تسببت المعازف التي أطلقتها منصة اعتصام أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في ساحة رابعة العدوية، شرق القاهرة، في شق صف المعتصمين، بعدما تحفظ التيار السلفي على إذاعة المنصة للموسيقى والأغاني الوطنية للفنان الراحل عبدالحليم حافظ، وأغاني "الراب"، ما دفع معظم التابعين للتيار السلفي إلى الانسحاب من الاعتصام، بسبب اعتبارهم المعازف والألحان حراماً شرعاً.

Ad

كان المتحدث الرسمي للجبهة السلفية خالد سعيد، اعترض على إطلاق منصة الاعتصام أغاني وطنية وثورية "الجمعة" في مليونية "الزحف" التي دعت إليها جماعة "الإخوان المسلمين" والتيارات الإسلامية الموالية لها، في محاولة ضغط لعودة الرئيس المعزول إلى السلطة، ما أدى إلى انسحاب الموالين للجبهة من التظاهرة، وقال سعيد في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" موجهاً خطابه لمعتصمي رابعة "تسقط الديمقراطية يا كل قيادات الإخوان، كفوا عن بث ثقافتكم الديمقراطية والموسيقية من فوق منصة رابعة العدوية، فما لهذا خرج الناس".

ويعتبر الكثير من أنصار التيارات الدينية الموالية لجماعة "الإخوان المسلمين" أنه بات من الواجب بعد عزل مرسي، الإعداد لثورة إسلامية تُطهر البلاد وتصحح مسار ثورة 25 يناير 2011، التي انحرفت عن مسارها وتحكمت فيها الأقلية العلمانية، بحسب ما أعلنت قيادات لهم من منصة رابعة، ما يجعلهم يتحفظون على كل ما يرونه مخالفاً للشريعة ومن بينه المعازف الموسيقية.

الأمر ذاته تقرر في وقت سابق قبيل الإطاحة بالرئيس مرسي، وقتما شاركت التيارات الدينية المصرية السوريين الموجودين في القاهرة تظاهراتهم المناهضة للرئيس بشار الأسد أمام السفارة السورية، فما كان من التيار السلفي المشارك في التظاهرات إلا وانسحب بعدما ردد السوريون أغاني من "الفلكولور" السوري.

ويشهد اعتصام مؤيدي المعزول، حلقات تم تخصيصها لأداء الصلوات، خاصة صلاة التراويح إلى جانب "مقرأة" لتدارس علوم القرآن، الأمر الذي يجعلهم يتحفظون دائماً على أية تجاوزات من وجهة نظرهم تخالف الشريعة.