• استهدف معقلاً لـ«حزب الله» وخلّف عشرات القتلى والجرحى ودماراً كبيراً

Ad

• سليمان: يحمل بصمات الإرهاب وإسرائيل

هزّ انفجار ضخم الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، مخلّفاً عشرات القتلى والجرحى، فضلاً عن دمار كبير في عدد من المباني والسيارات التي اشتعلت فيها النيران وقتاً طويلاً قبل أن تتمكن عناصر الإطفاء من إخمادها، علماً أنه أعنف تفجير يستهدف منطقة لبنانية منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005، باستثناء ما شهدته حرب 2006 بين "حزب الله" وإسرائيل.

ووقع الانفجار الذي سُمعت أصداؤه في بيروت والمناطق المطلة على الضاحية في جبل لبنان، في الساعة السادسة مساء، في منطقة الرويس المكتظة بالسكان، التي تعجّ  بالمحال التجارية وتشهد عادة زحمة سير كبيرة، وقرب مجمع "سيد الشهداء".

وتضاربت الأنباء حول عدد الضحايا، الذين توزعوا على مستشفيات الضاحية وبيروت، وذكرت مصادر أمنية أن الانفجار أدى إلى سقوط 20 قتيلاً وأكثر من 100 جريح. كما تضاربت المعلومات حول قوة التفجير، علماً أن بعضها أشار إلى أنه ناجم عن هجوم انتحاري. وأدى الدمار والنيران إلى محاصرة عدد من العائلات في بعض المباني المحيطة بموقع الانفجار.

وضرب الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي طوقاً أمنياً حول موقع الانفجار، وأُبعد المواطنون الذين تجمعوا بالمئات، وأُقفلت جميع الطرق المؤدية إلى الموقع.

وهذا الانفجار هو الثاني الذي يستهدف الضاحية الجنوبية، المعقل الأساسي لـــ"حزب الله"، بعد الانفجار الذي وقع في منطقة بئر العبد في التاسع من يوليو الماضي. وقد أتى وسط استنفار أمني تشهده الضاحية منذ فترة، في أعقاب التهديدات التي وجهت إلى "حزب الله" على خلفية مشاركته في الحرب الدائرة بسورية إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد.

وبث شريط على الإنترنت، تبنت الاعتداء فيه جماعة تطلق على نفسها "سرايا عائشة أم المؤمنين للمهام الخارجية"، متوعدة "حزب الله" بمزيد من الهجمات، لكن لم يتمّ التأكد من صحة هذا الشريط.

وتوالت ردود الفعل من المسؤولين السياسيين في لبنان، إذ استنكر رئيس الجمهورية ميشال سليمان الانفجار، واصفا إياه بـ"الجبان"، مؤكداً أنّ "هذا الأسلوب الاجرامي يحمل بصمات الإرهاب وإسرائيل لزعزعة الاستقرار وصمود اللبنانيين".

  ودعا النائب وليد جنبلاط إلى "تنظيم الخلافات وتوحيد الجهود الأمنية ضمن حكومة مصلحة الوحدة الوطنية ضد التخريب والسيارات المفخخة التي تطال جميع اللبنانيين"، مقترحاً "إنشاء غرفة أمنيّة للتنسيق بين القوى الأمنيّة وحزب الله". وحذر جنبلاط من الوقوع في الفتنة، معتبراً أن إسرائيل هي المستفيد الأول منها.

واستنكر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع التفجير، مؤكداً أن "لا استقرار ولا أمن فعليين من دون قيام دولة فعلية في لبنان تمارس وحدها بأجهزتها العسكرية والأمنية الشرعية سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية".

وعلق النائب سامي الجميل على الانفجار قائلاً: "الكلام الوحيد الذي يجب أن نتحدث عنه هو كيفية تفعيل أجهزة الأمن للاهتمام بكل المنكوبين، وعلى الدولة اللبنانية مساعدتهم، وهذا اليوم يوم حزين لكل لبنان".