العراق يجري محادثات مع شركات نفطية أجنبية لخفض معدلات الإنتاج المقررة
الشهرستاني: الإنتاج الحالي يوفر الإيرادات الكافية التي تلبي احتياجاتنا
يسعى العراق من خلال خطوة خفض معدلات الإنتاج إلى ضخ النفط على مدى فترة زمنية أطول من تلك التي تتيحها له معدلات الإنتاج المقررة سابقاً.يخوض العراق محادثات مع عدة شركات نفطية اجنبية بهدف خفض معدلات الانتاج البعيدة المدى المقررة منذ سنوات، بحسب ما افاد نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة.وقال حسين الشهرستاني لوكالة فرانس برس "لقد قمنا بمراجعة خطط الإنتاج لكل الحقول"، مضيفا أن "بعضها تم الاتفاق عليها وانتهى العمل بها، وبعضها الآخر لا يزال رهن المحادثات"، مشيرا الى ان علمية المراجعة تشمل كل العقود التي تم منحها في عام 2009.ويسعى العراق من خلال خطوة خفض معدلات الانتاج الى ضخ النفط على مدى فترة زمنية اطول من تلك التي تتيحها له معدلات الانتاج المقررة سابقا، بحسب الشهرستاني. ومع أن العراق سيمتلك وفقا لهذا السيناريو القدرة على انتاج نحو تسعة ملايين برميل في اليوم، قال الشهرستاني ان "انتاجا يوميا يتراوح بين خمسة وستة ملايين برميل سيوفر الايرادات الكافية التي تلبي احتياجاتنا".وأمل وزير النفط السابق ان يبقى سعر برميل النفط، الذي يبلغ حاليا نحو 92 دولارا، عند مستوى الـ90 دولارا، مشيرا الى انه في حال انخفضت الاسعار الى ما دون ذلك "فسيكون علينا ان نعيد النظر بموازنتنا، لكننا لا نتوقع انخفاضا مماثلا".وينتج العراق الذي يملك احتياطات نفطية مؤكدة تقدر بنحو 143 مليار برميل، وهي ثالث اكبر الاحتياطات في العالم، أكثر من 3.4 ملايين برميل في اليوم الواحد، ويصدر منها نحو 2.6 مليون برميل.وتخطط بغداد لزيادة كبيرة في معدلات التصدير في المستقبل القريب، فيما تشير الوكالة الدولية للطاقة إلى أن عائدات النفط في العراق قد تبلغ نحو خمسة تريليونات دولار بحلول عام 2035، وأن البلاد ستصبح أكبر ممول للنفط في العالم خلال سنوات.وكان وزير النفط العراقي عبدالكريم لعيبي أعلن في مارس الماضي أن بلاده تخطط لاستثمار نحو 175 مليار دولار في القطاع النفطي خلال الخمس سنوات القادمة حتى يبلغ انتاجه تسعة ملايين برميل يوميا.وتوقع الشهرستاني معدلات طلب على النفط اقل من تلك التي كانت متوقعة، موضحا "لا يبدو انه سيكون هناك طلب كبير خلال السنوات المقبلة".وتابع انه في هذا السياق "رأينا في العراق انه لا مصلحة خلال هذه المرحلة لاستثمار كميات كبيرة لتطوير الحقول سعيا وراء قدرة انتاجية اعلى، اذا لم نكن لنستخدم تلك القدرة، وننتج نفطا لا يمكننا ان نسوقه حيث ان الطلب حوله لن يكون كافيا".وتطرق نائب رئيس الوزراء العراقي الى تأثيرات تحول الولايات المتحدة إلى مصدر للنفط خلال عقد، كما توقعت الوكالة الدولية للطاقة، قائلا: "لا أعتقد شخصياً أن الولايات المتحدة ستصبح أكبر مصدر للنفط".وتابع الشهرستاني "بالطبع عندما تخفض الولايات المتحدة وارداتها، فان هذا الامر سيؤثر على الطلب العالمي. وهذه المسألة تخضع لمراقبة دقيقة من قبل كل المنتجين والمستهلكين".(أ ف ب)