هل كان غيابك عن الساحة الفنية تحضيراً لألبوم جديد أم مواجهتك صعوبات معينة؟

Ad

يتطلّب كل عمل جميل وجديد جهداً وتحضيراً وسهراً، هكذا يمكن اختصار غيابي لسنتين عن الساحة الفنية، ولم يكن بسبب صعوبات أو مشاكل، فأنا تعاقدت مع شركة {لايف ستايلز ستوديوز} التي تدعمني وتقف إلى جانبي. ثم تابعت أدق التفاصيل في ما يخصّ الكلمات والألحان والتنفيذ والتوزيع، وأمضيت معظم وقتي في السفر من بلد إلى آخر وفي تسجيل الأغاني، ليكون الألبوم متكاملاً وعلى قدر طموحاتي وطموحات الجمهور الذي انتظر جديدي خلال هاتين السنتين.

لماذا اخترت عنوان {ولا يهمك}؟

تحمل هذه العبارة في طياتها راحة للشخص، ففي أي موقف تواجهه جميل أن تجد إلى جانبك من يساندك ويقول لك: {ولا يهمّك}.

أخبرينا عن  الألبوم.

يتضمن أغنيات اخترتها بعناية وهي باللهجات: اللبنانية والمصرية والخليجية والتونسية، وقد استمتعت بأداء كل لهجة وراضية عن المضمون. أما الحكم الأول والأخير فهو للجمهور الذي أتمنى أن أصل إلى أوسع شريحة منه في العالم العربي، لأن الفن في نظري لا هوية له.

مع من تعاملت من الشعراء والملحنين وكانت لهم بصمتهم في الألبوم؟

كل شخص شارك في الألبوم ستكون له مساهمة في نجاحه بإذن الله. طبعاً تعاملت مع أسماء جديدة وأخرى لها باع طويل في عالم الفن، على غرار جان- ماري رياشي الذي كانت له بصمته الخاصة لناحية التوزيع والموسيقى والأفكار، بهاء الدين محمد، محمد رفاعي، أمير محروس، أحمد مصطفى، ناصر الصالح، وليد فايد، عبدالله بوراس...

ألا يعتبر طرح عمل جديد في هذه الظروف مخاطرة؟

الفن بالنسبة إلي رسالة فرح وأمل وسلام، ويشكل حاجة لدى الناس في أي وقت وأي ظرف.

ألم تفكري بطرح أغنيات منفردة بدل الألبوم؟

بصراحة فكرة الألبوم لم تكن واردة، وكان المشروع طرح أغنيات منفردة، لكن حين بدأت التحضير والعمل على الأغنيات حرصت على أن تكون كل أغنية {ضاربة} بحد ذاتها، وقررت ضمها في ألبوم واحد لأنها مميزة وقادرة على أن تكوّن عملا متكاملا، وأفتخر بكونه ألبومي الأول.

عادة تحرق الأغنيات بعضها البعض في الألبوم.

كل أغنية حالة بحدّ ذاتها، وتحاكي حالات مألوفة في حياة كل شخص. بالإضافة إلى أن التنويع الموجود في الألبوم في ما يتعلق بالكلمات والألحان واللهجات يبعد نظرية حرق الأغنيات لبعضها البعض. أنا مصرّة على دعم أغنيات الألبوم كافة، كذلك الأمر بالنسبة إلى شركة الإنتاج، والتوفيق من عند الله تعالى.

هل أنت راضية عن أصداء أغنية {إمتى نسيتك} باللهجة المصرية التي طرحتها تمهيداً لطرح الألبوم؟

فوجئت بالنجاح الذي حققته هذه الأغنية في وسائل الإعلام وبسرعة انتشارها بين الناس وتأثرت بتفاعل الجمهور معها، خصوصاً المصري.

وعن أصداء الكليب الذي يعرض على الشاشات؟

بالطبع، فقد أحبّ المشاهدون الكليب لأنه طبيعي وعفوي وجديد. أما فكرته فهي لمدير أعمالي عمّار لطيف وشركة {لايف ستايلز ستوديوز} وأنا، وقد طرحناها على المخرج فادي حداد الذي نفذّها بطريقة مناسبة.

