طوارئ في القيروان... وواشنطن تتوقع يوماً دموياً

Ad

يحبس التونسيون أنفاسهم تحسباً لمواجهة مفتوحة بين السلطات التي وضعت قوات الأمن والجيش في حالة تأهب قصوى، وبين جماعة "أنصار الشريعة" الموالية لتنظيم "القاعدة"، التي تصر على عقد مؤتمرها السنوي اليوم في مدينة القيروان التاريخية رغم قرار وزارة الداخلية منعَه.

ونشرت القوات الحكومية أمس، تعزيزات أمنية كبيرة على الطرقات المؤدية إلى القيروان (150 كلم جنوب العاصمة) لمنع المنتسبين إلى "أنصار الشريعة" المتشددة من الوصول إلى المدينة، التي تشهد حالة طوارئ غير مسبوقة.

وفي العاصمة تونس، شرعت قوات الأمن والجيش في تسيير دوريات مكثفة، خصوصاً في أحياء شعبية فقيرة تعتبر معاقل للجماعة، التي لا تعترف بالقوانين الوضعية وتطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة "دولة الخلافة" في تونس.

وعشية اجتماع سلفيي "الشريعة"، أعلنت وزارة الداخلية قرارها منعَ المؤتمر، لما يمثله من "خرق للقوانين وتهديد للسلامة والنظام العام"، موضحة أن القرار جاء "إثر إعلان ما يسمى بأنصار الشريعة عقدَ تجمع بالساحات العامة بمدينة القيروان، على خلاف القوانين المنظمة للتجمعات ولقانون الطوارئ، وفي تحدٍّ صارخ لمؤسسات الدولة، وتحريض ضدها وتهديد للأمن العام".

وحذرت وزارة الداخلية مساء أمس الأول، من أن "كل من يتعمد التطاول على الدولة وأجهزتها أو يسعى إلى بث الفوضى وزعزعة الاستقرار أو يعمد إلى التحريض على العنف والكراهية سيتحمل مسؤوليته كاملة"، مشددة على أن "أي محاولة للاعتداء على الأمنيين أو مقراتهم ستواجه بشدة".

وقبل ذلك بيومين، أعلن الناطق الرسمي باسم "أنصار الشريعة" سيف الدين الرايس أن الجماعة ستعقد مؤتمرها السنوي في القيروان، وأنها لن تطلب ترخيصاً من وزارة الداخلية.

وحمّل الرايس الأربعاء، الحكومة التي تقودها حركة "النهضة" الإسلامية مسؤولية "أي قطرة دم تراق" في القيروان خلال المؤتمر الذي اختارت له شعار "دولة الإسلام نبنيها".

في المقابل، حذر "حزب التحرير"، الذي يطالب أيضاً بتطبيق الشريعة، في بيان نشره أمس، من أن يكون اليوم الأحد "صدامياً دموياً"، داعياً أنصار "الشريعة" إلى "إعلان تأجيل الملتقى مع تحميل السلطة المسؤولية كاملة أمام الله وأمام الرأي العام".

إلى ذلك، حذرت سفارتا واشنطن وبرلين في تونس، رعاياهما من زيارة القيروان خلال هذه الفترة بسبب الأجواء المشحونة وحالة التوتر التي تسود هذه المدينة.

وحذرت السفارتان، في بيانين منفصلين نُشرا ليل الجمعة- السبت، من إمكانية حدوث مصادمات عنيفة في يوم دموي بين الجيش و"أنصار الشريعة".

وتزامن التحذير مع إعلان وحدات مجابهة الإرهاب اعتقالَ سلفي متشدّد في بلدة حفوز التابعة للقيروان، بحوزته مسدسات وذخائر حربية، ووثائق لصنع متفجرات، قالت إنه كان "يعتزم مهاجمة مقرات للأمن والجيش".

(تونس- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)