بعد عامين من الحملة المحمومة لاستضافة دورة الألعاب الاولمبية عام 2020، تعيش مدريد وطوكيو واسطنبول اليوم نهارا طويلا قبل ان تعرف بنتيجة التصويت ايا من بين المدن الثلاث اختارها اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية، لتنال شرف التنظيم وتكون الجنة المقبلة لأكبر واهم حدث رياضي على وجه الكرة الارضية.
ولم تنته اللعبة حتى الآن، ويبدو التنافس على اشده بين المدن الثلاث خصوصا بين مدريد وطوكيو اللتين ارسلتا الامير والاميرة فيهما الى بوينوس ايرس لاغراء اعضاء اللجنة الذين ينوف عددهم على الـ100 والذين عدد كبير منهم هم من اصحاب الرؤوس المكللة بالتيجان. ولن يكون امام المدن الثلاث اكثر من 45 دقيقة وجلسة من الاسئلة والاجوبة لاقناع الاعضاء الناخبين بأن كلا منها تستحق ان تنظم الالعاب قبل ان يكبس هؤلاء على ازرار العلب الالكترونية الخاصة بالتصويت، ثم يعلن رئيس اللجنة الاولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ النتيجة. وفي حالة تركيا، سيستمر اعضاء اللجنة الاولمبية في اكتشاف ارض مجهولة وباب الدخول الى العالم الاسلامي بعد البرازيل التي ستكون اول دولة اميركية لاتينية تستضيف الالعاب في ريو دي جانيرو عام 2016. واذا كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان سيزور بوينوس ايرس للدفاع عن ملف بلاده وتقديم ضمانات والتزام الحكومة تجاه الحلم الكبير المتمثل بتنظيم الاولمبياد في منطقة متوسطة بين الشرق والغرب، فهل سيكون وجود الرجل الذي وصف المتظاهرين بالارهابيين، ورقة رابحة لصالح ملف إسطنبول؟ في المقابل، يعتبر وجود الامير فيليبي وزوجته ليتيثيا، هذا الثنائي الملكي المحبوب جدا، مهما دون شك في دعم الملف المدريدي. فبعد ان حمل راية وفد بلاده في اولمبياد برشلونة عام 1982، سيكون امير مقاطعة استوريس الشخصية الابرز خلال تقديم ملف اسبانيا الى جانب رئيس الوزراء ماريانو راخوي ونجم فريق لوس انجلس ليكرز الاميركي في كرة السلة باو غاسول. وبدأت الرياح تجري لصالح ملف مدريد بعد الزيارات التي قامت بها لجنة التفتيش للمدن الثلاث في مارس، وأعطت على ضوئها تقديرا مذهلا وايجابيا جدا من خلال تأكيد ان الاقتصاد الاسباني يملك وسائل ووسائط طموحاته. وقد اظهر اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية في الماضي انهم يرغبون في مكافآة المثابرة والثبات والاستمرار، وتحت هذا العنوان تعتبر مدريد الاكثر اقناعا بين المدن الثلاث بعد ان فشلت مرتين في الحصول على تنظيم دورتي 2012 و2016. واذا ما فازت مدريد بنتيجة التصويت، فإن انتصارها قد يأتي على حساب تراجع منافستيها، لاسيما ان شبح مفاعل فوكوشيما عاد ليخيم من جديدعلى الملف الياباني كما كان وقع التظاهرات على الملف التركي. وكانت آخر حلقات هذا القلق النووي قريبة جدا من موعد التصويت مما قد يؤثر سلبا في عملية الاختيار لدى اللجنة الاولمبية الدولية. وستكون الاميرة اليابانية هيساكو بشخصها موجودة في العاصمة الارجنتينية للتعبير عن شكر بلادها لما ابداه العالم من تعاطف بعد كارثة مارس 2011، وسيكون معها ايضا رئيس الوزراء شينزو آبي من اجل اقناع الناخبين بترجيح كفة طوكيو التي استضافت ألعاب 1964. (أ ف ب)
رياضة
اللجنة الأولمبية الدولية تحسم اليوم وجهة أولمبياد 2020
07-09-2013