هل من تعاون جديد مع حداد؟

حداد أحد المخرجين الذين طرحنا عليهم فكرة كليب أغنية ثانية من الألبوم، وسيتم اختيار الأفضل. حمّلنا نجاح كليب {إمتى نسيتك} مسؤولية وفرض علينا التأني في الاختيار.

إلى أي مدى تشبه الشخصيّة الهادئة والراقية التي تجسدينها في كليباتك شخصيتكِ الحقيقية؟

كتب أحد المعجبين تعليقاً على الـ {فيسبوك} أحببته جاء فيه: {إذا كنتم تريدون معرفة شيما الصادقة تابعوا أعمالها المصورة}، ما يعني أن شخصيتي واحدة أمام الكاميرا وفي حياتي العادية. ثم ساهمت مشاركتي في برنامج {ستار أكاديمي} على مدى أشهر على الهواء مباشرة في تعريف الناس إلى شخصيتي.

كيف تقيّمين تجربتك في الأغنية الخليجية؟

ممتعة وجميلة. أعشق اللهجة الخليجية وأغنّي منذ طفولتي للفنانَين طلال المدّاح ومحمد عبده ولدي اطلاع واسع على الفن الخليجي، لذا لا صعوبة لدي في أداء اللهجة. بالإضافة إلى أنني اجتهدت في التحضير لسائر أغنيات الألبوم، لأنني أرفض أن أخطو أي خطوة ناقصة وأنتظر بفارغ الصبر لمعرفة ردة فعل الجمهور الخليجي.

هل تقديمك أغنيات باللهجة اللبنانية بادرة وفاء للبنان الذي شكل انطلاقتك الفنية الفعلية؟

الأغنية اللبنانية محبوبة في أنحاء العالم العربي ولديها احترام خاص في قلبي، فأنا أحبّ هذا البلد الذي احتضنني وانطلقت في برنامج {ستار أكاديمي} الذي بثّ على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، والأغنية الأولى التي قدمتها كانت لبنانية بعنوان {مين بيعشق بدقيقة} فحصدت إعجاب الناس، وبالتالي لا يمكن أن يخلو أول ألبوم خاص بي من اللهجة اللبنانية.

لا نشاهدكِ في برامج الشاشة التي تخرجتِ فيها، لماذا؟

بسبب إنتاجاتي القليلة، لكن مع ألبومي الجديد أتمنى الإطلالة عبر هذه الشاشة وفي برامج رولا سعد تحديداً التي لها مكانة في قلبي.

هل تتابعين الأحداث والتغيرات في العالمي العربي؟

ليست السياسة ضمن اهتماماتي، لكني كمواطنة عربية أتابع النشرات الإخبارية، لأكون على بينة مما يحصل في كل بلد عربي كونه يؤثر علينا جميعاًً على الأقل على المستوى الإنساني. أتمنى عودة السلام والهدوء إلى منطقتنا العربية بأسرع وقت ممكن.

هل ستكررين تجربة الأغنية الوطنية بعد {تونس الخضرا}؟

بالطبع، لا تحمل أغنية {تونس الخضرا} معاني سياسية بقدر ما تعبّر عن مشاعر الفرح والحب للشعب التونسي، وما زالت تذاع في المناسبات ويطلبها الناس.

يصفكِ أهل تونس بالوجه الفني المشرق لبلدهم، كيف اكتسبتِ هذه الثقة؟

أنا إنسانة صادقة مع نفسي ومع الآخرين، والجمهور قادر على التمييز بين الفنان الحقيقي والفنان المزيّف. هذه المحبة التي يغمرني بها شعب بلدي تونس لا تشرى ولا تباع، ولطالما دفعتني إلى الاستمرار ومدّتني بالقوة والصبر. تحمّلني عبارة {رفعتِ رأس تونس} التي أسمعها دائماً مسؤولية، وألمس هذه المحبة من خلال يومياتي في تونس وحضوري في الأماكن العامة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.

