ودع العراقيون عيد الفطر بموجة تفجيرات حصدت ارواح 74 شخصًا، بالاضافة إلى مئات الجرحى. لكن مراقبين لاحظوا أن كل كبار المسؤولين العراقيين تقريًبا، بمن فيهم رئيس الوزراء نوري المالكي، لم يأتوا على ذكر هذا الانهيار الأمني، وكأن ما حدث كان في كوكب آخر. في غضون ذلك، أعلنت جماعة تابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن تفجيرات يوم السبت الماضي، ونشرت مواقع جهادية بيانًا صادرًا عن الدولة الاسلامية في العراق والشام أكدت فيه أن الدولة الاسلامية استنفرت جانبًا من الجهد الأمني في بغداد وولاية الجنوب وغيرها، لتوصل رسالة سريعة رادعة في ثالث ايام عيد الفطر، مشيرة إلى أن التفجيرات نُفذت ردًا على حملة الاعتقالات التي شنتها حكومة المالكي في اعقاب هروب مئات السجناء من سجنين في بغداد خلال الشهر الماضي. وكان تنظيم القاعدة اعلن مسؤوليته عن عملية اقتحام السجنين ايضًا.
فشل حكوميوأشار مراقبون إلى أن حكومة المالكي، بدلًا من التوقف عند الأسباب السياسية لتردي الوضع الأمني، أخذت تطبل لعملية أمنية واسعة، قالت إنها من أكبر العمليات منذ رحيل القوات الاميركية في نهاية ديسمبر 2011، وانها اسفرت حتى الآن عن قتل أو اعتقال العديد من المسلحين. وايًا تكن النجاحات التي تقول الحكومة إن العملية حققتها حتى الآن، فإنها لم تفلح في وقف نزيف الدم، كما يتضح من مقتل واصابة عشرات في مناطق مختلفة يوم الأحد. وصب المواطنون العراقيون جام غضبهم على الحكومة والأجهزة الأمنية لفشلها في منع انفجار 16 سيارة مفخخة وهجمات أخرى اسفرت عن مقتل واصابة المئات. وقال ابو سامر (64 عامًا)، الذي وقف قرب مكان انفجار سيارتين مفخختين في منطقة الشعب شمالي بغداد، حيث قُتل وأُصيب العشرات: "لن يكون هناك تحسن في وضع العراق، ولا أثق بأي أحد من السياسيين لأنهم يطلقون الكثير من الوعود، لكن نتيجة أعمالهم هي ما يحدث في بلدنا كل يوم". ونقلت صحيفة تايمز عن المهندس الزراعي المتقاعد ابو سامر أنه يأمل في أن يتمكن من ارسال ابنائه إلى الخارج.قسوة تحقيققال بائع السجائر علي الشمري إن الأحزاب السياسية منشغلة بمماحكاتها، فيما يتساقط المواطنون قتلى بالعشرات في انحاء العراق. واضاف الشمري (35 عامًا): "إن وجود حزب واحد وآخر معارض افضل بكثير من وجود عشرات الأحزاب، حتى إذا قالوا إننا بذلك سنكون في نظام دكتاتوري، لأنه أحسن ألف مرة من مقتل عشرات كل يوم". وأكد الشمري وهو أب لثلاثة اطفال، لصحيفة تايمز: "لن أعطي صوتي لأحد ابدًا مرة أخرى، فإلى متى نعيش في هذا الوضع بسبب السياسيين؟". في هذه الأثناء، كثفت الأجهزة الأمنية عمليات التفتيش على الحواجز التي انتشرت في العاصمة بغداد، متسببة بطوابير طويلة من السيارات، وهو إجراءٌ كثيرًا ما يُتخذ بعد كل موجة من التفجيرات الدموية، أو بعد خراب البصرة كما يقول العراقيون.وسجلت أعمال العنف في العراق زيادة حادة هذا العام. واشار محللون إلى أن العراق يعيش أزمة سياسية تتبدى بأسطع مظاهرها في مشاعر التذمر والاستياء السائدة في المحافظات السنية، التي يعيش سكانها حالًا من التهميش والاقصاء، وأخفقت حكومة المالكي في تلبية مطالبهم رغم اشهر من التظاهرات والاعتصامات. ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان السلطات العراقية إلى انهاء اجراءاتها القاسية بعد كل موجة من الهجمات، بما في ذلك تعذيب المشتبه بهم وانتزاع الاعترافات بالاكراه وأحكام الادانة التي تصدر بناء على شهادات سرية.
آخر الأخبار
حصاد "الفطر" العراقي: 74 قتيلًا ومئات الجرحى
13-08-2013