يكشف الدكتور رفيق الصبان أن إدارة الأوبرا أبلغته تلقيها تهديدات من المعارضة السورية المقيمة في القاهرة، بمهاجمة دار الأوبرا في حال عرض فيلم «العاشق» الذي تعتبره مساندًا للنظام السوري، كونه من إنتاج مؤسسة السينما التابعة له وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد المعروف بموالاته للنظام أيضًا.

Ad

وعندما أبدى الصبان استياءه من إدارة الأوبرا أكد المسؤولون فيها له أن هذه المرحلة خطيرة من الناحية الأمنية ولا يمكنهم المخاطرة لأجل فيلم يمكن أن يعرض في أي وقت.

وصف الصبان الوضع بالغريب، وتساءل: «كيف يمكن لإدارة الأوبرا أن ترضخ لتهديدات إحدى الجاليات الموجودة في مصر؟ وأضاف: «ليست المرة الأولى التي يمنع فيها الفيلم من العرض في القاهرة لأسباب سياسية، إذ سبق أن منع من العرض في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، رغم إجماع لجنة المشاهدة والمكتب الفني على تميّزه، إلا أن مديرة المكتب الفني للمهرجان ماريان خوري قررت عدم مشاركته في المهرجان لأنه من إنتاج النظام السوري ولأن عرضه يعد دعمًا لهذا النظام».

لفت الصبان إلى أن السياسة ظلمت الفيلم رغم أنه رائع فنيًا وفكريًا، ويعدّ من الأفلام المعارضة للنظام بشاعرية ونعومة وينتهي بمشهد يؤكد أن النظام السوري يترنح وبات صوت الشارع هو الأقوى.

منع مزدوج

أعرب مخرج «العاشق» عبد الحميد عبد اللطيف عن حزنه لمنع الفيلم من العرض في القاهرة للمرة الثانية بعدما منع في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» في آخر لحظة، وأُبلغ بالأمر وهو في طريقه إلى المطار لحضور المهرجان. أضاف أن هذا الموقف غريب لأن الحكم على الفيلم يجب أن يكون فنيًا وفكريًا وليس على جهة الإنتاج، لا سيما أن السينما في سورية في معظمها من إنتاج النظام.

 تساءل عبد الحميد: كيف لدار الأوبرا المصرية بعراقتها أن تستجيب لتهديدات بعض الأشخاص؟ موضحًا أنه لم يكن يومًا مواليًا للنظام السوري بشكل مطلق، بل كان ينتقده سواء من خلال أفلامه أو مشاركته مع المثقفين في إصدار بيانات تطالب  بالديمقراطية والحرية.

 

اعتراضات بالجملة

الناقد د. وليد سيف الذي كان مقررًا أن يشارك في ندوة حول الفيلم، كشف أنه تلقى سيلا من الاعتراضات من مصريين وسوريين مقيمين في القاهرة، يعتبرون عرض الفيلم بمثابة مساندة للنظام السوري ضد الشعب الذي يتعرض للمذابح منذ أشهر، وهو ما رآه سيف غير منطقي، ذلك أن الفيلم ينتقد النظام السوري من خلال قصة مخرج شاب يخرج أول أفلامه عن سيرته الذاتية، مؤكدًا أنه لا يمكن الحكم على الأفلام من دون مشاهدتها.

 أضاف أنه شاهد الفيلم بصفته أمينا للجنة التحكيم في الدورة الأخيرة لـ «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي»، وكان يتمنى ألا يحرم المهرجان من عرضه مؤكدا أنه رائع فنيًا وفكريًا.

أما الناقد طارق الشناوي فرأى أن عرض فيلم «العاشق» في وقت يرتكب النظام السوري مذابح يومية بحق شعبه هو بمثابة دعم ومساندة لهذا النظام الذي أنتج الفيلم للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد كونه أحد أبنائه.