أول العمود:

Ad

نجاح الراحل د. عبدالرحمن السميط في مجال العمل الخيري يرجع إلى عدم تسييس جهوده.

***

أقضي وعائلتي إجازتي الصيفية المعتادة خارج البلاد، ودائما ما تتوارد لي خواطر وأنا أعيش بين الناس يومياً لقضاء حاجيات اعتيادية أو ارتياد أماكن الترفيه أو القيادة على الطريق. ولكوني متابعاً للشأن العام في بلدي الكويت ففي الغالب أعقد المقارنات بين الأحوال.

الجو الحار هو العامل الأول لتخطيط معظم الكويتيين للسفر، لكن يبدو أنه محفز مكمل لأشياء أخرى منها الصخب العالي، وإشعال السياسيين لأي قضية مهما كانت صغيرة، والوفرة المادية، وعدم وجود مرافق سياحية مقنعة كما هو حال إخواننا في دولة الإمارات.

والدليل أن السفر أو الهروب إن صح التعبير، أصبح عادة دورية في معظم العطل حتى في الشتاء، على أي حال، صارت الأوضاع السياسية وأجواء المجاملات الاجتماعية والرغبة في خلق أجواء خاصة للراحة محفزاً فعلياً يصرف عليه الكويتيون الملايين سنوياً من خلال السفر.

نعود إلى مسألة المقارنات، ففي السنوات الأربع الأخيرة أتردد على الولايات المتحدة الأميركية بغرض متابعة شؤون أبنائي حيث يكملون تعليمهم وفرصة للسياحة أيضاً، وتبدو حياة الناس بسيطة جداً لا تكليف فيها وأشعر بالنظام وتطبيق القانون دون مجاملة والحصول على الحق والابتسامة والترحيب بغض النظر عمّن أكون، هي ثقافة هنا، اتقان الخدمة شيء مقدس، ولا شأن للدين في الموضوع لا عندنا ولاعندهم، ولو كان الأمر كذلك لأصبحنا أولى من غيرنا بالابتسامة تأسياً بحديث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في هذا الشأن وشؤون سلوكية أخرى.

في الكويت لا نبذل جهداً ملموساً في مجال الترفيه الذي يكون في متناول الجميع، ولا عذر لمسألة الجو الحار أمام تجربة دبي، وفي ظني أن نقص الترفيه مسبب رئيس لكثير من الظواهر والأمراض النفسية، فهل يعقل أن يقتل شخص لمجرد أن آخر أطال النظر إليه فيما يسمى بـ"الخز"؟!

ولو نظرنا الى مرافقنا السياحية التي بنيت في ثمانينيات القرن الماضي فسنجدها متهالكة وقديمة.

ماذا ينقص الكويت لأن تدار بشكل يقترب من طريقة المجتمعات المتطورة خصوصاً مع صغر مساحتها وغناها وقلة عدد سكانها؟

لن أجيب، لأن الإجابة سهلة ربما، لكن تفسيري هو أننا لا نريد التغيير الحقيقي لخوفنا على حالنا الذي نعيشه والذي يحمل عناوين متضاربة: الحياة الكريمة، تغطية العيوب والمشاكل بالمال، اللامبالاة بالشؤون العامة للبلد بل والإساءة لسمعته بأكثر من طريقة ومنها استسهال المطالبات من دون عطاء.

الحياة العامة في الكويت مريحة مادياً لكنها تثير القلق بسبب المفاجآت شبه اليومية التي تكشف عن فراغ حقيقي في أكثر من موقع... نحن "نتحدث" كثيراً عن الحلول!