حراك ثقافي منوع، وفعاليات لافتة ينتظرها جمهور الثقافة في الكويت، مع انطلاق الموسم الجديد، خلال الأيام المقبلة، وفي هذا الإطار، أكد أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي، تنوع فعاليات الموسم الثقافي الجديد، إذ سيشمل أنشطة ثقافية وأدبية تركز على الأدب المحلي متضمنة أمسيات لبعض المثقفين العرب الذين يعيشون في الكويت، أو يزورونها خلال الفترة المقبلة، مبيناً أن ثمة ورشاً ودورات ستحتضنها الرابطة خلال الفترة المقبلة تشمل الأجناس الأدبية المختلفة كالقصة القصيرة والشعر والعروض والدراسات النقدية إضافة إلى دورات بالنحو والصرف.

Ad

ويحدد الرميضي انطلاقة فعاليات الموسم الجديد في الخامس والعشرين من سبتمبر المقبل بأمسية نقدية تحاضر فيها الدكتورة نورة المليفي تتمحور حول إصدار الدكتور خليفة الوقيان "الثقافة في الكويت بواكير واتجاهات" الذي يقدم رؤية تحليلية لتاريخ التنوير والحركات الإصلاحية في الكويت، ثم ستتالى الأنشطة.

وأضاف: "سيتضمن الموسم فعاليات منوعة تشمل معظم الأجناس الأدبية، وتركز على نتاج رابطة الأدباء الكويتيين، إذ تهدف الرابطة إلى التسويق لهم محلياً".

وعن الفعاليات الأخرى التي يأمل مجلس الإدارة تنظيمها، أشار الرميضي إلى أن مجلس الإدارة يسعى إلى الاتفاق مع إحدى الجهات لتقديم الدعم المناسب لتأمين تكاليف استضافة أديب عربي من خارج الكويت لإلقاء محاضرة في رابطة الأدباء الكويتيين، وقد بذل أعضاء المجلس جهداً كبيراً لإتمام هذه الخطوة.

الملتقى الثقافي

بدوره، شدد الأديب طالب الرفاعي على حرص الملتقى الثقافي على أن تحفل أمسياته للموسم المقبل بتشجيع ودعم نتاج الشباب الكويتي، وتطعيم ذلك بالخبرات الفكرية والثقافية المعروفة، والتواصل مع البُعد الخليجي والعربي والعالمي، وأن يكون المنطلق في جميع الأمسيات النقاش الإبداعي والفكري والثقافي الحر. ولقد قام زملاء الملتقى بتداول نقاش معمق، وتوصلوا إلى اعتماد جدول الأمسيات للموسم القادم.

وأعلن الرفاعي أنه في الخامس عشر من سبتمبر المقبل سيستضيف الملتقى الروائي السعودي محمد حسن علوان ضمن أمسية تحمل عنوان "الرواية السعودية.. شهادة ومشهد"، إضافة إلى أمسيات أخرى منها "قراءات شبابية في رواية أجنبية"، و"أمسية شعرية للشباب الذي قدم نتاجاً شعرياً لافتاً"، ومناقشة رواية الأديبة ليلى العثمان "حكاية صفية"، ورواية الكاتبة باسمة العنزي "حذاء أسود على الرصيف"، و"قراءات في النتاج القصصي والروائي الشبابي".

وعن الشخصيات التي سيستضيفها الملتقى، يبين الرفاعي: "سيسضيف الملتقى الفنان عبدالعزيز الحداد، والدكتور محمد الرميحي وكذلك الدكتور غانم النجار، والأستاذ رياض الشرف والكاتب حمزة عليان، كما سيستضيف الملتقى ضيوفاً من أوروبا، هم فاروق مردم بيه، وكذلك روائية دنماركية ومترجمتها الروائية دنى غالي، والقاص والروائي العراقي محمد خضير".

واستطرد الرفاعي متحدثاً عن برنامج الموسم المقبل، بالقول في هذا الصدد: "وعلى عادة الملتقى في تقديم الورش الإبداعية سيقدم ورشة لكتابة القصة القصيرة، وسيفتح حواراً حول "حضور الأدب الكويتي في المقرر المدرسي"، و"إصدار كتاب، هل هو كتابة جديدة أو كتاب جديد".

 وأخيراً فإن الملتقى الثقافي سيحاول الاستفادة من ضيوف الكويت في معرض الكويت للكتاب، ومهرجان القرين الثقافي، لفتح حوار مع زملاء المتلقى ومحاولة مدّ جسر من التواصل بين الكاتب والمثقف في الكويت، وزميله في الوطن العربي.

 والملتقى في كل أمسياته إنما يحاول أن يكون إضافة متجددة للنشاط الفكري والإبداعي والثقافي على الساحة الكويتية، وكما أن الملتقى أصدر في الموسم الماضي كتاباً بالتعاون مع مجلة "بنيبال" باللغة الإنكليزية عن "السرد في الكويت" فإنه سيصدر كتاباً بعنوان "مختارات من القصة القصيرة المعاصرة الكويتية" وسيكون باللغة العربية والإنكليزية.

