صعّب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم من مهمته في الصعود للدور الثاني من بطولة «خليجي21» المقامة في المنامة، بعدما مني بالهزيمة أمام نظيره العراقي، بهدف نظيف في افتتاح الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية، ليضمن المنتخب العراقي تأهله للدور الثاني بعدما جمع 6 نقاط من مباراتين، ويترك منتخبنا ينتظر حتى الجولة الأخيرة أمام المنتخب السعودي لتحديد المتأهل الثاني.

Ad

وفي مجريات اللقاء دخل المنتخبان بحذر واضح منذ البداية، وحافظ الطرفان على التمركز الجيد في المناطق الدفاعية وتناقل الكرة في منطقة المنتصف، في موقف يعكس خشية تسجيل أي منهما هدف مبكر يربك حسابات الآخر.

وفاجأ المدرب الصربي غوران الجميع بتغييرات جذرية في تشكيلة الفريق الذي واجه من خلالها المنتخب اليمني، وأشرك عبدالهادي خميس وفهد العنزي ومساعد ندا وعامر المعتوق على حساب فهد الرشيدي ووليد علي وحسين حاكم ومحمد الفريح.

تشكيلة مفاجئة للأزرق

إلا أن هذه التغييرات لم تأت بثمارها على قوة أداء الفريق، بعدما بدا واضحا عدم تركيز لاعبي الأزرق وعدم قدرتهم على تطبيق جمل تكتيكية منظمة داخل الملعب أو اختراق الدفاعات العراقية، بل على العكس أعطى أفضلية للمنتخب العراقي الذي كان أكثر سيطرة على الكرة وتنظيم الهجمات دون فاعلية.

وكان عبدالهادي خميس الأبرز في الجانب الهجومي للأزرق، بعدما أزعج مدافعي العراق في أكثر من مناسبة، رغم الفرص القليلة التي منحها إياه زملاؤه من الخلف.

وظلت المباراة دون هجمات تذكر حتى جاءت الدقيقة 28 التي افتتح المنتخب العراقي فيها التسجيل بعد دربكة كبيرة أمام مرمى الأزرق، إثر ركلة ركنية أبعدت فيها الكرة إلى منتصف الملعب ليعيدها احمد ابراهيم إلى يونس محمود خلف المدافعين في الجهة اليسرى من منطقة الجزاء، فروضها على صدره مستغلاً تباطؤ فهد الأنصاري بالتغطية وحولها أمام مرمى نواف الخالدي الذي تخطته الكرة وارتطمت بالمدافع محمد راشد وذهبت باتجاه المرمى وسط محاولات من الخالدي لإبعادها، إلا أن المهاجم حمادي عبدالله ضرب بقدمه يد الخالدي واجبره على إدخال الكرة في الشباك عن طريق الخطأ.

وبعد الهدف تراجع المنتخب العراقي الى مناطقه الدفاعية للمحافظة على النتيجة، وهو بالفعل ما استطاع تحقيقه عندما انهى الشوط الأول متقدما بهدف نظيف.

شوط سلبي

وفي الشوط الثاني دخل مدرب الأزرق الصربي غوران بنفس التشكيل الذي بدأ به اللقاء، مع تغيير بسيط بنقل يوسف ناصر الى الجهة اليسرى والإبقاء على عبدالهادي خميس وحيداً في خط المقدمة، ومن خلفه بدر المطوع.

وبعد مرور 3 دقائق فقط كاد علي عدنان يغالط نواف الخالدي بتسديدة صاروخية اطلقها من خارج المنطقة، ابعدها نواف الخالدي بصعوبة.

وجاء رد الأزرق بعد دقيقة واحدة فقط، عندما انفرد عبدالهادي خميس من كرة طولية جميلة وحاول تسديدها من فوق الحارس نور صبري الذي نجح في إبعادها إلى ركلة ركنية.

وفي الدقيقة 67 أجرى غوران تبديله الأول بإشراكه وليد علي بديلا عن طلال نايف، لتدعيم الجهة اليسرى في المنتخب، في خطوة كانت جريئة منه، بعد كشفه لمنطقة خط الوسط التي يوجد فيها فهد الأنصاري فقط.

ولم يحدث التبديل الذي أجراه غوران أي تغيير في أداء الأزرق، وذلك بعدما نجح مدرب العراق حكيم شاكر في إبعاد خطورة مهاجمي الأزرق عن منطقة جزائه واعتماده على الدفاع المتقدم، الذي أرهق مهاجمي الأزرق وأفشل العديد من الجمل التكتيكية التي حاولوا بناءها.

وبعد مرور 10 دقائق من التبديل الأول، زج غوران بحمد أمان بديلا عن فهد العنزي الغائب عن مجريات المباراة، والحقه بالتبديل الأخير بعد 5 دقائق فقط بدخول فهد الرشيدي بديلا عن عبدالهادي خميس.

ولم تخدم تبديلات غوران منتخبنا في جانبه الهجومي حيث فشل مجددا في اختراق دفاعات المنتخب العراقي، الذي بدوره كان يلعب بطريقة هادئة واستطاع أن يسيطر بشكل مطلق على منطقة الوسط، وتهديد مرمى الأزرق في عدة مناسبات من خلال هجمات مرتدة بقيادة يونس محمود. وفي الدقيقة 86 جانب الحظ يوسف ناصر الذي كان قريباً من خطف هدف التعادل بتسديدة صاروخية أطلقها من خارج منطقة الجزاء ارتطمت بالعارضة وأكملت طريقها إلى خارج المرمى.

