يقول منتج «عشم» محمد حفظي إنه لم يفكر في الإيرادات عندما قرر طرح الفيلم، ذلك لأن الوضع الراهن متوتر والظروف غير مستقرة مع اقتراب 30 يونيو الموعد المحدد للقيام بالتظاهرات الرافضة لحكم «الإخوان»، إلا أنه لم يتمكن من تأجيله أكثر من ذلك، بوصفه التوقيت الأنسب للعرض من وجهة نظره كمنتج للفيلم، مشيراً إلى أن «عشم» من نوعية الأفلام التي لا تحقق إيرادات كبيرة، فهو ليس عملاً تجارياً بالمعنى المعروف، لذلك فإنه يعرض في خمس دور عرض فقط.

Ad

وعن سبب طرحه الفيلم، يرى حفظي أنه ما دام أنتج «عشم» فلا بد من عرضه كي يشاهده الراغبون في ذلك، مؤكداً أن ثمة الكثير من الأفلام التي ينتجها من دون أن يهدف من ورائها إلى الربح، فهو ينتج السينما التي يؤمن بها والمقتنع أنها ستعيش سنين طويلة عن طريق التوزيع الخارجي والإيرادات والأقراص المدمجة والقنوات التلفزيونية.

بدورها تؤكد مخرجة «عشم» ماجي مرجان أنها لا تملك الخبرة والدراية بمواعيد عروض الأفلام، وترى أن عملها ليس من الأفلام الفنية الصعبة التي ينفر منها الجمهور، فهو فيلم خفيف يمكن أن يجذب نسبة جيدة من الجمهور، إلا أنها كانت تتمنى أن يعرض في صالات عدة.

ماجي تتفق مع حفظي في أن الأفلام لا يتم تقييمها بعدد النسخ أو الإيرادات، ولكن الأفلام الجيدة تعيش في ذاكرة السينما وعبر التوزيع الخارجي والقنوات التلفزيونية.

10 جنيهات

الناقد طارق الشناوي يرى أن الأفلام ذات الميزانية القليلة والخالية من النجوم لن تحقق إيرادات حتى لو عرضت في وقت آخر، ذلك لأنها أفلام ليست جماهيرية والمتفرج العادي لم يعتد بعد الذهاب إلى دور العرض لمشاهدة أفلام من دون نجوم، لذلك فإن منتجي هذه الأفلام وموزعيها عليهم التفكير بشكل جديد ومختلف لتعزيز جمهورهم من خلال طرق متنوعة، من بينها على سبيل المثال تخصيص حفلات بعشرة جنيهات فقط بدلاً من 30 و40 جنيهاً، لأن الجمهور الذي يدفع هذه الأموال لا يمكن أن يغامر بمشاهدة فيلم لممثلين غير معروفين، أما تخفيض قيمة تذكرة السينما فإنه سيصنع جمهوراً جديداً مثل طلاب الجامعة الذين قد يقبلون على هذه الأفلام.

ويرى الشناوي أن مخرجي هذه الأفلام عليهم أيضاً مراجعة أنفسهم لمعرفة أسباب نفور الجمهور من أفلامهم، الذي قد يعود لأسلوب السرد السينمائي مثل فيلم «الشتا اللي فات» لإبراهيم البطوط وعمرو واكد، الذي جاء معقداً فأرهق الجمهور، وجعله ينصرف عن مشاهدة الفيلم.

في السياق نفسه، استنكر المنتج والموزع محمد حسن رمزي طرح أفلام المخرجين الجدد ذات الميزانيات القليلة خلال موسم الصيف، مشيراً إلى خطورة طرح تلك الأفلام تجارياً من دون أي دعاية، لأن ذلك سيتسبب بأزمات متعددة للصناعة.

أضاف رمزي أن أي منتج لفيلم تجاري يتخوف من طرحه راهناً، وذلك بسبب الأحداث السياسية الراهنة، إضافة إلى اقتراب شهر رمضان. بالتالي، فإن فكرة طرح أي فيلم تجارياً مجازفة كبرى. أما منتجو هذه الأفلام فواضح أنهم لا يهدفون من ورائها إلى الربح المادي، لذلك لم يهتموا لتوقيت العرض، خصوصاً أن جمهور موسم الصيف معروف أنه يبحث عن الأفلام الكوميدية والخفيفة أو التي يشارك فيها نجوم كبار ولا يقبل على الأفلام الفنية ذات الميزانيات الضعيفة.