هل ندمت يوماً على خوضك مجال الفن؟

واجهت ظروفاً إنتاجية صعبة وشعرت بتعب نفسي لافتقاري إلى الدعم والإنتاج لتقديم أعمال جديدة مع أنني واثقة من إمكاناتي الفنية، ووصل بي الإحباط أحياناً إلى عدم القدرة على متابعة وسائل الإعلام... مع ذلك لم أستسلم والفضل لرب العالمين الذي وضع في طريقي شركة {لايف ستايلز ستوديوز}، فمنحتني ثقتها وأعادتني إلى الساحة الفنية من خلال {ولا يهمك}، وأعادت أملي بالمستقبل.

إلى أي مدى يمكن أن تستفز عودتكِ أشخاصاً آخرين؟

 لا أشغل نفسي بهذا الموضوع وأحصر تركيزي في عملي لأكون عند حسن ظنّ الجمهور، وعلى الجميع الاقتناع بمقولة أن {أحداً لا يأخذ شيئاً من درب أحد}، والساحة الفنية مفتوحة للجميع والتوفيق من عند الله.

كيف تقيّمين علاقتك بالصحافة؟

جيدة جداً. تقف الصحافة إلى جانبي وتدعمني باستمرار. أشكر الصحافيين كافة سواء كانوا مقربين مني أو بعيدين وأتمنى التواصل مع الجميع.

بعد تقديمك {ديو} {رجعلي أو رجعني} مع عاصي الحلاني، هل من الممكن أن تقدمي على هذه الخطوة مجدداً؟

لم لا؟ لا مشكلة لدي سواء كان الديو مع صوت نسائي أو رجالي، شرط أن يكون مناسباً ويشكّل إضافة إلي.

هل تربطك علاقة مع الفنانين التونسيين كصابر الرباعي ولطيفة...؟

أحترمهم لأنهم قدموا صورة مشرفة عن بلدنا. خلال سفرتي الأخيرة من بيروت إلى تونس صودف وجودي على الطائرة نفسها مع الفنان صابر الرباعي، فتبادلنا الحديث وتعرفت إليه عن قرب وهو فنان حقيقي.

ماذا عن الحفلات؟

سأحيي حفلة في مصر وأخرى في مهرجانات في تونس وأدرس عروضاً لحفلات أخرى.

تعرض أعمالك على شاشة {روتانا} رغم أنك لست ضمن باقة نجومها.

صحيح، فهي شركة ناجحة واحترم القيّمين عليها، وأقدّر مبادراتها الدائمة تجاهي.

هل انتهى الخلاف حول أغنية {أنا نهواك} التي هي ملكك وغنتها مايا دياب؟

{صفحة وطويتها} كما يقول وائل كفوري في إحدى أغنياته (تضحك).

هل تخشين من الغد؟

أبداً. الإنسان المؤمن الذي يمشي دربه بشكل صحيح لا يخاف.

أين تجدين نفسك قوية وأين تجدين نفسك ضعيفة؟

ضعيفة أمام الحالات الإنسانية والأهل وقوية في الحالات الأخرى.

ما المعايير الأساسية لاستمرار الفنان برأيك؟

الذكاء في الدرجة الأولى، الصوت الجميل والأخلاق الحسنة. يتطلب الفن تضحية والتضحية بنظري بعيدة كل البعد عن التنازل.

إلى من توجهين الشكر؟

إلى مدير أعمالي عمّار لطيف الذي يساندني وإلى الأهل والمحبين والشعراء والملحنين الذين تعاملت معهم في ألبومي الجديد. أتمنى أن أتعاون معهم ومع شعراء وملحنين غيرهم في المستقبل. كذلك أشكر شركة ميلودي وشركة «أرابيك ريكورديد ميوزيك» ARM  فحين استمعتا إلى الألبوم تبنتا توزيعه.