...أوقفوا تمادي لبنان وتهوره!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
ما يحدث فعلياً، وعلى الأرض أن قتل الشعب السوري يتم بدبابات مزودة بـ"المازوت الأخضر" القادم عبر لبنان، والمواد المتفجرة للبراميل التي تسقط على المنازل في حلب وإدلب تأتي من مصانع في لبنان، كما أن رئيس أركان الجيش السوري الحر سليم أدريس أكد أنه يقاتل في سورية مقاتلين من حزب الله، ويحتل مسلحون من الحزب قرى في ريف حمص ومواقع أخرى، وكذلك فإن أموال النظام السوري تعبر وتتداول عبر المصارف اللبنانية التي لديها ضوء أخضر من أميركا والغرب بالقيام بهذا الدور، كما أنها توافق على تزويد سورية بالوقود عبر لبنان، كما يقول رئيس رابطة مستوردي النفط اللبنانيين بهيج أبوحمزة إن منظمات الأمم المتحدة وأميركا وبريطانيا لم تحتج على متاجرتنا بالوقود مع سورية، رغم العقوبات الدولية المفروضة على دمشق، وهنا يتأكد أن أميركا وروسيا وبريطانيا تلعب أدواراً متكاملة ومرسومة لاستمرار تدمير سورية وشعبها.البعض سيقول: لكن السنة والمسيحيين اللبنانيين ليس لهما ذنب، وهو ما يراهن عليه الطرف اللبناني المتورط في مذابح سورية بأنه سيفعل ما يشاء من جرائم وتدمير بحق الشعب السوري، وسيفلت لأن العرب والخليجيين خصوصاً معنيون بذلك التبرير، وهو خطأ كبير سيزيد معاناة المنطقة، ويهدد أمنها، فإن كان هناك خلاص للبنان فعلى الجميع أن يسدد حصته منه، كما يفعل كل السوريين، ولا يجوز بعد اليوم أن نحمل جزءاً أو حزباً أو طائفة خطايا ما يقوم به بعض اللبنانيين، فكل لبنان مسؤول، فخطاب وزير خارجية لبنان عدنان منصور، الأخير في الجامعة العربية، المبرر لأفعال نظام الأسد، يمثل كل لبنان، و"المازوت" الذي يرسل للدبابات السورية، ومقاتل حزب الله الذي يعبر الحدود إلى ريف حمص مسؤول عنه أيضاً كل لبنان، وسيسائلنا عنه كل طفل مشرد، وشيخ مكلوم، وامرأة تنحر أو تقتل تحت أنقاض منزلها في سورية، فما يجري في الشام هو حرب إبادة طائفية لا يجوز أن نسكت عنها وعمن يدعمها خاصة لبنان، الذي يجب أن يتخلص الخليجيون تحديداً من عقدتهم تجاهه، وأن يتخذوا تدابير فورية بحق بيروت بتخفيض التمثيل الدبلوماسي لديها، ووقف التعامل مع المصارف اللبنانية، وسحب الودائع الخليجية هناك، لأنه حان الوقت لمواجهة تهور وتمادي لبنان، وإيقاف المشروع الإيراني الذي تتبناه القوة الفاعلة فيه والمهيمنة عليه، والذي يهدد أمننا العربي والخليجي خاصة.