أول العمود: تخريب الإنسان الكويتي يبدأ بمنحه المال دون مقابل.

Ad

***

الحديث الطائفي في الكويت مرتبط بما يقع على الأرض السورية من انتهاكات مصنفة ومحسومة دولياً، وهو ارتباط ذو صلة بالذهنية المتشددة من المجموعات السنّية والشيعية على السواء. لن أنصح، ولن أرجو المتشددين بحرف، لكن حديثي سأوجهه إلى عامة الناس من الذين لا يصنعون مواقفهم بذاتهم واعتماداً على عقل وهبه الله تعالى لهم وفرطوا فيه وربما لغوه.

ما تقوم به القوات النظامية السورية وكل من يعينها ضد المدنيين يعد في العرف والقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان جرائم حرب، كما كان الوضع في البوسنة والهرسك وكوسوفا، وهو سلوك وحشي تجب مقاومته بشتى طرق القانون الدولي.

نحن أمام أكثر من 93 ألف قتيل بحسب مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وقعوا ضحية إلغاء الحوار قبل عامين في سورية، ومشردين بالملايين داخل سورية وخارجها، وفظاعات أخرى يضعف أمامها أي منطوق وكلام مذهبي- طائفي تائه وغير عقلاني كالذي نراه في البلد ومن الجميع دون استثناء.

مثقفو البلد من الطائفتين- من غير السياسيين- مختبئون، خوفاً أو طمعاً ربما، يعرفون الحق ويميزون الخبيث من الطيب لكنهم تخلوا عن موقف تاريخي يميز ما تقوم به القوات النظامية السورية، وميليشيات "حزب الله"، والمتطوعون للقتال ضد النظام هناك بل حتى تصرفات الجيش الحر مهما صغرت.

أخي الكريم، يا من تقرأ كلماتي المتواضعة، ليكن عقلك ميزاناً لكلماتك، فأمام قتل الأبرياء يجب ألا نتحزب طائفياً أو مذهبياً، نحن نعيش في عالم فيه الكثير من المصالح وقليل من المبادئ، وقد تبدى ذلك بالسلوك الأميركي والروسي البارد تجاه مأساة سورية.

سل نفسك: هل يبيح مذهبك القتل كمبدأ؟

وهل يدعوك دينك إلى التمييز في القتل بين أتباع طائفة دون أخرى؟

وهل يحلل دينك الصمت على القتل والدمار والتهجير؟

وهل تعلم بما يفعله المجرمون في إسرائيل بالفلسطينيين ونحن نحترب طائفياً؟

إذا كانت إجاباتك بلا، فلماذا لا يكون لنا موقف موحد تجاه أي انتهاك لحقوق الإنسان، من أي طرف كان، وفي أي بلد؟

فكر ولا تلغي عقلك... دوماً وأبداً! كن إنسانياً قبل كل شيء.