محفوظ عبد الرحمن: «النيل في الآداب» أعادتني إلى الحياة

نشر في 05-09-2013 | 00:02
آخر تحديث 05-09-2013 | 00:02
«ناصر 56، أم كلثوم، بوابة الحلواني، حليم»، وغيرها من أعمال تحمل توقيع المؤلف الكبير محفوظ عبد الرحمن وتعتبر علامات مضيئة في تاريخ الدراما العربية، خولته نيل «جائزة النيل في الآداب» تتويجاً لمشوار طويل من الإبداع والنجاح.
عن رحلته الطويلة مع الفن التي تمتد إلى 50 سنة والجائزة وقضايا كثيرة كان اللقاء التالي معه.
كيف تلقيت خبر حصولك على جائزة «النيل في الآداب»؟

سعدت لسببين، الأول لأنني ابتعدت عن الساحة أكثر من خمس سنوات نتيجة ظروف صحية واعتقدت أنني خرجت من الوسط الفني ولن يتذكرني أحد، فانتابتني حالة نفسية سيئة. لكن أخرجتني الجائزة من هذه الحالة وأعادت إلي التوازن النفسي. السبب الثاني، أن هذه الجائزة منحت لكل من نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس ولم أتوقع أو أحلم أن يورد اسمي مع هؤلاء العمالقة.

عدم انتظارك للجائزة هل سببه التشكيك الذي يرافق هذه الجوائز عموماً؟

عادة، كانت هذه الجائزة تمنح للأصدقاء والمقربين من كبار المسؤولين أو لأعضاء «الحزب الوطني»، فأصبحت مشبوهة حتى هرب منها كل مبدع أو فنان يحترم تاريخه وجمهوره. أما اليوم فاختلف الأمر لأنه لا يوجد نظام أو حزب حاكم يتملقه البعض وينافقه البعض الآخر، بالإضافة إلى أن معظم الأسماء معروف عنها عدم انتمائها إلى أشخاص أو أحزاب وليست من المهرولين خلف الجوائز أو منافقي الحكام.

كتبت في مجالات الإبداع كافة أيها أقرب إليك؟

الإذاعة والمسرح هما الإبداع الحقيقي والأقرب إلي. في الإذاعة الحوار مهم لأنه يغني المستمع عن الصورة، لذا أجد متعة في الكتابة فيها كذلك المسرح. أما السينما والتلفزيون فهما للشهرة والمال والتاريخ أيضاً.

كيف تتعامل مع الكتابة؟  

أكتب لمجرد الكتابة ولم أسعَ إلى شهرة أو مال. أكتب ما أقتنع به أو أحبه.  أما مسالة تنقلي في الكتابة بين هذه المجالات، فاعتمدها عندما أتعرض لضغوط أو إغراءات.

إلامَ ترقى علاقتك بالدراما التاريخية والسير الذاتية؟

بدأت الحكاية عندما كتبت مسلسل «عبد الله النديم» وحقق نجاحاً، بعد ذلك طُلب مني كتابة مسلسل «سليمان الحلبي»، ومع كل نجاح كنت أنطلق في عمل آخر، فاعتقد الناس أنني متفرغ لهذا النوع من الكتابة.

كيف تختار الشخصية التي تصلح للكتابة عن حياتها أم يطلب منك ذلك؟

 أكتب ما أقتنع به أو أشعر برغبة في الكتابة عنه، مرة واحدة طلب مني كتابة عمل عن «سليمان الحلبي»، فكتبته لاقتناعي به، غير ذلك أرفض الكتابة عن شخصية لا أقتنع بها مهما كانت الإغراءات.

هل ثمة شخصيات رفضت الكتابة عنها؟

بعد النجاح الذي حققه مسلسل «أم كلثوم» طلب مني وزير الإعلام الأسبق ممدوح البلتاجي كتابة دراما عن محمد عبدالوهاب وزوجته نهلة القدسي، لكني رفضت لأنني لا أعمل إلا عن اقتناع ولا أكتب سوى الحقيقة، ولو فعلت ذلك لكره الناس عبد الوهاب أو كرهوني أنا.

كذلك رفضت كتابة دراما عن الشيخ متولي الشعراوي رغم مكانته الكبيرة، لكن لم تستهوني حياته للكتابة عنها لأنها غير ثرية درامياً، وأنا لا أكتب لمجرد أن الشخصية مشهورة أو حققت نجاحاً. كذلك رفضت كتابة مسلسل عن صباح، رغم الأجر الكبير الذي عرضه المنتج علي، لأن صباح، من وجهة نظري، لا تستحق الكتابة عنها كونها ليست على مستوى أم كلثوم أو ليلى مراد، وسيقتصر العمل على حياتها الشخصية وزيجاتها الكثيرة، وهذا ما لا أرضى به أبدًا.

ما سبب فشل مسلسل «أهل الهوى»؟

قد تتعجب حينما أقول إنني بعد الانتهاء من كتابته، كنت على يقين من أنه سيحقق نجاحاً أكبر من النجاح الذي حققه مسلسل «أم كلثوم» لأنه أفضل منه من حيث النص، لكن الشركة المنتجة لم توفر له الإنتاج والاهتمام الكافي ليخرج بشكل جيد، لاعتقادها بأن النص الجيد وحده كفيل بإنجاح المسلسل، متناسية أن ثمة عوامل أخرى للنجاح لم تتوافر له منها الإنتاج والإخراج الجيد، لذا جاء فقيراً إنتاجيا وفنياً، ومما زاد في الأمر أنه  عرض في  توقيت سيئ مجاملة لإحدى النجمات التي حددت موعداً لعرض مسلسلها، فتغيّر موعد عرض «أهل الهوى» لأجلها.

في المقابل، توافرت لمسلسل «أم كلثوم» عوامل النجاح، هنا يكمن الفرق بين إدارة لها علاقة بالفن وبين موظفين لا علاقة لهم به يدمرون شركة «صوت القاهرة» والإنتاج الحكومي.

ما رأيك بحملة مقاطعة الأعمال التركية؟  

أنا ضد أي مقاطعة أو منع للفن، إلا إذا كانت أعمالاً إسرائيلية، وعلى صانعي الدراما أن يسمحوا بدخول أنواع الفنون إلى الساحة المصرية وأن ينتجوا أعمالا جيدة تنافس أي دراما وافدة وتتفوّق عليها، وبعدها سيتحقق لهم ما يريدون. أما ما يحدث الآن فهو فشل في المنافسة وعدم قدرة على المواجهة. وقد تم استغلال الأحداث السياسية لإخلاء سوق الدراما من أي دراما جيدة تستطيع منافسة الدراما المصرية الضعيفة.

لو طلب منك كتابة عمل عن مبارك أو مرسي أيهما تختار؟

اختار محمد مرسي طبعاً، لأن جرعة الكوميديا ستكون عالية. بالنسبة إلى مبارك، التقيته مرات وكانت بيننا علاقة إنسانية وأعترف أنني خدعت فيه، إنما لا أستطيع الكتابة عنه لأني لن أتجرّد من أهوائي الشخصية سواء هاجمته أو جاملته.

ما جديدك؟

لدي مشاريع في الدراما التلفزيونية والسينما، وقريباً سأبدأ عملاً مسرحياً، لكن الإفصاح عن الأعمال قبل التعاقد عيها أفسد عليّ مشاريع كثيرة، فقد سبق أن أعلنت نيتي كتابة سيرة ذاتية لفنان كبير، وفوجئت بأكثر من مشروع عنه فور إعلاني الخبر.   

 

back to top