إذا كان هناك خطاب تاريخي يستحق الاقتداء به على المستوى الوطني، أو يوثق لتسمعه الأجيال القادمة في عهد كويت جديدة، جميلة ومتطورة، قوية ومتحابة، وحاضنة لإبداعات أبنائها وإخلاصهم، فهو ما ارتجله عبر عبق الشباب الكويتي عبدالله بوفتين نيابة عن إخوانه وبني وطنه كخلاصة لجهد استمر سنة كاملة في المؤتمر الوطني للشباب أمام صاحب السمو الأمير حفظه الله.
وبداية أتشرف وأعتز أن أقول بأن بوفتين وكلامه يمثلني كمواطن، وإن كنت في عمر والده، فقد اختزل الكويت ودونما مجاملة بالتنفيس عن آلامها وتشخيص عمق مشاكلها والإعلان عن هويتها، والطموح بمستقبلها في مدة لم تتجاوز الـ540 ثانية فقط! وأبدع عبدالله في الموازنة بين أدب الخطاب واحترام المقام السامي في محضره من جهة، والشجاعة والجرأة في الطرح العلني، فكان بالفعل كلاماً يخرج من القلب ليدخل في القلب، بل جاءت الكلمة الناجحة في المكان المناسب وفي الوقت المناسب وأمام الشخص المناسب لتكسبها قيمة مضافة فوق قيمتها الحقيقية. وقد سرح بي التفكير والتأمل وأنا أتابع تلك العبارات الأنيقة والكلمات العميقة ونبرة الإخلاص، ومحيّا التحدي في عبدالله بوفتين، لأتساءل وبكثير من الأمل والتفاؤل كم عبدالله عندنا في الكويت؟ وسرعان ما جاء الجواب مدوياً من تفاعل الحضور وفي مقدمتهم سمو الأمير والحضور الكثيف وما أعقب ذلك من ردود الأفعال المدوية من وراء شبكات التواصل الاجتماعي التي لم تهدأ بأن هناك عشرات الآلاف من نسخة بوفتين بين الشباب من المشارب والأطياف والانتماءات الكويتية المختلفة الذين يستحقون بالفعل بلداً أفضل في كل شيء، لأن عقولهم أكبر ونفوسهم أنقى وطموحهم أرقى منّا أيضاً في كل شيء!ولله درك يا عبدالله فقد أفحمت الكثير من البؤساء، وتفوقت على العديد ممن يلعبون بمشاعر الناس من أجل مصالح فردية وضيقة، وفضحت ضعاف النفوس ومرضى القلوب ممن لا يتحملون أن يروا بعينين أن بلدنا يستوعب الجميع، وكشفت عورة أولئك المتملقين والمنافقين والمتزلفين لكبار المسؤولين من أجل مكتب وثير أو مسمى مثير أو حظوة رخيصة!ولا تبالي بتلك التعليقات اليائسة من قبل فئة صغيرة ونكرة ولو كان لبعضها مسميات اصطنعوها لأنفسهم لأنك أوجعتهم ضرباً فكان الصراخ على قدر الألم، خصوصاً بعد أن وقفت لك الكويت احتراماً.فأكمل هذا المشوار مع أخواتك وإخوانك في الكويت من شمالها إلى جنوبها ومن خيرة أبناء قبائلها وعوائلها وطوائفها ومشاربها الفكرية والسياسية والاجتماعية وعلى بركة الله تعالى.
مقالات
بوفتين... مشروع دولة!
15-03-2013