وفي الدقائق الأخيرة من زمن المباراة، قام منتخبنا بعدة محاولات لتحقيق هدف التعادل، من خلال تمريرات طولية للمهاجمين، إلا أن التمركز الجيد لمدافعي المنتخب العراقي حال دون تشكيل خطورة فعلية على مرماهم، لتنتهي المباراة بفوز المنتخب العراقي بهدف دون رد.

لقطات

* نزل لاعبو المنتخب العراقي اولا الى أرض الملعب، من أجل اجراء عمليات الاحماء، وتبعهم لاعبو المنتخب الوطني بخمس دقائق، ونال اللاعبان بدر المطوع وفهد العنزي نصيب الاسد من تشجيع الجماهير.

* تفوقت جماهير المنتخب الوطني على نظيرتها العراقية بشكل لافت للنظر، وغيرت اللجنة المنظمة مكان الجماهير، حيث كانت المدرجات التي تقع يمين المقصورة الرئيسية لجماهير الأزرق، بينما جلست الجماهير العراقية يسار المقصورة، اما مدرجات الدرجة الثانية المواجهة للمقصورة فتم تخصيصها لجماهير الازرق.

* في لفتة غير طيبة ولا تمت للروح الرياضية بصلة، اطلقت الجماهير العراقية صافرات الاستهجان اثناء عزف السلام الوطني للكويت، لكن المشجع العراقي الشهير مهدي تدخل في بادرة نال عليها احترام الجميع، ووجه تعليماته للجماهير التي صمتت فورا، ووجه تعليمات إلى الجماهير على طريقة المدربين.

* امتلأت مقصورة الصحافيين على آخرها، ليفترش بعضهم سلم المقصورة، بينما فضل آخرون الوقوف لمتابعة المباراة.

* ابدى عدد من الصحافيين العراقيين والسعوديين دهشتهم من التشكيل الأساسي الذي دفع به مدرب المنتخب الوطني الصربي غوران تافاريتش.

* ثارت الجماهير الكويتية، بعد ان اكتفى حكم اللقاء البجريني نواف شكرالله بإنذار العراقي على ارحيمة، الذي اعتدى على بدر المطوع بالضرب بالكوع، في لعبة يستحق عليها البطاقة الحمراء!

* عقد رئيس اللجنة الاولمبية الكويتية الشيخ احمد الفهد اجتماعا مع اللاعبين في الثانية عشرة من ظهر امس بمقر اقامة الوفد في فندق كراون بلازا، طالبهم خلاله بضرورة بذل مجهود مضاعف خلال اللقاء، من اجل تحقيق الفوز.

قالوا بعد المباراة

حسين: سوء حظ

أكد مدير منتخبنا الوطني أسامة حسين ان الفريق كان قادرا على ادراك التعادل على اقل تقدير، لكن صادفه سوء حظ غريب، خصوصا في تسديدة يوسف ناصر التي تصدت لها العارضة.

وأضاف حسين: «قبل ان تنطلق البطولة اكدنا ان مباراتنا امام السعودية ستكون حاسمة حتى في حالة فوزنا على المنتخب العراقي» مشيراً الى ان اللاعبين سيتم تهيئتهم لمواجهة الاخضر من اجل تحقيق الفوز بإذن الله».

المطوع: الفرصة مازالت قائمة

قال بدر المطوع ان اللاعبين بذلوا كل ما في وسعهم، وإن فرصة التأهل للمربع الذهبي قائمة وبقوة، مضيفا ان الازرق هو الاقل استعدادا للبطولة ورغم ذلك قدم مستويات ممتازة، وأهدر عددا كبيرا من الفرص، وفي المقابل أحرز المنتخب العراقي هدفه من فرصة وحيدة.

واختتم المطوع تصريحه مشددا على ان الازرق قادر على التأهل عبر بوابة السعودية بالرغم من صعوبة المهمة.

ندا: هدف من فرصة وحيدة

أكد مساعد ندا ان الافضلية خلال الشوط الثاني كانت لمصلحة الازرق، بينما تبادل المنتخبان الافضلية خلال الشوط الاول، ونجح المنتخب العراقي في احراز هدفه الوحيد من فرصة وحيدة.

ومن جانبه، أكد نواف الخالدي ان المباراة كانت بين منتخبين كبيرين، وان انتهاءها مع اطلاق حكم اللقاء البحريني نواف شكرالله صافرة النهاية أمر طبيعي نظرا للروح التنافسية بين لاعبي الفريقين.

ورفض الخالدي التعليق على طاقم التحكيم، مؤكدا انه لم يعتد على هذا الامر.

عوض: البطولة مازالت

في الملعب

قال فهد عوض ان المنتخب كان بمقدوره تحقيق نتيجة افضل، لكن قدر الله وما شاء فعل، مشددا على ان جميع اللاعبين ظهروا بشكل جيد،  وعلى الجميع دعمهم حتى يدخلوا لقاء المنتخب السعودي بروح معنوية مرتفعة، لأن البطولة مازالت في الملعب والأزرق لايزال في دائرة التنافس.