ثلاثة دواوين لصلاح فائق
علمت {الجريدة} أن منشورات الجمل تستعد لإصدار ثلاثة دواوين شعرية للشاعر العراقي المقيم في الفلبين صلاح فائق وهي بعنوان {رهائن}، {تلك البلاد}، و{ومضات}.
صلاح فائق أحد الأصوات الشعرية العراقية البارزة في هذه المرحلة، يمتاز بلغته المكثفة وصوره السريالية ونبرته الهادئة، ومن قصائده التي كتبها حديثاً اخترنا هذه القصيدة:
قصائدأريد شراء مدفن قديم، لأنه رخيص،تحويله إلى بيت من غرفتين .اقترضت ما يكفي من مال متقاعدينفي مدن بعيدة، لا أظنهم سيعثرون علي .سأبني حوضاً خلفه لأسبح مع جارتي الجميلةحين يسافر زوجها العجوز: في السنوات الأخيرة لم أعد شاحب الوجه،خائر القوى أو أرمق الأشياء حولي بعينين حزينتينلا أتبرم من صرخات الولادة في المستشفى المقابل .أضع شعري المستعار، معي مظلة جيدة للقتالأخرج لأتسوق في ميناء مشهور بنشالين .***لا أصدق مزاعم أي نهر أو مدينة عن تاريخهما ومآثرهماإلا إذا ذلك النهر وسط تلك المدينة وهذه لها قلعة قديمةأقول هذا لأني عاتبت، بمخيالي، يوهان شتراوسحول دانوبه الأزرق. قطعة رائعة حقاً، لكن الدانوب ليس نهراً أزرقكما رأيته في زيارتي إلى بودابست :جدول واسع يحمل نفايات وعوادم ست دوليمضي حائراً، كئيباً، نحو البحر .انتظر اعتذاراً مكتوباً من شتراوس .*** هذه مدينة بلا كهرباء وقد هربت، قبل سنوات،من البيوت والشوارع .بحثوا طويلاً عن مهندسين وكهربائيينلكن بلا جدوى .أنا محظوظ، لا أحتاج نوراً لأصل إلى مركبتي،وهي غير مرئية، تنتظرني دائماً في إحدى الضواحيلعيني طاقة سريّة تضيء دربيبها أرى مشاهد لا يراها غيري .***خذ قصيدة قديمة أو حديثة، أفحصها بأشعة سينيةسترى ما ليس مكتوباً ـ حوذي يهز العنان في عربة بلا حصان،أرستقراطي يهتم بالنحل، وكان مصارع ثيران خطفوه لأيام،مسيرة ليلية لحاملي مشاعل، يرتدون قمصاناً سوداءومن بلد إلى بلد،أحدهم يتطلع إلى محيط ينقل جبلاً إلى قارة أخرى،قديس يشتم لصوصاً جرحى في مستشفىشاعر يتكور في سريره، يقرأ رسائل وصلت أخيراً من أمه التيقتلها زلزال قبل سنوات،جاريات للبيع في معبد .لا تخدعني وعود سماكينوامرأة لا تشبع رغباتي في السرير.لن أسترسل بعد الآن في الكلام: سأفحص كل شيءبجهازي الجديد .