراء تخفيضات كبيرة في موازنة التكتل الأوروبي، بينما تؤيد ألمانيا مقترحات بإجراء تخفيضات "معتدلة". وشددت ميركل على ضرورة أن تستخدم موارد الاتحاد بشكل يعود بالنفع على القدرة التنافسية وتحسين القدرة على الأداء، وترى أن موارد الاتحاد يجب أن تخصص في المقام الأول "للنمو المستدام"، لاسيما في هذه المرحلة التي تشهد جمود النمو الاقتصادي في الكثير من الدول الأوروبية.واعربت عن تأييدها لمقترح رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي الداعي إلى تخصيص 45.7 في المئة من موارد التكتل لدعم النمو الاقتصادي وصناديق البنية التحتية.أما ثاني أهم المجالات، التي يجب تخصيص موارد التكتل له، فيتمثل في مجال الزراعة الذي دعا رومبوي إلى تخصيص 364 مليون يورو لتنميته.ويعتقد كاميرون من جانبه بوجود "تحالف قوي" مع دول أخرى من التي تساهم في الميزانية بأكثر مما تستفيد هي نفسها من هذه الميزانية.ومن المنتظر أن تعقد المستشارة الألمانية والرئيس هولاند قمة ثنائية غداً للتوصل إلى حل توافقي بشأن موازنة الاتحاد.يذكر أن مفاوضات الموازنة بين القادة الأوروبيين الخميس المقبل ستكون الجولة الثانية للبت في الإطار المالي للتكتل خلال الفترة بين عامي 2014 و2020، بعدما فشلت الجولة الأولى التي جرت في نوفمبر الماضي، بسبب تباعد وجهات نظر القادة بشأن حجم الإنفاق ضمن الموازنة.