محاولات منح اتحاد كرة القدم ورئيسه صفة لا يمتلكونها ستظل فاشلة ومكشوفة، وبالتأكيد غير مقبولة، بل إنها ستزيد السخط العام الذي يواجهونه بسبب الفشل في الإدارة والتخطيط على جميع المستويات، وأهمها المنتخب الوطني الأول، والمسابقات التي لو أعطيت "لشوية ربع" ممن يخططون لدورات ملاعب "السكيك" لكان الحال أفضل بكثير مما هو عليه.

Ad

نقول إن هذه المحاولات ستظل مكشوفة، لأن رئيس الاتحاد وأعضاءه هم مجرد مواطنين عاديين نقدهم مباح، وحتى مهاجمتهم وكشف أخطائهم أمر مقبول، باعتبارهم شخصيات عامة حتى لو كان بينهم من ينتمي للأسرة الحاكمة، ويحمل لقب "شيخ"، فهذا لا يعني أن ذاته أو من معه أصبحت مصونة، أو نقده و"شلته" أصبح من المحرمات، فالدستور والقوانين المنظمة كفلا حق إبداء الرأي والنقد لأي كان عدا سمو الأمير، الذي حدد الدستور أطر التعامل معه، فإذا كان الدستور والقوانين لم يمنعا المواطن من إبداء رأيه ونقد ومهاجمة سياسة الحكومة ورئيسها أو وزرائه الذين هم أكثر أهمية بألف مرة منكم، فهل تعتقدون أنكم ستصبحون بلوائحكم وأنظمتكم المعيبة منزهين وفوق مستوى النقد؟

أقول ذلك بمناسبة قرارات لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم ضد نادي الكويت وإدارييه، وتحديداً رئيسه ومدير الفريق الأول والمشرف، والتي جاءت مضحكة ومثيرة للسخرية، وهي دون شك تأتي استكمالاً لأدوار الكوميديا التي أصبحت اللجنة تجيد لعبها، والتي أستمتع بها شخصياً، وقد كتبت في آخر مقال لي، والذي نشر قبل حوالي أسبوعين، وتحديداً في 20 مارس، تحت عنوان "طرائف الانضباط"، أنني وجدت ضالتي أخيراً في قرارات اللجنة وتصريحات مسؤوليها باعتبارها وسيلة للترفيه والضحك، ولها القدرة على منافسة "أقدعها تلفزيون ومسرح ونكتة"، ولم تمض أيام قليلة حتى أثبت القائمون عليها صحة كلامي، وقدموا مشهداً جديداً برهنوا من خلاله على "خفة طينتهم" رغم وجود أخطاء كثيرة واضحة في السيناريو المعد كان يمكن تداركها من قبل القائم على العمل الذي تولى التأليف والإخراج.

الاستعجال الذي مرده الغرور بلا شك، والإيمان بعدم الجرأة على المحاسبة من قبل الغالبية، التي تتكون منها الجمعية العمومية للاتحاد، هي أهم مسببات أخطاء السيناريو في مشهد عقوبات نادي الكويت، فمؤلف ومخرج العمل، الذي ادعى قبل يومين أنه لم يكن يعلم عن العقوبات بسبب سفره، كان قد صرح وتحديداً في 18 فبراير الماضي، في مؤتمر صحافي عقد لمهرجان نهائي كأس سمو ولي العهد، بأن لجنة الانضباط ستراجع تصريحات مسؤولي نادي الكويت عن الاتحاد، بخصوص إيقاف اللاعب فهد العنزي، وستنظر في معاقبتهم وتغريمهم إذا كانوا يستحقون، وقال: "خلونا نجمع فلوس لأن الاتحاد ما عنده فلوس".

إذاً سعادة الرئيس فضح نفسه حتى لو كان مازحاً بأن الأمر معد سلفاً، وسبق الإصرار والترصد كانا واضحين منذ البداية، وأظن كما غيري أنه يعتقد أن مثل هذه العقوبات ستكون رادعاً ليس لنادي الكويت، الذي يحاول أن ينتقم منه لمواقف مسؤوليه من تطبيق القوانين الرياضية، خصوصاً تلك التي كان أو مازال منها ما يخالفها هو شخصياً، بل هي رسالة توجه إلى الآخرين لاسيما أعضاء التكتل، الذي يشكل الغالبية في العمومية، والذي يقوده هو بطرف "صبعه الصغير" حتى لا يفكر أحد منهم يوماً في نقد أو مهاجمة المعزب واتحاده مهما كانت الأخطاء والعيوب.

بنلتي

حديث مقرر لجنة الانضباط عن عدم التدخل في عملها من أحد، وأن ذلك كان أول شروط أعضائها لقبول العمل فيها ذكرني بذلك المشهد الخالد للفنان المبدع سعد الفرج في مسرحية حامي الديار، وهو يرد على الراحل الكبير خالد النفيسي "ودي ودي أصدق بس قوية قوية"... تبون الصج الحداق من تحت إلى فوق باليابان أسهل للتصديق من اللي قاله.