أبو إسماعيل... «أسد الشريعة» في مصيدة الجماعة
النيابة تستمع لأقواله بعد غد و«الأوقاف» تطالبه بتجنب السياسة
«كل رجالك باعوك يا أبوإسماعيل»... يبدو أن هذه العبارة ستكون لسان حال المرشح السابق للرئاسة، الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، بعدما تخلى عنه الجميع، حيث سيمثل بعد غد لسماع أقواله في البلاغ المقدم ضده من المحامي سمير صبري. وقال صبري لـ»الجريدة» إن النيابة العسكرية ستستمع لأقواله في البلاغ الذي يتهمه بالتطاول على وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي بوصفه «ممثلا عاطفيا» على شاشة إحدى الفضائيات.وفي مقدمة الجهات التي تخلت عن الرجل الملقب بـ»أسد الشريعة»، جماعة «الإخوان المسلمين»، وحزبها «الحرية والعدالة» الحاكم في مصر، عقب مطالبة وزير الأوقاف المصرية، طلعت عفيفي - المحسوب على الإخوان- الشيخ أبوإسماعيل، أمس، بالابتعاد عن المؤتمرات السياسية، خلال دروسه في مسجد «أسد بن الفرات» في «حي الدقي»، غير البعيد عن ميدان التحرير.الضربات التي تلقاها أبوإسماعيل جاءت من كل اتجاه، أولاً من جماعة «الإخوان المسلمين» حين تخلت عنه خلال أحداث عدة، بينها «أحداث العباسية» في مايو العام الماضي، وخلال هجوم عدد من أنصاره على مقر حزب «الوفد» قبل شهور، رغم أن أبوإسماعيل، هو في الأصل نجل قيادي إخواني كبير، وسبق أن ترشَّح على قائمة الجماعة في الانتخابات البرلمانية عام 2005.وقبل شهور تلقى الضربة الثانية من الشرطة، التي ألقت القبض على رئيس حملته الانتخابية، خلال انتخابات الرئاسة العام الماضي، ومنسق حركة «حازمون»، جمال صابر، بعد اتهامه ونجله بالتورط في قتل أحد الأشخاص خلال مشاجرة في حي شبرا. ولم تكن الجماعة، التي يحكم أحد قادتها مصر منذ يوليو من العام الماضي، آخر من يتخلى عنه، ولكن جاءت «الدعوة السلفية» لتعلن على لسان نائب رئيسها الدكتور ياسر برهامي أن أبوإسماعيل إخواني ولا ينتمي إلى التيار السلفي، في حين لم تعلن «الجماعة الإسلامية» موقفها منه بعد، لافتة إلى وجود خلافات بينهما، بعد رفض أبوإسماعيل التحالف معها باعتباره رئيس حزب «الراية» -»تحت التأسيس»- في الانتخابات البرلمانية المقبلة.الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، علي عبدالعال، فسَّر تخلي الجميع عن أبوإسماعيل، بحرص الأخير على الاستقلال، وقال عبدالعال: «لهذا السبب ترفض جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية والتيار السلفي دعمه، لأنه لا يرضى بالعمل ضمن منظومة، وبالتالي لا ينتمي إلى أي تيار، بل يحتفظ بمناصرين ومؤيدين من التيار السلفي الجهادي».