مركز المشرق

أما بشأن استعدادات مركز المشرق الثقافي للموسم المقبل، فأكد الشاعر محمد صرخوه أن المركز منارة ثقافية جديدة تابعة لديوان ومبرة آل دشتي، و قد وُلدت من رحم ورشة السهروردي الفلسفية كامتداد لها تحديدا في تاريخ 21 مايو 2013م، ولهذا المركز الثقافي طريق ذو شعبتين من النشاطات والفعاليات، الشعبة الأولى ترتبط بالمنهج الفكري للمركز، حيث ينظم دورات فلسفية وفكرية على امتداد موسمه الثقافي غير المقيد بتاريخ بداية ونهاية، بل الموسم مجزأ إلى مراحل، لكل دورة من دوراته موسم ينتهي بانتهاء الدورة حيث تتوقف الدروس وينصب التركيز على البحوث الخارجية التي يقوم بها منتسبو الدورات.

وزاد صرخوه: "يقدم المركز دورات في الفلسفة، وقد ابتدأ أول دورة فلسفية له بعنوان (دورة المستوى الأول للفلسفة اليونانية)- (بداية الفلسفة إلى ما قبل سقراط) في أوائل أيام شهر رمضان الماضي، أما الشعبة الثانية لطريق المركز فتتمثل بالفعاليات الثقافية والأدبية التي يقدمها على شكل (فعالية واحدة شهريا)– (آخر ثلاثاء من كل شهر)، حيث يعقد أمسية مزدوجة مقسومة على ساعتين، تخصص الساعة الأولى للشعر، حيث تتم استضافة شعراء من مختلف التجمعات الأدبية في الساحة الثقافية الكويتية، أو استضافة شاعر من خارج الكويت، وتخصص الساعة الثانية لطرح موضوع فكري أو فلسفي لتدور رحى الحوار حوله سواء بين المحاضرين أو بين الجمهور.

وعن الفعاليات التي يتأهب المركز لتنظيمها، قال صرخوه: "سيقدم المركز دورة حول ثالوث الفلسفة اليونانية "سقراط- أفلاطون- أرسطو" وستبدأ الدورة في منتصف شهر سبتمبر المقبل.

ملتقى الثلاثاء

ومن جانبه، يلفت الشاعر نادي حافظ أن ملتقى الثلاثاء درج قبل انطلاقة برنامج أنشطته كل موسم، على عقد عدة اجتماعات تحضيرية، يجري خلالها تلقي مقترحات أعضاء الملتقى وأفكارهم المتعلقة بالبرنامج المقترح، الذي يعتزم الملتقى تنفيذه طوال الموسم، ويقوم مجلس إدارة الملتقى، المكون عادة من عشرة أعضاء، بناء على ما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات، بصياغة برنامج كامل للموسم كله. وعادة ما يتميز هذا البرنامج بالمرونة التي تسمح بترحيل بعض الفعاليات في حال قدوم مبدعين من الخارج ضيوفا على الكويت، ويمكن استثمار وجودهم في نشاط الملتقى.

وتحدث حافظ عن شكل الفعاليات المقبلة، مشدداً على أن الخطوط العريضة للنشاط موزعة على أربعة أضلاع، أولها الشعر، وثانيها السرد، وثالثها المحور الثقافي، وأخيرا محور الفضاءات المفتوحة، وهذه الهيكلة في البرنامج تمنحه مرونة الاحتفاء بالفنون السمعية والبصرية، كالسينما والموسيقى والفن التشكيلي والمسرح، فضلا عن الاحتفاء بالتجارب والظواهر الإبداعية المميزة في ثقافتنا.

وأردف: "سيحافظ الملتقى على خصوصية أنه ملتقى عربي على أرض الكويت من خلال أنشطته وفعالياته، وستكون هناك موازنة في النشاط بين الأدب المحلي والعربي، على اعتبار أن الأدب الكويتي ما هو إلا جزء من الأدب العربي، فلا أولوية هنا لجنس أدبي على آخر، أو لإبداع دون غيره، وسيستمر الملتقى كذلك في إقامة الورش الإبداعية التي تسعى إلى اكتشاف المواهب الجديدة، ومساعدتها في تكوين أدواتها، وتقديمها إلى الساحة بطرق لائقة، ويسعى الملتقى كذلك إلى إقامة مهرجان شعري عربي كبير سيكون جديد برنامجه هذا الموسم".

قادمون

يذكر أن مجموعة ملتقيات وتجمعات أخرى تستعد للموسم الجديد منها منتدى قادمون الثقافي الذي يحرص على تنوع فعالياته بين الأدب والتشكيل والسينما وستنطلق أولى فعالياته في منتصف شهر سبتمبر المقبل.