أستجمع قواي هذا المساء

Ad

ليس ثمة صهيل يجمع شتاتي

فكرت ذات مرة في أن أكتب عن الوطن

وأنثر في وجه الريح شال أمي

فكرت... أن أنتزع ابتسامات أصدقائي... واحدة، واحدة

فقط من أجل أن يعلو وجه الفرح

وتطير الروح إلى مبتغاها

فكرت... أن «أمسك الوعل من قرونه»

بالضبط كما يفعل زهران القاسمي...

ولكن خطوة ثكلى تُحاصرني

...

فكرت أن أتشرّد قليلا...

أن أسلك الوجهة الأخرى للقطار ...

أن أخرج من وصايا إخوتي وحصار أفكار منحنية

كما عجوز فرنسي ينتعل الرصيف من آخره

فكرت - جديا هذه المرّة - أن أضع قبعة سوداء

بالضبط كما يفعل شارل شابلن

وأمسك السيجار بطريقة ملتوية قليلا...

أن أضع ساقا على الأخرى  

وأرتدي بدلة رسمية

علمت أن ذلك يُعجب رؤسائي في العمل...

فكرت أن أبعثر أوراق اللعبة مجددا

كنت أقرأ أبا العلاء... لعل ذلك يُجدي

كنت ناقما على العروبة بوجه أو بآخر

فكرت أن أمسك زعماء الطريقة وأسحلهم جميعاً في الشارع المُقابل لـ«برغر كينغ»...

فكرت أن أمنح العقل ما يريد... أن أبتاع حلوى من المتجر المجاور... وأنصت - مؤمنا هذه المرة- لنبض ابنتي الصغرى ومشاغبات يوسف...

حين لا يجد في مكمن التاريخ ما يروي ظمأ الأسئلة.