كنتُ ناقماً على العروبة
أستجمع قواي هذا المساءليس ثمة صهيل يجمع شتاتي
فكرت ذات مرة في أن أكتب عن الوطنوأنثر في وجه الريح شال أميفكرت... أن أنتزع ابتسامات أصدقائي... واحدة، واحدةفقط من أجل أن يعلو وجه الفرحوتطير الروح إلى مبتغاهافكرت... أن «أمسك الوعل من قرونه»بالضبط كما يفعل زهران القاسمي...ولكن خطوة ثكلى تُحاصرني...فكرت أن أتشرّد قليلا...أن أسلك الوجهة الأخرى للقطار ... أن أخرج من وصايا إخوتي وحصار أفكار منحنيةكما عجوز فرنسي ينتعل الرصيف من آخرهفكرت - جديا هذه المرّة - أن أضع قبعة سوداءبالضبط كما يفعل شارل شابلنوأمسك السيجار بطريقة ملتوية قليلا...أن أضع ساقا على الأخرى وأرتدي بدلة رسميةعلمت أن ذلك يُعجب رؤسائي في العمل...فكرت أن أبعثر أوراق اللعبة مجدداكنت أقرأ أبا العلاء... لعل ذلك يُجديكنت ناقما على العروبة بوجه أو بآخرفكرت أن أمسك زعماء الطريقة وأسحلهم جميعاً في الشارع المُقابل لـ«برغر كينغ»...فكرت أن أمنح العقل ما يريد... أن أبتاع حلوى من المتجر المجاور... وأنصت - مؤمنا هذه المرة- لنبض ابنتي الصغرى ومشاغبات يوسف...حين لا يجد في مكمن التاريخ ما يروي ظمأ الأسئلة.