الرويعي لـ الجريدة•: الحكومة تحتاج إلى فك وتركيب ومجلس قوي يحاسبها ويقوِّم اعوجاجها

نشر في 07-09-2013 | 00:05
آخر تحديث 07-09-2013 | 00:05
«الإيداعات» فساد من السلطتين والفترة المقبلة ستشهد استجواب عدد من الوزراء
انتقد النائب د. عودة الرويعي أداء الحكومة على مدى السنوات السابقة، مؤكداً أنها تحتاج الى فك وتركيب، «فالبلد على المحك وعلى الحكومة أن تلعب دوراً مهماً ومحورياً في سبيل إعادة الدور الريادي ومعالجة القضايا العالقة منذ سنوات».

وطالب الرويعي في حوار مع «الجريدة» مجلس الامة بالقيام بدوره كاملاً تجاه الحكومة، وممارسة دوره الرقابي من خلال مساءلة الوزراء، وإبقاء العين مفتوحة على كل القطاعات الحكومية، مشيراً إلى انه لا يرى أن هناك تغييراً كبيراً في النهج الحكومي، وأن التغيير فقط في الوجوه والزي.

وانتقد استمرار الخلافات بين أبناء الأسرة، معتبراً أنها قضية خطيرة جدا سواء كان ذلك بين بعضهم البعض او مع نواب في المجلس او الحكومة، «لذلك يجب ان تكون السلطتان بمنأى عن هذا الخلاف الذي لا يمكن أن يخدم الأجواء السياسية في البلاد، وهو عامل هدم، لذلك يجب حله بين أبناء الأسرة».

وتوقع الرويعي أن تشهد الفترة المقبلة، مع افتتاح دور الانعقاد الجديد، استجوابات عديدة، مشدداً على أن «الاستجواب أمر مستحق للنواب، وأداة كفلها الدستور، وعلى الوزراء عدم الخشية منه». وفي ما يلي التفاصيل:

• ماذا تقول عن الخلافات الحالية بين الرئيس وبعض النواب وبين النواب انفسهم؟ وهل الخلافات سببها عدد من النواب خسروا مواقعهم المهمة في المجلس المبطل الماضي؟

- لا أستطيع الجزم بأن النواب الذين كانوا يتسيدون المجلس المبطل الثاني هم من يفتعلون الازمات او الخلافات لكن ما اؤكده على هذا الصعيد هو وجود خلافات بين النواب لكن هذه الخلافات يجب الا تتسبب في تعطيل مشاريع المجلس وما نتطلع اليه كنواب، ونحن نتحدث عن خمسين عضوا، وكل نائب يعتقد ان ما يقوم به صحيح، وانني لا أرى ان ما يحدث من خلافات واختلافات في المجلس الحالي نابع من اسقاطات المجلس المبطل نظرا لان كل نائب له توجهه وأجندته وعمله النيابي.

• كيف تنظرون إلى مسيرة المجلس المقبلة مع دور الانعقاد الجديد وخاصة في وقت اجتمع النواب على اولويات ذات نهج جديد كما قال الرئيس؟

- انني متفائل جدا في ما يتعلق بمسيرة المجلس المقبلة، نظرا لان كلتا السلطتين تعبت من التعطيل والتأزيم، وأرى ان هناك نهجا جديدا بالفعل يتبناه رئيس الوزراء شخصيا، فهل سيعاونه الوزراء في تطبيقه؟ لذلك على الحكومة ان تقدم خطة عمل واضحة للعيان سواء كان ذلك بوجود مجلس الامة أو عدمه حتى يمكن مراقبة عمل الحكومة، اذا لم يكن من خلال النواب فمن المواطنين. والبلد الآن على المحك وعلى الحكومة ان تلعب دورا مهما ومحوريا في سبيل اعادة الدور الريادي ومعالجة القضايا العالقة منذ سنوات، ومن جانب آخر على المجلس أيضا ان يقوم بدوره كاملا تجاه الحكومة، وان يمارس دوره الرقابي من خلال مساءلة الوزراء، وبقاء العين مفتوحة على كل القطاعات الحكومية، فهذا هو جوهر عمل المجلس ويجب الا تفسره الحكومة، بانه عمل موجه ضدها أو يستهدفها، انما هذا هو دور مجلس الامة، فالحكومة تحتاج الى مجلس قوي يحاسبها ويقوم اعوجاجها، فالسلطتان التشريعية والتنفيذية وجهان لعملة واحدة، والقياس هو الانجاز والعمل وخدمة الوطن وحل القضايا وخدمة المواطنين من خلال القنوات الرسمية.

