كاميرون وبوتين يتفقان على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية... والعكيدي يلتقي فورد

Ad

تستعد القوات الموالية للنظام في سورية للهجوم على مدينة القصير في حمص، وذلك رغم الحراك الدبلوماسي لحل

الأزمة السورية بعد التوافق

الأميركي - الروسي على عقد مؤتمر دولي بخصوص الأزمة في جنيف أواخر الشهر الجاري.  

ألقت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أمس منشورات تدعو سكان مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حمص (وسط) إلى مغادرتها، محذرة من هجوم على المدينة التي تحاصرها في حال عدم استسلام المقاتلين، بحسب ما افاد مصدر عسكري سوري لوكالة "فرانس برس".

وقال المصدر الذي رفض كشف هويته ان "منشورات ألقيت فوق القصير تدعو السكان الى مغادرة المدينة، وفيها خارطة لطريق آمن يمكنهم من خلاله إخلاءها، لأن الهجوم على المدينة بات قريبا في حال لم يستسلم المسلحون".

وتحقق القوات النظامية مدعومة من اللجان الشعبية المؤيدة لها وعناصر من "حزب الله" اللبناني حليف نظام الاسد، تقدما في مجمل ريف القصير وصولا الى المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ اكثر من عام. وأفاد ناشطون ان المدينة التي يعتقد ان عدد المقيمين الحاليين فيها يقارب 25 الف نسمة، باتت محاصرة من ثلاث جهات.

وتعد منطقة القصير الحدودية مع لبنان، صلة وصل أساسية بين دمشق ومناطق الساحل السوري. ونقل زوار لبنانيون التقوا الاسد الشهر الماضي ان قواته تخوض "معركة اساسية" في القصير.

كاميرون وبوتين

سياسياً، اتفقت روسيا وبريطانيا أمس على العمل من أجل تشكيل حكومة انتقالية في سورية. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عقب محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الاسود، إنهما اتفقا على أنهما "كعضوين دائمين في (مجلس الأمن التابع) للأمم المتحدة ينبغي علينا المساعدة في دفع العملية السياسية"، وأضاف أن "الجهود الدولية لا تتصور مجرد جمع النظام والمعارضة على طاولة مفاوضات واحدة وإنما أيضا أن تساعد بريطانيا وروسيا واميركا ودول أخرى على تشكيل حكومة انتقالية يمكن أن يثق بها جميع السوريين لحمايتهم".

 وقال بوتين عقب المحادثات: "لدينا مصلحة مشتركة في إنهاء العنف بأقصى سرعة وبدء عملية سلام والحفاظ على سورية كدولة تتمتع بالسيادة على كامل أراضيها"، وأضاف "ناقشنا الخيارات الممكنة من أجل التطورات الايجابية لهذه العملية وعددا من الخطوات المشتركة الممكنة".

لافروف

الى ذلك، دافع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أمس عن تسليم صواريخ روسية للحكومة السورية، مشيرا إلى أنها للاغراض الدفاعية فقط. وأوضح لافروف في تصريحات في وارسو أن هذا الأمر "لايمثل خرقاً لأي قرارات حظر دولية"، مضيفاً أن "صواريخ أرض - جو إس - 300 التي تم تقديمها هي للأغراض الدفاعية بصورة خالصة لمواجهة الغارات الجوية". وكانت إسرائيل حذرت من حصول دمشق على هذا النظام الصاروخي الدفاعي المتطور.  

اما وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي فقد طالب خلال لقائه لافروف بوقف تسليم الاسلحة الى سورية قائلاً: "اننا مقتنعون بأن التسليمات الدولية من الاسلحة الى سورية ينبغي ان تتوقف وبضرورة أن نبذل كل ما يسعنا لاعطاء فرصة لحل سياسي".

العكيدي

على صعيد آخر، التقى السفير الأميركي في سورية روبرت فورد أمس الأول القيادي في "الجيش الحر" العقيد عبدالجبار العكيدي الذي يرأس المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب (شمال)، وذلك على معبر باب السلامة. وتسلم القيادي السوري "مساعدات اميركية هي عبارة عن وجبات غذائية وحقائب طبية"، حسبما أعلن العكيدي أمس، كاشفا أنه تلقى "وعود أن تكون المساعدات في المستقبل مساعدات أفضل من الحالية، ويمكن أن تكون مساعدات عسكرية".

هيغل

على صعيد آخر، صرح وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل أمس ان المشاكل التي يواجهها الشرق الاوسط بما في ذلك الطموحات النووية الايرانية والنزاع في سورية تتطلب حلولا "سياسية لا عسكرية".

وبعد أن أكد أن "النظام القديم" يزول في المنطقة، اشار وزير الدفاع الاميركي الى ان الولايات المتحدة ستعمل لتشجيع الاصلاحات الديمقراطية مع الاخذ بالاعتبار "حدود" القوة الاميركية.

ومع ان هيغل لم يقل بوضوح ان واشنطن استبعدت تحركا عسكريا في المنطقة ضد ايران او سورية، تؤكد تصريحاته موقف الرئيس باراك اوباما المتحفظ على اللجوء الى القوة في المنطقة المضطربة.

وقال إن التحديات الاقليمية "بما فيها التحدي النووي الذي تمثله ايران والاضطرابات الخطيرة في سورية واستمرار تهديد القاعدة وغيرها من المجموعات الارهابية" يمكن ان تعالج "بتحالفات لمصالح مشتركة" تضم اسرائيل وحلفاء آخرين في المنطقة.

وأكد وزير الدفاع الاميركي في معهد سياسة الشرق الادنى (واشنطن انستتيوت فور نير ايست بوليسي) ان "القاسم المشترك في الشرق الاوسط هو ان الحلول الاكثر فعالية واستمرارية للتحديات التي تواجهها المنطقة سياسية وليست عسكرية". ورأى ان "الدور الاميركي في الشرق الاوسط هو مواصلة المساعدة للتأثير على مجرى الاحداث ورسمها باللجوء الى وسائل دبلوماسية واقتصادية وانسانية واستخباراتية وامنية بالتنسيق مع حلفائنا".

أردوغان

وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن النظام السوري قد تجاوز الخطوط الحمراء الموضوعة من قبل الولايات المتحدة بشأن استخدام الاسلحة الكيماوية منذ فترة طويلة. وقال أردوغان في تصريحات لمحطة "إن بي سي" الإخبارية الأميركية: "من الواضح أن النظام (السوري) استخدم أسلحة كيماوية وصواريخ"، وأشار إلى أن أجزاء من صواريخ تم العثور عليها وبها آثار لتسلح بمواد كيماوية، مضيفا أنه تم رصد أعراض لهذه المواد في لاجئين سوريين مصابين تم نقلهم الى تركيا.

(دمشق، موسكو، واشنطن -

أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)