أقام رئيس مجلس الأمة علي الراشد امس مأدبة غداء على شرف اعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية في مزرعته بمنطقة الوفرة، حضرها رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك وعدد كبير من الوزراء والنواب، وتم خلالها التباحث في جملة من القضايا.

Ad

وقال الراشد، في تصريح للصحافيين، ان اللقاء كان وديا بين اعضاء السلطتين وبعيدا عن الطرح السياسي "اللهم إلا في الأطر العامة حول آلية التعامل بين السلطتين"، مبينا انه لم يتم التطرق الى قضية بعينها، وما تم هو وضع الخطوط العامة حول العلاقة ولغة الحوار والتفاهم بين السلطتين والتعاون في المرحلة المقبلة وأهمية التركيز عليه.

التنمية والإصلاح

وأضاف الراشد أن "علينا مسؤولية كبيرة أمام الشعب الكويتي الذي يطالبنا بالانجاز، خاصة انه ساهم في هذه الانتخابات لإيصالنا إلى المجلس من اجل التنمية والاصلاح، وهذا كله يحتاج الى تعاون حسب ما نص عليه الدستور".

وهل ستكون جلسة مناقشة الوضع الأمني سرية أو علنية؟ أجاب الراشد بأن "هناك نواباً تقدموا بطلب عقدها سرية، لكن الأمر سيعرض على المجلس ويتم التصويت عليه ونستمع للمبررات من طالبي السرية".

وعن تقديم طلب لعقد ثلاث جلسات كل اسبوعين، قال إن "لدينا اربع جلسات خلال شهرين، وفي كل خميس سيكون هناك نقاش في جلسة خاصة محددة لقضية معينة، ونأمل ان تكون الجلسات مدعومة بمقترحات قوانين ان امكن، او أن يتم من خلال هذه الجلسات الاتفاق على توصيات معينة تقدم للجان المختصة حتى تظهر سواء بقانون او من خلال قرارات تطبقها الحكومة".

بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، في تصريح مقتضب عقب الاجتماع، إن "هناك نهجاً جديداً وإنجازات، وهذا ان شاء الله هدفنا، وما سنصل إليه بالتعاون مع إخواننا في المجلس".

وبسؤاله عن قضية القروض، رد المبارك بأن "المجلس هو الذي يحكم في هذه القضية".

من جهته، قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير البلدية الشيخ محمد العبدالله "إننا تلقينا دعوة كريمة من شخص معروف عنه الكرم الأخ الفاضل علي الراشد رئيس مجلس الأمة، وقد حرص على جمع السلطتين بعيدا عن التجاذبات السياسية، ولاشك أن الهدف من هذه الاجتماعات توطيد العلاقات الشخصية بين اعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية".

وأضاف العبدالله: "لا شك ستعقد صفقات عدة في مثل هذا الاجتماع، وآمل أن تعود بالمنفعة على الشعب الكويتي، وأن تستطيع الحكومة والمجلس انجاز الاستحقاقات والأمنيات التي يحلم بها كل كويتي، والتي اصبحت استحقاقا فعليا من الواجب علينا تنفيذها".

صحن «المچبوس»

وهل هناك اولويات سيتم الاتفاق عليها؟ أجاب العبدالله بأن "هذه دعوة اجتماعية خاصة ويجب ان تخلو من العمل السياسي، ولكن بما اننا جميعا سياسيون فلاشك أنه "على صحن المجبوس اللي راح يحطه لنا ابوفيصل سوف نتكلم عن امور عدة، ونتمنى توطيد العلاقة التي هي اساس العمل المشترك في نظام الدستور الكويتي، وأن نتوصل إلى حلول للقضايا المطروحة بما يعود بالنفع".

من جانبه، قال وزير التجارة والصناعة انس الصالح إن الأولويات التي أحيلت إلى مجلس الأمة من قبل وزارة التجارة هي إنجاز قانون الشركات وصندوق المشاريع الصغيرة وتشجيع الاستثمار، بالإضافة الى "اننا ندرس الآن قانوناً لتغليظ عقوبة الغش التجاري"، لافتاً إلى أن "هناك تعاوناً كبيراً بين اللجنة المالية ووزارة التجارة ونتمنى إنجاز القوانين".

أجواء إيجابية

من ناحيته، أعرب وزير النفط هاني حسين عن شكره رئيس مجلس الأمة علي الراشد على هذا التجمع المحمود بين الجهازين التنفيذي والتشريعي "وكلنا بالنهاية، اخوة وأخوات، نتوسم خيراً بهذا العهد الجديد، والحقيقة ان اهل الكويت يتطلعون إلى حقبة جديدة تسير فيها التنمية على قدم وساق، ويريدون أن يروا منا إنجازات، ولا شك اننا اعضاء في الحكومة نتقبل ونتوقع من النواب في مجلس الأمة ممارسة دورهم التشريعي والرقابي، ونحن متفائلون والجو العام حقيقة جو ايجابي جدا".

