تلقيت وبعض الزملاء دعوة كريمة من الحكومة الصينية لزيارة الصين وحضور مؤتمر الحوار الصيني العربي، والصين اليوم تجذب اهتمام كل باحث في العلاقات الدولية والاقتصادية لمعرفة الدور المرتقب لها في فترة ما بعد الحرب الباردة.

Ad

 فتنظر إليها بعض دول العالم كلاعب رئيسي صاعد في المجتمع الدولي، خصوصاً بعد صعود المؤشرات الاقتصادية، وتنظر دول أخرى إلى ذلك الصعود كدور معتدل لا يطمح إلى القيادة في المنطقة.

ويحظى موضوع العلاقات الخارجية الصينية اليوم باهتمام المراكز البحثية الدولية، حتى اتخذت بعض الجامعات قراراً بالتخلي عن سياستها المركزية في إنشاء المراكز البحثية والتعاقد مع جامعات خارجية لتبادل المهارات البحثية، ودعت بعض الجامعات إلى إنشاء مراكز للدراسات الدولية والثقافية ونقلها إلى دول آسيوية كالصين ودول أخرى في المنطقة.

وأذكر مؤخرا افتتاح جامعة هارفارد مركزاً بحثياً في شنغهاي، الأمر الذي دعا الكثير من الباحثين من الدول الآسيوية للمشاركة بمشاريع بحثية مع زملائهم من أساتذة وطلبة جامعة.

وفي زيارتي الأخيرة لجامعة هارفارد حضرت محاضرة شارك فيها غراهام أليسون رئيس مركز "بيلفير" البحثي للعلاقات الدولية وحصلت على نسخة من كتابه الجديد الخاص برؤية لي كوان يو، وهو عراب التطور الحديث لسنغافورة ومؤسسها، وكانت بعض النقاط لافتة للنظر في حديث السيد يو عن الصين، منها النزعة نحو الحداثة، وإعادة النظر في معاني الهيمنة والسيطرة على المجتمع الآسيوي الذي يرى السيد كيو أنه لن يخضع لهيمنة الصين.

أما فيما يخص عنصر مهم من عناصر القوة، وهو التكنولوجيا فلم تبلغ الصين حتى الآن المستوى الذي يؤهلها للتفوق التكنولوجي، وأخيراً وليس آخراً اختتم الباحث أسئلته بسؤال "كويتي بحت" ألا وهو: دور الصين في مشروع ونموذج الصوت الواحد وآليات الديمقراطية الحديثة، فما كانت إجابة السيد كيو إلا بقوله إن تاريخ الدول وخصوصياتها يجب أن يؤثر ويتأثر به مستقبلها، وأن تحديث الديمقراطية طريق شائك بالنسبة إلى الصين، إنما تحديث الدولة بمؤسساتها وثقافتها يمثل طريقها للنمو، فالمنافسة القادمة ليست منافسة سياسية أو صراع نفوذ إنما هي تنافس عبر بسط القوة الناعمة، وقياس مدى تأثيرها في المحيط الدولي.

 وأخيراً لا بد أن أذكر الكويتي الذي برع في اللغة الصينية وتحدثها بطلاقة، وألّف كتاباً عن سياسة الصين الخارجية تجاه العالم العربي (الذي كان أطروحته لرسالة الدكتوراه حسبما أعتقد)، وهو الدكتور هاشم بهبهاني رحمه الله الذي كان أحد أعمدة قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت.

كلمة أخيرة:

هل تراجع موضوع الشباب والاهتمام به هذا العام؟ فبعد مشروع "الكويت تسمع" عادت الأندية الرياضية إلى الإغلاق أمام الشباب بحجة البحث عن رياضيي الاحتراف فقط، واستمرت جهود المؤسسات الثقافية عبر إقامة الحفلات الغنائية فقط وبحضور ضعيف، وانتشرت المحاضرات العامة التي تحمل كلمة الشباب عنواناً فقط وغابت الخطط التنفيذية... فهل فشلنا أمام أول اختبار أمام الشباب؟