مصر في مواجهة «الفتنة» والشيعة تحت مقصلة «السلفية»
اشتباكات في محيط دار القضاء العالي بين متظاهرين ومجهولين
قبيل انطلاق الاحتفال بأسبوع الآلام المسيحي غدا، شهدت مصر أمس، تصعيدا في ملف الفتنة الطائفية بعد وقوع اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين في مدينة الواسطى بمحافظة بني سويف جنوبي القاهرة، على خلفية اختفاء فتاة مسلمة منذ أكثر من شهر، واتهام شاب مسيحي بانه اختطفها وتزوجها.ونشبت الاشتباكات الطائفية عقب صلاة الجمعة، وتبادل خلالها الطرفان التراشق بالحجارة وزجاجات المولوتوف، وذلك على خلفية اتهام نجل أحد الأسر المسيحية بالقرية باختطاف فتاة مسلمة والهروب معها إلى تركيا منذ أكثر من شهر.كما اختطف مجهولون مسيحيا ونجله، في مدينة رفح بشمال سيناء، أمس أثناء عودتهما إلى منزلهما، واقتادوهما إلى جهة غير معلومة. خطورة الحادث تأتي على خلفية دعوات من تيار السلفية الجهادية في سيناء بضرورة إخلاء رفح من المسيحيين، وقال مصدر أمني برفح إن الخاطفين طالبوا بفدية قدرها نصف مليون جنيه لإطلاق سراحهما، في تكرار لحادثة مشابهة بعد اختطاف مواطن قبطي في مدينة "الشيخ زويد" جنوب رفح، تم إطلاق سراحه بعد دفع فدية مالية. وشهدت مدينة الكشح بمحافظة سوهاج جنوبي القاهرة، أمس حادثة مروعة راح ضحيتها أسرة مسيحية مكونة من أم وثلاثة أبناء، قضوا ذبحا، ما أشاع حالة من الذعر بين أهالي المنطقة، وتواصل الأجهزة الأمنية تحرياتها لكشف ملابسات الحادثة، فيما اتهم رب الأسرة المجني عليها، جاره المسيحي، أمام جهات التحقيق بارتكاب المذبحة بعد رفض الأب تزويجه من ابنته ذات الـ19 ربيعا، ما ينفي عن الحادث أيّ أبعاد طائفية.في غضون ذلك، واصلت التيارات السلفية في مصر هجمتها على ما وصفوه بـ"المد الشيعي الإيراني"، خلال مؤتمر "الشيعة هم العدو فاحذروهم" الذي انتهى مساء أمس الأول، بحضور قيادات من التيارات السلفية المختلفة، على خلفية التقارب السياسي بين نظام جماعة "الإخوان المسلمين" الحاكم في مصر والنظام الإيراني، وبعد السماح للسياح الإيرانيين بزيارة مصر.وشن القيادي في "الدعوة السلفية" أحمد فريد، خلال كلمته بالمؤتمر، هجوما حادا على مساعي حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" للتقارب مع إيران، وفتح أبواب البلاد أمام "التطبيع مع الشيعة".في المقابل، حذر القيادي الشيعي المصري محمد الدريني من خطورة دعوات القيادات السلفية من تصفية رموز الشيعة في مصر، كاشفا لـ"الجريدة" تقدمه ببلاغات للنائب العام ضد مواقع إلكترونية سلفية قامت بنشر عناوين إقامة الشيعة في مصر، والتهديد بملاحقتهم وإيقاع الأذى بهم، متهما الأمن بالتواطؤ مع تلك الجماعات، بعد أن سيطرت التيارات السلفية والإخوان على مفاصل الدولة منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، خاصة في ظل ضعف جهاز الشرطة، على حد قوله.ميدانيا، شارك المئات من المتظاهرين المنتمين لمختلف القوى الثورية والحركات الاحتجاجية أمس، في مسيرة "تأييد ومساندة القضاء"، التي انطلقت من ميدان التحرير، وصولا إلى مقر دار القضاء العالي، للتأكيد على دعمهم ومساندتهم لمؤسسات القضاء والأحكام القضائية، قبل أن يشتبكوا مع مجهولين هاجموا المسيرة.وكان محيط مقر جماعة "الإخوان المسلمين" في مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، شهد مساء أمس الأول، أعمال كر وفر بين أعضاء الجماعة من جهة، وأعضاء حركة 6 أبريل من جهة أخرى، وهو ما أسفر عن اشتعال النيران في بوابة مقر الجماعة، وإصابة اثنين من شباب الحركة.