وجد لبنان مساحة له في أروقة «الأمم المتحدة» تمثلت بالاجتماع الدولي الذي عُقِد ليل الأربعاء- الخميس برعاية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وتناول بشكل خاص سبل تقديم الدعم للبنان لتحّمل أعباء النازحين السوريين إلى أراضيه، والذين باتوا يشكلون ربع سكانه، إلا ان هذا الاجتماع حفل بالوعود «المعسولة» وكلمات التضامن والدعم من دون أن يخرج بأي التزامات لتقديم مساعدات مادية ملموسة.

Ad

وتكلم أولاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي قال إن «الحرب في سورية دفعت قرابة 800 ألف لاجئ من سورية سعياً الى معونة من لبنان»، وحذر من أن «هذا العدد يتوقع أن يفوق المليون في نهاية السنة الجارية»، مما يمثل «تحدياً استثنائياً لأي دولة». وإذ أشاد بـ»كرم الشعب والحكومة في لبنان»، أعلن أن «الأمم المتحدة تعمل من أجل تلبية حاجات اللاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم في لبنان، الذي تواجه بناه التحتية أيضاً ضغوطاً كبيرة». ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تكثيف دعمها للقوات المسلحة اللبنانية. 

ثم ألقى الرئيس ميشال سليمان كلمة أكد فيها «أهمية تشجيع الأطراف الداخليين والدول الاقليمية المؤثرة على وعي أهمية إعلان بعبدا وضرورة التزامه قولا وفعلا»، معتبرا أن «الاستقرار يمر من طريق استمرار العمل على تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، وضبط الاوضاع على طول الحدود، ومحاربة الارهاب، وتطوير النظام السياسي ومواصلة البحث للتوافق على استراتيجية وطنية للدفاع حصرا عن لبنان».

وأضاف: «لقد بلغت أعداد اللاجئين الوافدين من سورية إلى لبنان أرقاما غير مسبوقة – أكثر من 800 ألف لاجئ مسجل يضاف إليهم من وفد من عائلات الـ300 ألف عامل موسمي سوري، فضلا عن مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في لبنان – أي بنسبة 25 في المئة من مجمل عدد سكانه، وهذا ما يفوق قدرته وقدرة أي دولة على الاستيعاب. وقد بقي على رغم ذلك وفيا لالتزامه القانوني والانساني لعدم إغلاق حدوده في وجه أي لاجئ أتى اليه نتيجة العنف أو الخوف. إلا أن هذا العبء المتفاقم بات يشكل أزمة وجودية فعلية، نتيجة التداعيات الامنية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة على هذا الاكتظاظ السكاني الطارئ، ولا سيما في مجالات الصحة والتربية والكهرباء، والمياه والبنى التحتية والخدمات العامة والأمن».

وقال وزير الخارجية الفرنسي فابيوس إن «استقرار لبنان يتعرض لضغوط بسبب سورية»، مضيفاً أن «الرئيس سليمان والحكومة اللبنانية والسلطات اللبنانية تفعل ما في وسعها من أجل المحافظة على سيادة لبنان وأمنه». ووصف اطلاق مجموعة الدعم الدولية للبنان بأنه «إشارة قوية الى وقوف المجتمع الدولي وراء سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان». 

وقال وزير الخارجية الأميركية جون كيري إن لبنان «يواجه لحظة شاقة، وكما نعلم عمل الرئيس سليمان بلا كلل لكي ينأى بلبنان عن الأزمة في سورية، وعلى رغم ذلك نحن قلقون للغاية من العدد المتزايد للهجمات الإرهابية والحوادث الأمنية داخل لبنان، وكذلك زيادة تدخل حزب الله في الحرب السورية بما يتعارض مع التزامه إعلان بعبدا».

ولفت الى أن «ثمة بنودا لم تنفذ بعد في قراري مجلس الأمن 1559 و1701، وأن هناك أخطاراً غير ضرورية تبقى ما لم يبسط لبنان سيطرته على كامل أراضيه». وشدد على أن «الدولة اللبنانية يجب أن تحصل على الوسائل اللازمة كي تبسط سيطرتها على أرضها وعلى حدودها، ويجب أن تحتكر السلاح».