التشكيل يخطف الأضواء في مصر

نشر في 23-01-2013
آخر تحديث 23-01-2013 | 00:02
طرح عدد من الفنانين المصريين إبداعاتهم في قاعات العرض في القاهرة والإسكندرية أخيراً، فشهدت حضوراً واسعاً من النقاد والمثقفين ومحبي الفنون الجميلة.
بدأت الفعاليات التشكيلية الأخيرة في مصر بأربعة معارض تشكيلية للشباب، افتتحها رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية د. صلاح المليجي في مركز «سعد زغلول الثقافي»، حيث لفت أحمد ناجي الحضور بأحدث رسوماته لكونه كفيفاً ويبدع ببصيرته وإحساسه الفني، وله مشاركات عدة نال خلالها جائزة المركز الثاني في صالون سعد زغلول الثالث عام 2011.

وأثارت لوحات ناجي الدهشة بفعل إتقانه الحدسي لمسافات الظل والتكوينات النابعة من خبرات تشكيلية ووجدانية، من بينها لوحة «وجه» بطاقتها الشعورية وألوانها المجسدة لرغبة الانفلات إلى عالم الضوء، وتعاريج الظلال لملامح كاريكاتورية تنفلت من بصيرة المبدع وذاكرته المتوهجة.    

مرام عبد المغني قدمت أحدث لوحاتها في مجال التصوير، وهي شاركت في معارض عدة أهمها معرض خاص في مركز «الجزيرة للفنون» عام 2008، كذلك شاركت في صالون الشباب السادس عشر عام 2004. تتميز لوحات عبد المغني بألوانها الموحية بالتوهج والجسارة، وتشكيل فضاء مزدحم بكائنات ودورة عمل متصل، وإيحاء حركي لا يعترف بالسكون، وطاقة النزوع  من الهامش إلى مركز محتدم بلون الحريق.

وفي مجال التصوير الرقمي، قدم الفنان وليد الصاوي مجموعة متميزة من أعماله في هذا المجال، واستطاع بأدائه التقني وقدراته ورؤيته الفنية أن يكون أحد الفنانين المتألقين في هذا المجال، وله مشاركات سابقة في معارض جماعية عدة.

يذكر أن تقنية التصوير الرقمي ظهرت في تسعينيات القرن الماضي، كأحد أشكال التصوير الضوئي، وتستخدم التكنولوجيا الرقمية لمعالجة الصور دون المعالجة الكيماوية.

كذلك عرضت ميشيل بورك جرجس (مصرية - إيرلندية) أحدث مشاريعها الفنية في مجال الرسم الأدائي معبرةً عن التركيبة التي تمثل ثراء الشخصية المصرية وتفردها باستخدام تشكيلات تجمع بين أشياء وعناصر تمثل مظاهر الحياة اليومية للإنسان العربي وتمزجها بمكونات ميكانيكية حديثة.

عودة إلى الجذور

تضم «جماعة الفن المصري» مجموعة جادة من الفنانين والنقاد في مختلف فروع الفن، وأعلنت أخيراً تأسيس جماعة فنية هدفها العودة إلى جذور التراث المصري. ويقول المتحدث الإعلامي باسمها محمد الطويل: «تأسيس هذه الجماعة مبعثه الشعور الوطني لدى مؤسسيها نحو تقديم وإحياء الموروث الفني المصري مع إلقاء الضوء على المواهب الشابة الجادة وتقديمها لجمهور الفن التشكيلي من خلال المعارض». وأقامت الجماعة معرضها التشكيلي الأول في قاعات جمعية محبي الفنون الجميلة في القاهرة، وافتتحه رئيس جمعية محبي الفنون الجميلة د. أحمد نوار بحضور كوكبة من الشخصيات العامة وكبار الفنانين في مختلف المجلات.

وضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية في مختلف فروع الفن التشكيلي لنحو 43 فناناً مصرياً ينتمون إلى مدارس وأجيال مختلفة.

ومن بين المشاركين في المعرض: عمر النجدي، جورج البهجوري، محسن شعلان، نجوى العشري، الزعيم أحمد، عبد العزيز الجندي، سمير فؤاد، طاهر عبد العظيم، وسامح إسماعيل.

مقتنيات نادرة

امتدت الفعاليات إلى مدينة الإسكندرية، حيث شهدت حضور عدد كبير من  الفنانين والنقاد بين أروقة متحف الفنون الجميلة كصرح للإبداع  التشكيلي  والمقتنيات النادرة  لأشهر فناني العالم. والمتحف ازدانت جدرانه وأروقته بروائع الأعمال الفنية التي تعود إلى مجموعة من أشهر فناني العالم ومبدعيه، وتنوعت في المدارس والثقافات بل والحضارات الإنسانية على مدى القرون الماضية، واتفق النقاد على أن مقتنياته تحمل معاني الفن والجمال ومدى قدرة الإنسان على الإبداع، وتجاور روائع الرواد والمستشرقين، ومجموعة لمقتنيات تنتمي إلى أوروبا من القرن السادس عشر إلى القرن العشرين.

كذلك شهد متحف «أحمد شوقي» في القاهرة فعاليات تشكيلية وثقافية عدة، وقد زار رجل الأعمال المقيم في أميركا كريم الدمرداش، حفيد أمير الشعراء، منزل جده الذي أصبح الآن متحفاً يُخلد ذكراه العطرة وسيرته الخالدة.

يذكر أن متحف «أمير الشعراء» التابع لقطاع الفنون التشكيلية أُفتتح أخيراً بعد ترميمه على يد نُخبة من المرممين والخبراء، ويتميز بمقتنياته النادرة وتحويله إلى صرح  للفعاليات والأحداث الثقافية المختلفة.

back to top