بينما استيقظت مصر، أمس، على نبأ سقوط 9 قتلى و190 مصاباً، كحصيلة نهائية لاشتباكات "جمعة الحسم"، في القاهرة والمحافظات، التي دعا إليها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، باتت الحياة السياسية تتأهب لمواجهة شاملة مع الإرهاب الدولي، بعدما دعا الفرع العراقي لتنظيم "القاعدة" المصريين إلى حمل السلاح ضد جيشهم.

Ad

البيان الذي أصدرته جماعة "الدولة الإسلامية" في العراق والشام، ودعت فيه المصريين أمس إلى حمل السلاح ضد الجيش، شدد على أن "القمع الدموي للمحتجين الإسلاميين يبين عدم جدوى الوسائل السلمية"، بعد أسبوعين من قتل مئات المتظاهرين الإسلاميين في ميداني "رابعة العدوية" والنهضة".

القيادي الجهادي مرجان سالم، اعتبر الدعوة التي أطلقها تنظيم "دولة العراق" لحمل السلاح ضد الجيش المصري، لن تلقى أي صدى أو مردود داخل التيارات الجهادية في سيناء، لأن أدبيات تنظيم "الجهاد" ليس فيها استهداف للمؤسسات الأمنية (الجيش والشرطة)، موضحاً لـ"الجريدة" أن سياسات "الجيش" في سيناء إلى جانب انقلابه على الرئيس السابق محمد مرسي، لاشك أنها تُزيد حدة الاحتقان.

الأمر ذاته أكده القيادي الجهادي أمين الدميري، مشيراً إلى أن استهداف المؤسسات الأمنية، يكون أصحابه غالباً ممن ينتمون للفكر التكفيري، إلا أنه أكد عدم معرفته بانتماءات تنظيم "دولة العراق الإسلامية"، مشيراً لـ"الجريدة" إلى أن استهداف الجيش لا يحتاج إلى دعوة خارجية، لأنه وقتها سيكون من أدبيات التنظيم، لافتاً إلى أن الصدام مع المؤسسات الأمنية خلال الفترة الماضية أثبت فشله، وتابع قائلاً: "الإسلاميون لم يدخلوا في صدام مع الدولة إلا وخرجوا منه منكسرين".

واستمرت قوات الجيش المصري في العمل على خطة تمشيط لمناطق داخل سيناء الحدودية مع إسرائيل، حتى أمس، حيث كانت عناصر الجيش الثاني الميداني ألقت أمس القبض على 6 من الجماعات الجهادية والإجرامية، وقال مصدر عسكري إن القوات تمكنت من القبض على خمسة متسللين يحملون الجنسية الفلسطينية، خلال محاولتهم الدخول إلى الأراضي المصرية، مضيفاً: "الفلسطينيون الخمسة هم إسماعيل جمال محمد بصلة، ومحمود ناهض بصلة، وخالد جمال بصلة، وماهر مازن بصلة، وخالد رضوان شلوفه".

وبينما واصل الجيش ردمه الأنفاق مع غزة، دعمت القوات المسلحة قواتها المتمركزة في شمال سيناء بقوات جديدة ومعدات تساهم في حملات ملاحقة العناصر المتورطة في الهجمات المسلحة، بينما تجددت الهجمات المسلحة في أنحاء شمال سيناء، وطالت لأول مرة مقر أحد البنوك بمدينة العريش، إلى جنوب العريش وعلى طريق قرب مطار العريش الجوي، كما شهدت الهجمات استخدام قذائف "أر بي جيه" وأسفرت عن مصرع شرطي.

حظر ومشاورات

في الأثناء، وبعد ساعات من انتهاء "جمعة الحسم"، التي دعا إليها أنصار "الإخوان"، أمس الأول، والتي خلفت نحو 9 قتلى و190 مصابا، واصلت الحكومة المصرية، أمس تطبيق حظر التجوال بصرامة، من التاسعة مساء حتى السادسة صباحا، وقال مصدر في تصريحات خاصة، إن تقارير أمنية نبهت إلى ضرورة استمرار حظر التجوال في مواعيده، إلى حين استقرار الوضع الأمني، وتجفيف منابع العنف، مشيراً إلى أن مجلس الوزراء سيخفف ساعات الحظر على الفور إذا استقرت الأوضاع في البلاد.

وكان الرئيس المؤقت عدلي منصور التقى أمس حازم الببلاوي، فيما أكد مصدر أن اللقاء تناول استعراض الأوضاع الأمنية وجهود التصدي للإرهاب في سيناء.

في غضون ذلك، يستكمل المستشار الإعلامي للرئيس أحمد المسلماني ورئيس حزب "التجمع" اليساري اليوم، المشاورات السياسية التي تجري مع مختلف الأحزاب، نيابة عن رئيس الجمهورية "المؤقت" المستشار عدلي منصور، بشأن خطوات المصالحة الوطنية.

رئيس حزب "التجمع" السيد عبدالعال، قال لـ"الجريدة": "قيادات الحزب ستطرح خلال لقائها المسلماني عدداً من الموضوعات أبرزها تشكيل "لجنة الخمسين" لتعديل الدستور، وسنطالب بزيادة تمثيل الأحزاب داخل اللجنة، لتعويض غياب عدد من الفقهاء الدستوريين أو القانونيين عنها".

في الأثناء، قال المستشار القانوني لرئيس الجمهورية علي عوض إن مؤسسة الرئاسة انتهت فعلياً من اختيار لجنة الـ50 لتعديل الدستور، مرجحاً أن تعلن الرئاسة بشكل نهائي أسماء الأعضاء الـ50 والقائمة الاحتياطية، خلال ساعات.

فشل الحشد

وبينما بات من الواضح فشل أنصار "الإخوان"، في حشد أنصارهم، أعلن "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، استمرار مسيراته وفعالياته خلال الأسبوع المقبل تحت عنوان "الشعب يستكمل ثورته"، داعياً،  إلى ما وصفه بأولى خطوات "العصيان المدني" بمدينة الإسكندرية الساحلية، عبر مقاطعة ما وصفه بالفضائيات الداعمة للانقلاب العسكري، والصحف المؤيدة للجيش المصري، وقال المتحدث الرسمي للتحالف حاتم عزام لـ"الجريدة": ستستمر فعالياتنا بتنظيم المسيرات خلال هذا الأسبوع بما تحمله من مفاجآت أولها العصيان المدني الذي سيبدأ اليوم.

في المقابل، علمت "الجريدة" أن ضعف الجماعة وأنصارها على الحشد بات أمراً مفروغاً منه، ودفع قوى إسلامية إلى اللجوء إلى أحزاب ليبرالية للدعوة للمصالحة الوطنية.