الجماعة من «التمكين» إلى فقدان اليقين
أفقد السعي المحموم لجماعة «الإخوان المسلمين» الحاكمة في مصر، إلى التمكين لها في مؤسسات الدولة، ما بات يعرف باسم (الأخونة)، قدرتها على العمل والتأثير في الدولة المُنهكة اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً، بعد الثورة التي أطاحت النظام السابق.دخلت الجماعة، الكثير من المعارك مع مؤسسات الدولة لأخونتها، كان آخرها محاولات أخونة القضاء، عبر تمرير قانون السلطة القضائية، فضلاً عن أخونة الوزارات والمحافظين والمحليات، الأمر الذي أثار استياء أقرب القوى السياسية الحليفة مع «الإخوان» مثل التيار السلفي، الذي أعلن تمرده على سياسات الجماعة الإقصائيّة.
وبينما قال القيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي: إن جماعة «الإخوان» لا تمتلك في الأصل مشروعاً حتى تنفذه، مشدداً على أنهم لا يمتلكون إلا السعي إلى التمكين لدولة الجماعة، انتقد حزب «النور» السلفي أحد أهم الداعمين لجماعة «الإخوان المسلمين» في المرحلة الانتقالية وأبرز المعارضين لها حاليا، سياسات الجماعة، وأرجع القيادي بالحزب بسام الزرقا السبب في ذلك إلى التمكين، مشيراً إلى أن حزب «النور» تقدم منذ أشهر لمؤسسة الرئاسة بملف يتضمن أسماء قيادات تابعة لجماعة «الإخوان المسلمين» تسيطر على مؤسسات عديدة في الدولة.الخبير في الحركات الإسلامية سمير غطاس اعتبر أن جماعة «الإخوان» لم تنجح خلال العام الذي تولى فيه الرئيس مرسي مقاليد الحكم إلا في التمكين لها داخلياً، الأمر الذي انعكس سلبياً على مستوى آدائها، وفشلها في أهم الملفات الضرورية كالأمن والاقتصاد أكبر دليل على ذلك، ما جعلها تبدو في حالة «فقدان اليقين».