نهج الحكومة

• دائما ما تتحدث الحكومة عن نهج جديد فما المقصود به؟

- النهج الجديد كلمة مطاطة فلا وجود لنهج جديد في اجندة الحكومات، ومنهج الحكومة لم يكن جديدا في اي يوم، واذا كان كذلك فهو في التعطيل اكثر، فالجميع يطمح الى وجود حكومة قوية ذات انجاز، وهذا يسعدنا كمواطنين قبل أن نكون نوابا، لكن مع الاسف دائما ما تكون توقعاتنا افضل من عمل ونهج الحكومة.

• اذن ما الذي تغير في الحكومة اذا لم يتغير النهج؟

- انا لا اري تغييرا سوى في الزي وبعض الوجوه، لكن في النهج لا يوجد تغيير، ولا يمكن ان تستمر الحكومة على النهج القديم واللامبالاة تجاه القضايا الحيوية وعدم معالجة المشكلات وتركها للزمن لحلها، ومن هذا المنطلق احمل رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك المسؤولية كاملة بشأن تقويم اداء الحكومة والعمل على اصلاح اعضائها واجهزتها لتكون الطريق نحو الانجاز والعمل، والا فالإخفاقات ستستمر، والانجاز سيغيب والمتضرر الاول هو البلد والمواطن، فنحن بحاجة ماسة الى الاستقرار السياسي.

فساد تشريعي وتنفيذي

• الفساد التشريعي والفساد التنفيذي الحاصلان في السلطتين كيف سيتعامل المجلس الجديد معهما؟

- اذا فسدت الحكومة فسد المجلس معها، واذا تحدثنا عن الفساد الحاصل في قضية الايداعات فهذه القضية لايهتم بها النواب فقط انما الحكومة أيضا مهتمة بها، فالقضية مشتركة ونحن نصل في النهاية الى انه اذا كانت هناك حكومة نزيهة صاحبها برلمان قوي ونزيه والعكس صحيح، لذلك يجب ان نتحدث عن عجلات قيادة اربع، وان تكمل كل سلطة عمل السلطة الاخرى، فالخلاف الحاصل حاليا يتعلق بهل الحكومة هي التي تقود المجلس او العكس؟ فالعمل يجب ان يكون تعاونيا، لا ان يقود المجلس الحكومة ولا تقوده هي، وان يمارس المجلس صلاحياته بلا املاءات من قبل الحكومة او ضغوطات او ان تقدم الحكومة تسهيلات للنواب للوقوف معها، فهذا لا يمكن ان يصلح، ويجب ان تعامل الحكومة النواب بمسطرة واحدة، وألا تفرق بين النواب بهدف ثقافة المنفعة، وهذا الامر هو الذي يحدد شكل النائب في البرلمان.

واشار الى ان شخصية الحكومة تحتاج الى فك وتركيب ويجب ان تتخلص من وهم تقديم الخدمات للنواب للاستفادة منهم في مجلس الامة، فيجب ان نفكر أبعد مما يكون، ونتطلع الى العالمية بعد حل المشكلات العالقة من اسكان وتعليم وصحة، كما اننا نتحدث عن الحكومة الالكترونية منذ سنوات، ولم تطبق بالشكل الصحيح، لذلك يجب ان يحدد شكل المجلس شخصية الحكومة، لكن ما هو حاصل ان المجلس لا يستطيع التأقلم مع الحكومة ولا الاخيرة قادرة على مواكبة شكل المجلس.

• كيف ترون التأثيرات الخارجية على المجلس سواء كان ذلك من قبل الاطراف النافذة أو تدخلات ابناء الاسرة؟

- الخلافات بين ابناء الاسرة قضية خطيرة جدا سواء كان ذلك بين بعضهم بعضا او مع نواب في المجلس او الحكومة، لذلك يجب ان تكون السلطتان بمنأى عن هذا الخلاف الذي لا يمكن ان يخدم الاجواء السياسية في البلاد، فنحن نتحدث عما يتعلق بانجاز المجلس والحكومة، ويجب الا تتدخل الخلافات التي تعتبر عامل هدم لا بناء، ويجب ان تحل بين أبناء الأسرة.

