تحولت أماكن اعتصام أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي إلى غرف لتعذيب معارضيه، على يد مؤيديه المنتمين إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، التي سقطت شرعيتها في الحكم، عقب اندلاع ثورة شعبية في البلاد في 30 يونيو الماضي، ورصدت محاضر الشرطة الرسمية حالات تعذيب وقتل خلال الأيام الماضية بين ميدان «نهضة مصر» بمحافظة الجيزة، وساحة «رابعة العدوية» (شرق القاهرة) حيث يعتصم «الإخوان».

Ad

واكتظت أقسام الشرطة بمحاضر ضد قياديي «الإخوان»، لتحريضهم على قتل المواطنين، وكانت أبرز هذه الحوادث لشابين ريفيين قدما من محافظة الغربية إلى ساحة «رابعة» في القاهرة، فاعتدى عليهما «الإخوان»، ظناً أنهما جاءا للتجسس عليهم، حيث قضى أحدهما نحبَه، وتمكن الآخر من الهرب. كما ألقت الشرطة القبض على خمسة إخوانيين بتهمة تعذيب شاب وبتر سبّابته في ساحة رابعة، بحجة سرقته متعلقات المعتصمين، وأطلق أنصار مرسي الرصاص على سائق شرطة لتعليقه صورة لمرسي عليها علامة «X» على سيارته.

حوادث شبيهة وقعت في ميدان «نهضة مصر»، إذ قتل ضابط شرطة، كان يقود سيارته ووقع في كمين اعتصام «الإخوان»، فضربوه ومزقوا جسده بـ120 طعنة أودت بحياته، كما قام أنصار مرسي بتعذيب وسحل ضابط جيش بالمعاش حتى الموت، في حين سجلت الجمعة الماضية آخر ضحايا «الإخوان» عندما طعن أنصار مرسي أمين شرطة في شارع فيصل بمحافظة الجيزة، وسرقوا سلاحه الميري، وفروا هاربين. 

رئيس «المنظمة العربية للإصلاح الجنائي» محمد زارع، يؤكد أن ما يفعله أنصار مرسي من تعذيب وقتل وسحل للمواطنين، يريدون من خلاله توصيل رسالة للشعب مفادها أن الجيش والشرطة غير قادرين على حمايتهم، وكذا إرهاب مؤسسات الدولة، وهم بذلك يخسرون يومياً عدداً كبيراً من المتعاطفين معهم، بسبب قطعهم للطرق وتعذيبهم لمعارضيهم، لذا لابد أن يطبَّق عليهم القانون بحزم.

مدير «البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان»، حجاج نايل، يرى أن ما يفعله «الإخوان» يعبر عن إفلاسهم سياسياً، ويعكس حقيقتهم الفاشية ونزوعهم إلى العنف، كما يشير إلى حقيقة مهمة، وهي أن الإخوان هم الطرف الثالث منذ ثورة يناير 2011.