وعن لجنة التحقيق في الوظائف القيادية التي شكلت اخيرا، قال: "لا شك ان الشركات النفطية عادة مخولة في الجهاز عندنا ان تنظر في امور ترقياتها من ضمن توجيهات وأسس وأطر عامة، لكن عندما حدثت ردود فعل كثيرة (قد تكون متوقعة) خاصة أن هذه الشركات عملت في نطاق واسع داخل شركة نفط الكويت قررنا من باب التعاون والشفافية أن نعين لجنة مستقلة تنظر في هذا الأمر وترى هل الإجراءات تمت كلها على اسس صحيحة وتنظر في اي تظلمات، واذا ثبت لديها أن هناك اي ظلم لأي موظف تعطيه حقه ونصحح اي اجراءات غير سليمة، و يجب الا نستعجل الامور، وقد بدأت اللجنة عملها ووضعت لها مقرراً وآلية".

نفط الخليج

وعن إعلان أميركا الاكتفاء الذاتي قريبا من النفط والغاز، قال حسين: "اميركا ليست اكبر مستورد لنفط الخليج بصورة عامة، إذ إن الشرق هو السوق الرئيسي ويتزايد الاستهلاك فيه بصورة اكبر بكثير من الغرب، وبالتأكيد فإن انتاج أميركا سيزيد، ولكن هل سيكون لديها اكتفاء ذاتي أم لا، هذا الأمر تختلف فيها التوقعات، خاصة ان انواع النفط الجديدة التي ستستخرج من هناك لن تستمر لفترة طويلة، وعلى كل الحالات فنحن في الكويت في وزارة النفط لدينا استراتيجية تتوجه من الآن الى سنة 2020 ثم 2030، وعندنا خطط كبيرة لتلافي اعتمادنا على سوق واحدة، فمن هذه الناحية نحن ننوع الجهات التي تستخدم المنتجات النفطية الكويتية".

وعن التلويح باستجوابه من قبل بعض النواب، قال حسين: "نتقبل بروح رياضية اي نقد يوجه إلينا، مؤكداً أن "الأسئلة البرلمانية والاستجوابات حق مشروع".

نلتقي على المنصة

بدوره، علق النائب سعدون حماد على ترحيب وزير النفط بالاستجوابات قائلا: "اشكر سعة صدر الوزير وترحيبه والله يعينه على الاستجواب، ونلتقي على المنصة قريبا"، مشيرا إلى ان اسئلته مستمرة للوزير بشكل شبه يومي، مستدركاً بأن النائب نواف الفزيع بدأ يوجه أسئلة برلمانية لافتة ايضا الى الوزير هاني حسين، غير مستبعد ان يحدث تعاون بينهما في هذا الملف.

من جهته، ذكر النائب خالد العدوة ان هناك مساحة مشتركة من التفاؤل بين اعضاء السلطتين لإنجاز جميع القضايا، لا سيما في قضايا القروض والبدون والإسكان والوضع الأمني، مؤكدا ان الأجواء تدعو الى التفاؤل نظرا إلى الانسجام والمودة والتفاهم بين الاعضاء الذين حضروا الاجتماع.

من ناحيتها، قالت النائبة د. معصومة المبارك إنها ستصوت بعدم الموافقة على طلب تحويل الجلسة سرية في موضوع الانفلات الأمني في حالة طلبت الحكومة تحويلها سرية، مضيفة: "قصدنا أن تكون الجلسة علنية كي يعلم الكل طبيعة الانفلات الأمني، وما الإجراءات المتبعة للحد منه، ولكي يعلم الجمهور أدواره في حماية أمنه الذاتي والشخصي وحدود حرياته".

قضية القروض

ورأى النائب عبدالله التميمي ان "قضية القروض قضية اساسية وجوهرية بالنسبة لنا، ولا بد ان نضع لها حدا، كما ان قضية البدون هي ايضا مهمة"، مشددا على ضرورة العمل على ازدهار وتنمية البلاد وتعزيز الامن.

وقال النائب مبارك النجادة ان الاستجواب والسؤال البرلماني من الادوات الدستورية التي يحق لأي نائب ان يستخدمها والتقدير للنائب نفسه.

لقطات

جابر المبارك والخيل

دار حديث باسم بين سمو الشيخ جابر المبارك والنواب عند جولة المبارك في المزرعة، حيث استمع سموه إلى شرح من قبل علام الكندري عن أنواع الخيول، وأظهر الكندري خبرة كبيرة في هذا المجال، فمدحه المبارك قائلا "ما شاء الله خبرة كبيرة يا بوأنس"، ثم قدمت صفاء الهاشم للمبارك الحصان فتلمّس ناصيته.

خذوا خضرتكم

حرص الراشد على أن يمنح كل النواب والوزراء "كراتين" من الخضرة، وقال "ما حد راح يطلع إلا أن يأخذ خضرته معه، فحرص الجميع على أن يأخذ نصيبه من مزرعة الراشد".

خل عنك التصريحات وصلّ يالعدوة

أثناء تصريح العدوة لإحدى القنوات التلفزيونية قابله وزير الدفاع الشيخ أحمد الخالد قائلا "الاذان يؤذن خلّ عنك التصريحات وصلّ العصر".

على طاولة واحدة

حرص النواب والوزراء على الجلوس على طاولة واحدة، لتأكيد التعاون بين السلطتين، حيث تناول الجميع وجبته الغذائية على حسب وزنه، بينما اتجهت الأغلبية لتناول الروبيان و"مطبق الزبيدي".

اركبي يا صفاء

كانت صفاء الهاشم الأكثر محبة للخيل، حيث كانت تقتاده فترة طويلة وخاطبها الراشد قائلا "اركبي يا صفاء"، فقابلته فابتسامة، نظراً لأن الخيل للزينة.