وسط أجواء من الحذر خيّمت على جميع الأطراف، التقى وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا أمس في نيويورك مع نظيرهم الإيراني محمد جواد ظريف في اجتماع غير مسبوق حول الملف النووي الإيراني، في وقت كال الحرس الثوري الاتهامات للولايات المتحدة ورئيسها.
وأحيا هذا اللقاء، الذي حضره لأول مرة بعد قطيعة دبلوماسية لأكثر من 35 عاماً وزير الخارجية الأميركي جون كيري، آمالاً كبرى نظراً للهجة التصالحية التي تبناها الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في الأيام الأخيرة. لكن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، التي تمثل مجموعة «5+1» في المفاوضات مع إيران، أوضحت أن الاجتماع سيتضمن «مناقشة قصيرة» وأنها ستلتقي ظريف بعد ذلك في جنيف في أكتوبر لعقد أول سلسلة من المفاوضات منذ وصول روحاني إلى السلطة في يونيو. واستبق وزير خارجية إيران الاجتماع وقال، في تصريحات نقلتها وكالة «إيرنا» الرسمية أمس، «سنرى خلال اللقاء الوزاري مع مجموعة 5+1 كيف سيكون النهج ومواقف رئيس الدبلوماسية الأميركية، سنرى إذا كانت لديه إرادة في البحث عن حل للمسألة النووية الإيرانية بما هو في مصلحة العالم والسلام والأمن الدوليين وكذلك ضمن احترام حقوق الأمة». وكان ظريف التقى مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس أمس في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، والتقطا الصور معاً ثم اجتماعا منفردين. وفي إطلالة جديدة من على منصة الأمم المتحدة، طالب الرئيس الإيراني أمس بانضمام إسرائيل إلى معاهدة حظر الأسلحة النووية، مشدداً على أنه لا ينبغي على أي دولة أن تمتلك هذه الأسلحة، وداعياً إلى عقد مؤتمر دولي لنزع السلاح النووي. وقال روحاني، أمام الجمعية العامة في نيويورك، «يجب أن يكون هناك اتفاقية حظر للأسلحة الكيميائية والنووية في جميع أنحاء العالم»، مضيفاً: «ولابد أن تكون جميع دول الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية بما فيها إسرائيل، وأن نزع هذا السلاح أولويتنا القصوى إذ ليست هناك يد امنة لهذا السلاح الخطير». وأبدى الرئيسان الأميركي باراك أوباما والإيراني حسن روحاني من منبر الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي عزمهما على إعطاء فرصة للدبلوماسية في الملف النووي، لكن بعدما سرت تكهنات كثيرة حول عقد لقاء بينهما لم يتحقق ما يشير إلى شدة الريبة القائمة بين البلدين اللذين انقطعت علاقاتهما الدبلوماسية منذ عام 1980. وألمح روحاني، الذي خاض في الأيام الأخيرة حملة تودد حقيقية ولا سيما عبر وسائل الإعلام الأميركية، إلى إمكانية تسجيل تقدم في العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن بلاده «لا تشكل خطراً على العالم ولا على المنطقة». لكنه أكد مجدداً عزم بلاده على استخدام الطاقة النووية «لأهداف محض سلمية»، مندداً مرة جديدة بالعقوبات المفروضة على بلاده. وفي مقابلة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأول أعرب روحاني عن أمله توقيع اتفاق بشأن الملف النووي خلال «ثلاثة إلى ستة أشهر»، موضحاً أن إيران تريد تسوية هذه المسألة «خلال الشهور المقبلة وليس السنوات المقبلة». ورداً على سؤال عما إذا كان المرشد الأعلى علي خامنئي أعطاه صلاحية لحل المسألة، أجاب روحاني بأن «حكومتي لها كامل السلطة لإجراء المفاوضات حول النووي». في المقابل، قال قائد «فيلق القدس»، التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني أمس إن كلام الرئيس الأميركي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي اعتبر فيها أن واشنطن لا تسعى لقلب نظام الحكم في إيران، «لا يعد تفضلاً بل يعود إلى العجز». (نيويورك، طهران - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)
دوليات
كيري يتقدم لقاءً وزارياً غير مسبوق لحل قضية إيران
27-09-2013