لمن نشتكي بعد الله، إلى من نلجأ غير الله، لقد أضحى كل مسؤول حراً في اتخاذ أي قرار، فلا رقيب ولا حسيب ولا رادع له، فهو «يشق ويخيط» في جهته أو وزارته. أهذا ما يريده مدعي محاربة الفساد؟ أهذا هو باب التطور والتنمية أم أن الأمر أصبح كمغارة «علي بابا»، والجميع يريد أن يفتح المغارة وينهب منها ما يشاء؟

Ad

عجيب أمرك يا ابن آدم، بالأمس تنادي بمحاربة ومحاسبة كل من يستخدم نفوذه وصلاحياته ومنصبه في المصالح الشخصية، واليوم تنسف كل ما ناديت به، وينكشف القناع، وتخرج صورتك الحقيقية من البرواز.

هل يعقل أن حلاوة المنصب تنسف المبادئ نسفاً؟ هل يعقل أن الكرسي وما وراءه من أبواب تفتح، وصفقات تعقد، وأرصدة ترتفع أرقامها تميت الضمير؟ هل يعقل أن التكسب الدنيوي ينسيك حساب الآخرة؟

إلى من نشتكي بعد الله، إلى من نلجأ لغير الله، لقد أضحى كل مسؤول حراً في اتخاذ أي قرار، فلا رقيب ولا حسيب ولا رادع له، فهو "يشق ويخيط" في جهته أو وزارته.

أهذا ما يريده مدعي محاربة الفساد؟ أهذا هو باب التطور والتنمية أم أن الأمر أصبح كمغارة "علي بابا"، والجميع يريد أن يفتح المغارة وينهب منها ما يشاء؟ لا عجب في ذلك فكلمة السر "افتح يا سمسم" أصبحت معروفة للقاصي والداني.

بكل أسف... المواطن أصبح مشبعاً بالهموم، وأصبح حال البلد مملاً، والبلاوي في كل يوم تكبر وتكبر، ومازلنا تحت الشعارات الرنانة والزائفة، التي أصبحت نشازاً في مسامعنا.

بكل حرارة لنصفق للهبيشة والنهابة، وندعو لخلع باب مغارة علي بابا، ونترك الكل ينهب، عفواً يسرق... عفوا "يلطش"... عفوا يأخذ حقه منها، إلى أن تفرغ ولا يبقى فيها شيء.

الثقة أصبحت معدومة، وإن وجدت فهي مثل "بيض الصعو" نسمع به ولا نراه، والأمانة ضاعت عندما ذبحت المبادئ على مقصلة النفوذ، والمستقبل بلا هوية أو عنوان ودائماً يموت في مهد الواقع المرير.

وسيظل هذا حالنا، وسيؤول للأسوأ ما لم نرجع إلى مبدأ وضعه سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام عندما قال: لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها، فمتى ما رجعنا إلى هذه المبادئ سيكون حالنا أفضل بكثير.

فما أنا لكم إلا ناصحٌ أمين.