• كثرة الاسئلة النيابية من النواب للوزراء خلال هذه الفترة القصيرة هل تبنئ باستجوابات مقبلة؟

- لا أعرف لماذا يخشى الناس أو الوزراء الاستجواب او تصيب البعض رهبة من ذلك؟! يجب أن يعلم الجميع ان الاستجوابات ما هي الا اسئلة مغلظة، وأرى انه على الوزراء ان يتعاونوا مع النواب سواء ذلك في الاجابة عن الاسئلة البرلمانية او الاستجوابات، وانني اؤكد ان اي استجواب من قبل النواب للوزراء هو امر مستحق، وحق كفله الدستور للنائب فلم الخوف؟! فالوزير يجب ان يتحمل مسؤولياته ويكون اهلا لها، وليتأكد الجميع انه متى كانت اجابة الوزير المعني شافية ووافية فلا يمكن ان يقدم النائب على استجوابه وانا أتوقع من شكل ونهج الحكومة الحاليين ان تشهد الفترة المقبلة استجوابات عديدة لبعض الوزراء، لكن اطالب من هذا المنبر الحكومة بأن تصحح مسارها بنفسها وتعالج التغييرات التي تعتري نظامها ومسارها قبل أن يقدم الاستجواب لكن من يقدم من النواب براهينه وأدواته الدستورية على أن استجوابه سليم ومستحق فلا بأس من ذلك.

الأولويات

• قدمت اولويات بطريقة جديدة في هذا المجلس كيف ترونها؟

ـ الاولويات قدمت من شقين: اولهما يتعلق بأولويات معطلة منذ سنوات طويلة ما أدى إلى تراكمها، وهذه القضايا ستطرح من خلال عمل اللجان البرلمانية، وسأطلب ترتيب الاولويات بشكل يضمن انجازها، وأخشى خلال هذه الفترة من تداخل هذه الاولويات او تعطيلها بسبب الاجازة والية عمل اللجان التي من الممكن ان تتغير بعد تغير اعضائها مع بداية دور الانعقاد المقبل الامر الذي قد ينعكس سلبا على عملها فعمل اللجان الحالية مؤقت.

تخلّف التعليم

• الحديث عن الشأن التعليمي يعتبر ذا شجون خاصة بعد معايشة واقعه غير المستقر كيف تتوقعون أن يكون؟

ـ التعليم يعيش واقعاً مريراً وغير سليم، وهو حالياً ليس في مستوى الطموح لعدة أسباب، أهمها تغيير العالم وفلسفة التعليم في كل المراحل، فالتعليم في الكويت يعاني خللاً كبيراً، وإلا فلماذا يدرس الكتاب الموحد في الجامعة، وبات محبطا ولا يشجع على الإبداع، والبحث العلمي غائب، ولا يمكن أن يتطور أي تعليم في العالم بلا جودة في البحث العلمي.

ونعاني زحفاً غير طبيعي للشهادات داخل الكويت وخارجها، فضلا عن نسبة الغش الكبيرة، واستغرب كيف تصل نسبة النجاح في الثانوية العامة إلى 93 في المئة، ومادامت كذلك فمن المفترض أن يكون تعليمنا ومخرجاتنا أفضل من اليابان والدول المتطورة تعليمياً، لكن للأسف نحن نعاني كماً في المخرجات لا كيفاً، ومخرجاتنا التعليمية متخلّفة جداً، والدليل أن الكثير من الخريجين يجهلون واقع عملهم، وأرى في هذا الإطار أن التعليم يواجه مشكلة كبيرة.

