زاد اضطراب مؤسسة الرئاسة، أمس ضبابية المشهد السياسي المصري، بعد إعلان مصادر قريبة من الرئيس محمد مرسي، تبكير موعد الانتخابات البرلمانية، لتبدأ يوم 22 أبريل المقبل، في أعقاب إعلان عدد من النواب الأقباط، في مجلس الشورى الغضب، من إعلان الرئيس رسمياً ـ مساء الخميس الماضي ـ بدء الانتخابات البرلمانية المثيرة للجدل، يوم 27 أبريل، الذي يتزامن مع أعياد قبطية، بمناسبة "أسبوع آلام" السيد المسيح، عيسى عليه السلام.
وبينما انقسمت المعارضة المصرية، بين مؤيد لإجراء الانتخابات، ومعارض لها، أعلن رئيس مجلس الشورى د. أحمد فهمي، أنه تلقى من رئاسة الجمهورية ما يفيد باستجابة الرئيس لرغبات نواب المجلس من الأقباط والكنيسة بتفادي موعد الانتخابات المقبلة لمجلس النواب أعياد الأقباط.وفي مشهد مرتبك، رفض المتحدثان الرسميان باسم مؤسسة الرئاسة الإفصاح عن الموعد النهائي للانتخابات، حتى عصر أمس، بينما أعلنت عضو مجلس الشورى د. سوزي ناشد أن مؤسسة الرئاسة أكدت تغيير موعد الانتخابات في المرحلة الأولى، لتبدأ يومي 24 و25 أبريل والإعادة يومي (الثلاثاء) و(الأربعاء) 30 أبريل و1 مايو، بينما أكد زعيم الأغلبية بمجلس الشورى عصام العريان، أن مرسي استجاب لطلبات الشعب المصري من الأقباط بتبكير موعد انتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب بحيث تكون يومي 24 و25 أبريل المقبل.سكرتير البابا تواضروس الثاني القمص أنجيلوس رجَّح في تصريح لـ"الجريدة" أن يكون اختيار موعد الانتخابات الذي أثار غضب الأقباط جاء سهواً، وأضاف: "أبلغنا أن موعدها سيكون 22 أبريل المقبل، ونحن نشكر الرئاسة على هذه الاستجابة".وانتقل الاضطراب السياسي حول موعد الانتخابات من رئاسة الجمهورية إلى فصائل المعارضة، التي انقسمت حول المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، وكشفت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" أن جبهة الإنقاذ، أكبر فصيل معارض في مصر، تتجه إلى مقاطعة الانتحابات، بعد أن رفضت أغلب الأحزاب والقوى السياسية المشاركة، دون وجود ضمانات حقيقية تثبت نزاهة العملية الانتخابية.من جهته، دعا المنسق العام لجبهة "الإنقاذ الوطني"، محمد البرادعي، أمس إلى مقاطعة انتخابات مجلس النواب، قائلاً عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "مقاطعة الشعب التامة للانتخابات هي أسرع الوسائل لكشف الديمقراطية المزيفة"، في حين وصف المتحدث باسم "جبهة الإنقاذ"، خالد داوود في تصريحات لـ"الجريدة" قرار الرئيس مرسي بتحديد موعد انتخابات النواب بالكارثي، وأضاف: "إنه يدفع بالبلاد نحو الهاوية".وأعلن حزب "النور" السلفي، بعد أسبوع من التوتر مع مؤسسة الرئاسة، مشاركته في الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث أكد عضو الهيئة العليا للحزب بسام الزرقا لـ"الجريدة" مشاركة الحزب في الانتخابات، حتى في حال خروج قرار المعارضة بعدم المشاركة، مشيراً إلى أن السبيل الوحيد لبناء مؤسسات الدولة هو الذهاب إلى صناديق الاقتراع.مهلة القضاةفي السياق، أعرب وكيل أول نادي القضاة المستشار عبدالله فتحي عن عدم حسم الموقف بشأن الإشراف على الانتخابات البرلمانية، أو مقاطعتها، مشيراً إلى أن النادي سيدرس الأمر خلال الأيام المقبلة. يأتي ذلك، بعد ساعات من انتهاء فعاليات جمعية عمومية غاضبة لنادي القضاة، أعلن فيها رئيسه المستشار أحمد الزند أن الهدف من الجمعية هو وقف الاعتداء على السلطة القضائية، مشيراً إلى أنه سيتم الدعوة إلى جمعية عمومية أخرى لاحقاً لوقف الاعتداء على السلطة القضائية.وفي حين شن رئيس نادي القضاة المستشار أحمد الزند هجوماً على النائب العام الذي وصفه بـ"النائب الخاص"، أجمع القضاة خلال اجتماعهم على التصعيد ضد النظام الحاكم، مؤكدين استمرار نضالهم لتحقيق المطالب، وهي: إمهال النائب العام المستشار طلعت عبدالله أسبوعاً لتقديم استقالته، ومناشدة المجلس الأعلى للقضاء منعه من المشاركة في جلساته، ورفض قانون الانتخابات البرلمانية، الذي أقره مجلس الشورى "ذو الغالبية الإسلامية"، ورفض قانون التظاهر الذي أعدته وزارة العدل.ليلة من الاشتباكاتكانت أحداث جمعة "محاكمة النظام" شهدت مساء أمس الأول اقتحام مجموعة من المسلحين الملثمين المقر الرئيسي لحزب "غد الثورة"، وسط القاهرة، والذي يترأسه د. أيمن نور، الذي وصف الحادث لـ"الجريدة" بأنه "رسالة سياسية للحزب اعتراضاً على نهجه الوسطي، بين القوى السياسية". واندلعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين في عدة محافظات، حيث استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات الشرطة والمتظاهرين في منطقة ميدان الشون في مدينة المحلة الكبرى، "محافظة الغربية" حتى الساعات الأولى من صباح أمس، بعد ساعات من إعلانها المدينة العمالية الدخول في عصيان مدني، كوسيلة للضغط على النظام الحاكم.كانت قوات الأمن ألقت القبض على 22 متظاهراً على خلفية تلك الاشتباكات، كما شهدت خطوط السكك الحديد بين مدينتي "طنطا والمنصورة" توقفاً استمر عدة ساعات، إثر اعتصام العديد من المتظاهرين على خطوط السكة الحديد.
دوليات
مصر: احتفالات «آلام المسيح» تعجِّل انتخابات البرلمان
24-02-2013