المالكي يحذر من حرب أهلية... والجيش يبدأ «التطهير»

نشر في 26-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 26-04-2013 | 00:01
No Image Caption
جماعة عزت الدوري تنضم إلى مقاتلي العشائر... واشتباكات دموية بين الجيش والمتمردين في الموصل
مع دخول عملية اقتحام ساحة الحويجة في كركوك يومها الرابع اليوم، اقترب العراق أكثر فأكثر من الدخول في آتون حرب طائفية لا تبقي ولا تذر. فوسط غياب لمبادرات الحل باستثناء تحذيرات رئيس الحكومة نوري المالكي من "فتنة عمياء"، تصاعدت موجات الانتقام الشعبية، في حين بدأ الجيش في سيناريو "التطهير".

لا تزال توابع اقتحام ساحة الاعتصام في قضاء الحويجة بكركوك الثلاثاء الماضي تتوالى، إذ تصاعدت أمس حدة المواجهات بين الجيش العراقي، الذي أعلن تأهبه لخوض حملة تطهير شاملة، وقوات العشائر التي انضمت لها جماعة "الطريقة النقشبندية" بقيادة الأمين العام لحزب "البعث" المحظور عزت الدوري نائب صدام حسين.

ودارت معركة حامية الوطيس أمس في محافظة نينوى بين رجال الشرطة وإسلاميين مدعومين من "الطريقة النقشبندية" أسفرت عن مقتل نحو 19 من الطرفين.

وأفادت مصادر عسكرية أن ما لا يقل عن عشرة من رجال الشرطة وتسعة من المسلحين قتلوا خلال المصادمات، مبينة أن المسلحين شنوا هجوما وسيطروا على أجزاء في غرب الموصل بعد أن استخدموا المساجد للحشد إلى المعركة.

وعلى إثر ذلك قامت السلطات الأمنية بفرض حظر شامل ومفتوح على تجوال المركبات والأشخاص.

وبينما أعلنت السلطات تحرير 17 شرطياً تم خطفهم في وقت سابق أمس، في عملية قتل خلالها 31 إرهابياً غرب الموصل، دشن الجيش أمس عملية "تطهير" ناحية سليمان بك في محافظة صلاح الدين، التي سقطت بأيدي مسلحي العشائر والإسلاميين.

وأكدت وزارة الدفاع صباح أمس، أن "إرهابيين" سيطروا على مركز شرطة سليمان بك. وقالت في بيان إن "أهالي الناحية يستغيثون بالقوات الأمنية لحمايتهم من الإرهابيين الذين انتشروا في الناحية".

وأوضح مصدر محلي ان مئات الدبابات وسيارات الهمر العسكرية تطوق الناحية التي لجأ غالبية سكانها الى مناطق مجاورة آمنة، مؤكدا أن الجيش يستعد من خلال تجهيزه قطاعات عسكرية مدعومة بالدبابات وطائرات الهليكوبتر لاقتحام الناحية وتطهيرها.

انتفاضة أحرار

في موازاة ذلك، قال المتحدث باسم متظاهري الحويجة حامد الجبوري أمس، "نحن في انتفاضة أحرار العراق أعلنا مبايعتنا الكاملة لجيش الطريقة النقشبندية"، مضيفا: "سنكون جناحا مسلحا تابعا له لنعمل على تطهير العراق من الميليشيات الصفوية، وسننتقم للمجزرة في الحويجة".  وقال منسق الحراك في الحويجة عبدالملك الجبوري إنه "بعد حرق خيمنا واقتحام الساحة قررنا الانضمام كجناح مسلح لجيش الطريقة النقشبندية".

في المقابل، حذر رئيس الوزراء أمس من محاولات إعادة البلاد إلى مرحلة "الحرب الأهلية الطائفية"، قائلاً، في كلمة بثتها قناة "العراقية" الحكومية، "نعم إنها فتنة، والفتنة كالنار تأكل الحطب والهشيم، والفتنة عمياء لا تميز بين المجرم والبريء، وأقول لكم اتقوها فإنها نتنة". ودعا المالكي العراقيين من رجال عشائر وإعلاميين ورجال دين وآخرين إلى "أن يبادروا وألا يسكتوا على الذين يريدون إعادة البلد إلى ما كان عليه في الحرب الأهلية والطائفية".

ولم يتطرق المالكي في كلمته إلى ملابسات أحداث الحويجة، مكتفياً بالدعوة إلى احترام كرامة العسكريين والمدنيين على حد سواء.  وخلال ثلاثة أيام من العنف المتواصل، قتل 148 شخصا على الأقل في العراق وأصيب 280 بجروح، ليرتفع بذلك عدد قتلى شهر أبريل في العراق إلى 363 شخصا، واعداد المصابين الى 979، وفقا لحصيلة تعدها "فرانس برس" استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية.

النفط

إلى ذلك، فجّر مسلّحون مجهولون أمس، الأنبوب الناقل للنفط العراقي الخام من حقول كركوك شمال البلاد إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط.

وأكد مصدر مسؤول أن التفجير "لن يؤثر على عملية التصدير والتحميل من ميناء جيهان التركي نظراً لوجود كميات كبيرة من الخزين النفطي الاحتياطي".

في السياق، أعلن وزير الصناعة والمعادن أحمد الكربولي استقالته عبر صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" احتجاجا على اقتحام ساحة اعتصام الحويجة. وعبّر الكربولي القيادي في الحركة الوطنية للإصلاح والتنمية "الحل" ضمن القائمة العراقية العربية بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك عن ندمه لعدم استقالته في وقت سابق.

(بغداد - أ ف ب، يو بي آي)

back to top