وصل توتر العلاقة بين تركيا وسورية إلى مستوى جديد بعد أن اتهمت السلطات التركية نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف وراء التفجيرين اللذين استهدفا بلدة الريحانية أمس الأول، في حين نفت دمشق هذه التهم وشنت في المقابل هجوماً لاذعاً على حكومة رجب طيب أردوغان وحملتها مسؤولية الهجوم.   

Ad

وسط إدانات دولية للهجوم، اتهمت السلطات التركية أمس نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف وراء التفجيرين اللذين استهدفا أمس الأول مدينة الريحانية (ريهانلي) الحدودية مع سورية في إقليم هاتاي، وأسفرا عن مقتل 46 شخصاً.  

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس إن "مقاتلين موالين للأسد وراء الهجوم"، مشيراً في مقابلة مع قناة "تي آر تي" التلفزيونية التركية الى أنه "لا علاقة للهجوم باللاجئين السوريين في تركيا. علاقته الكاملة بالنظام السوري"، مضيفاً: "من المعتقد أن الضالعين في هجوم السبت هم الذين نفذوا الهجوم على بلدة بانياس السورية الساحلية منذ أسبوع".

من ناحيته، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي بولنت آرينج القبض على 9 اشخاص على خلفية التفجيرين، موضحاً أن " التحقيقات الأولية تشير إلى أن المهاجمين على علاقة بالنظام السوري والمخابرات السورية"، كما أكد وزير الداخلية التركي معمر غولر مساء أمس الأول أن "مجموعة معروفة للسلطات التركية ذات صلات مباشرة بالمخابرات السورية هي التي ارتكبت الهجوم".

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري وصف التفجيرات بـ"المروعة"، معتبراً إياها رسالة موجهة الى واشنطن.

الزعبي

ونفى نظام الاسد الاتهامات التركية، وشن في المقابل هجوما لاذعاً على رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان. وقال وزير الإعلام في الحكومة الموالية للأسد عمران الزعبي: "منذ مئة عام لدينا مشاكل مع تركيا، ولم تقدم سورية بكل حكوماتها وجيشها وأجهزتها على سلوك هكذا تصرف أو فعل، ليس لأننا لا نستطيع، بل لأن تربيتنا واخلاقنا وسلوكنا وقيمنا لا تسمح"، مشيراً الى انه "ليس من حق احد ان يطلق اتهامات جزافا".

وحمل الزعبي الحكومة التركية "المسؤولية الكاملة عما حدث"، مشيرا الى انها ورئيسها رجب طيب اردوغان والوزراء ولا سيما وزير الداخلية "يتحملون مسؤولية مباشرة سياسية واخلاقية تجاه الشعب التركي والمنطقة وتجاه الشعب السوري والعالم".

وشن وزير الاعلام السوري هجوما لاذعا على اردوغان، قائلا "اطالبه أن يتنحى كقاتل وكسفاح وليس من حقه ابدا ان يبني امجاده على دماء الاتراك وعلى دماء السوريين"، وتساءل عن توقيت العملية الذي جاء "الآن وقبل ايام من ذهاب اردوغان للقاء اوباما". وقال: "هل يريد اردوغان ان يحرض الولايات المتحدة ويقول ان دولته وكيانه الذي هو عضو في حلف شمال لاطلسي يتعرض لاعتداء من سورية؟".

وتابع: "هل يريد ان يستعرض ويقول انه يملك من القوة ما يكفي للتدخل في سورية بالنيابة عن الآخرين؟ (...) وهل يريد افشال الجهود -الاميركية والذهاب الى مؤتمر وايجاد ترتيبات سياسية؟"، في اشارة الى التقارب بين موسكو وواشنطن ودعوتهما الى عقد مؤتمر دولي لحل الازمة السورية بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.

من جهة اخرى، اعتبر الزعبي ان لبلاده الحق "في هذا الوقت وكل وقت ان تتصرف بمسألة الجولان تصرف المالك بملكه" مشيراً الى أن الهضبة التي تحتل اسرائيل اجزاء منها "ارض عربية سورية كانت وستبقى ولو وجد فيها الجيش الاسرائيلي، ولنا الحق ان ندخل إليها متى نشاء ونخرج منها متى نشاء وبالطريقة التي نشاء".

وأكد الزعبي ان على اسرائيل ان تدرك "انها لا تستطيع ان تتنزه بالسماء السورية. السماء السورية ليست متنزها لاحد والارض السورية ليست متنزها لاحد، والجيش والشعب السوري يعرف جيدا كيف يدافع عن سورية"، وذلك بعد نحو اسبوع من قصف جوي اسرائيلي لمواقع عسكرية سورية شمال غرب دمشق.

ضحايا الانتفاضة

الى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن عدد ضحايا الانتفاضة الشعبية ضد حكم الأسد وصل الى أكثر من 80 ألف شخص نصفهم من المدنيين.  وقال المرصد انه "وثق سقوط 70257 شخصا منذ انطلاقة الثورة السورية" منتصف مارس 2011 وحتى يوم أمس السبت، يضاف اليهم "اكثر من 12 الفا من الشبيحة والمخبرين" الموالين للنظام.

وقال المرصد إن عدد الضحايا المدنيين وصل الى 34 الفا و473 شخصا، بينهم 4788 طفلا دون الثامنة عشرة و3048 سيدة، ويضاف الى القتلى 16687 مقاتلا معارضا، و16729 عنصرا من القوات النظامية.

وتشمل حصيلة المرصد 2368 قتيلا مجهول الهوية، لكن وثق مقتلهم بالصور او الاشرطة المصورة. واوضح المرصد ان حصيلة الضحايا لا تشمل اكثر من 10 آلاف معتقل في السجون السورية لا يعرف مصيرهم، اضافة الى نحو 2500 اسير من القوات النظامية لدى مقاتلي المعارضة.

الإفراج عن «القبعات الزرق»

في سياق آخر، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن مسلحين سوريين أفرجوا عن 4 جنود فلبينيين تابعين لقوات حفظ السلام في الجولان (الأندوف) كانت قد احتجزتهم مجموعة سورية معارضة، معربة عن تقديرها للمساعدة التي قدمتها دولة قطر لإطلاقهم. وكانت قيادة قوات حفظ السلام أعلنت الثلاثاء الماضي فقدان 4 جنود تابعين للكتيبة الفلبينية العاملة في الجولان، وأعلن "لواء شهداء اليرموك" احتجاز العناصر الأربعة، وكلهم من الفلبينيين بهدف "تأمين حمايتهم".

(أنقرة، دمشق ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)