القضية الإسكانية

• ما تطلعاتكم لحل القضية الإسكانية؟

ـ بداية تعتبر القضية الإسكانية من المعضلات الكبرى التي تعانيها البلاد منذ سنوات، ولعل هيمنة الحكومة على الأراضي السبب الرئيسي في هذه المشكلة، خصوصاً في ما يتعلق بسيطرتها على الأرض وارتفاع أسعار العقار، ليس هذا فحسب بل حتى رفع القرض الإسكاني إلى 100 ألف دينار لن يساهم في حل المشكلة الإسكانية، بل ساهم في زيادتها، وأنا من هذا المنطلق أؤكد أن الحكومة هي السبب في عرقلة حلول القضية الإسكانية، خصوصا مع تعطيلها للمشاريع الإسكانية الموجودة في أدراجها، فالمواطن لا يمانع من السكن في أي منطقة وفي أي سكن ملائم بعد طول الانتظار. وأوضح قائلا إن أسعار العقار باتت تحد من شراء المواطن للسكن من أجل العيش الكريم، خصوصاً مع عدم تلبية القرض الإسكاني للمتطلبات الإسكانية، لذا يجب أن تقنن عملية البيع والشراء للأراضي كي يستطيع المواطن الحصول على الأرض والسكن، فالمواطنون المتضررون من قضية الإسكان كثيرون، ولابد أن توفر الدولة المساكن والأراضي وتسن قانوناً جديداً لتوفير الرعاية السكنية للمواطن، وأؤكد أن القضية الإسكانية شائكة، وحلها ليس بالأمر السهل، خصوصاً مع تراكم الطلبات، لذلك لابد من تقليص فترة الانتظار للحصول على السكن.

إلى رئيس الوزراء

في رسالة وجهها إلى رئيس الوزراء، قال الرويعي: أتينا كنواب للتعاون والإنجاز ولا نملك أجندات خاصة ضد الحكومة أو الرئيس، وأقول لسموه أيضاً أنت أمام فرصة ذهبية للتعاون مع مجلس الأمة والنواب، والعمل على تقديم الحكومة كل المقترحات والمشاريع الكفيلة بحل القضايا، وتقديم الحلول الناجحة لكل مشكلة بعيداً عن لعبة الكراسي الموسيقية التي يجب أن تنتهي بالاستقرار الحكومي ليعود الاستقرار السياسي من جديد للبلد، فنحن نتطلع إلى العمل الهادئ المثمر بعيداً عن التراشق والتأزيم، فالكويت لم تعد تحتمل أي تأزيم آخر.

حلم وصبر الغانم

طالب الرويعي رئيس مجلس الأمة الجديد، المنتمي لجيل الشباب، بأن يكرس كل خبرته وروحه الشبابية لخدمة الكويت من هذا الموقع، ويجب أن يتحلى بالصبر والحلم، وأن يكون لديه تفكير مختلف عن تفكيره السابق عندما كان نائباً، وعليه تكريس الجهد لإنجاح حقبة رئاسته وألا يتردد في طلب المشورة، وأن يكون على مسافة واحدة من كل الأعضاء سواء الذين يتفق أو يختلف معهم، وأن يكرس التعاون مع النواب والحكومة من أجل إنجاح مسيرة العمل البرلماني والسياسي.

عصا سحرية

قال الرويعي إن البعض يعتقد أن النائب يملك عصا سحرية لحل المشكلات، وهذا ليس صحيحاً، فالنائب يعمل ويجتهد من أجل إيصال صوت المواطن، مشدداً على ضرورة الشفافية في التعامل الحكومي مع كل النواب، خصوصاً في قضايا القبول في الجامعة والسلك العسكري والوظائف، فمن يستحق من المواطنين أي منصب أو أي وظيفة أو أي موقع يجب أن يلتحق به من دون أن يكون هناك تأخير أو تدخل واسطة من نائب أو غيره، ويجب في الوقت نفسه أن تتغير ثقافة المواطن والحكومة، وأن يأخذ كل مواطن حقه كاملاً بعيداً عن كل ما من شأنه أن يعرض المواطن أو الموظف للظلم.

طرق تدريس بدائية

وصف الرويعي طرق التدريس بأنها بدائية ولا يمكن أن تتطور، خصوصاً في جامعة الكويت التي تقود طريقة تدريس متخلفة هي الكتاب الموحد، وهذا لا يمكن أن يطور التعليم أو يساهم في تقدمه، مشيراً إلى أن واقع التدريس في الكويت لا يمكن أن يخلق تعليماً متطوراً أو مزدهراً في صورته التي يعيشها حالياً.

back to top